كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة علم منتجات الألبان، عن أن إضافة كوبا من الحليب إلى حبوب الإفطار يساهم بشكل فعال فى خفض نسبة الجلوكوز فى الدم وزيادة الشعور بالشبع على مدار اليوم بفضل ما يحتويه من بروتينات تساعد فى بطء عميلة الهضم. رصد د.دوجلاس جوف وفريقه البحثى بوحدة أبحاث الأغذية الوظيفية فى جامعة غويلف الكندية بالتعاون مع جامعة تورنتو، تأثير تناول الحليب عالى كامل الدسم مع الأغذية المحتوية على الكربوهيدرات فى وجبة الإفطار على ضبط مستويات الجلوكوز فى الدم والإحساس الشبع بعد وجبة الإفطار ووجبة الغذاء التالية، وكذلك تقليل معدل استهلاك الطعام فى وقتا لاحقا من اليوم. ويقول د.جوف: نتائج هذه الدراسة تشجع المستهلكين على الحرص على تناول الحليب فى وقت الإفطار للمساعدة فى الهضم البطيء للكربوهيدرات وللمساعدة فى الحفاظ على انخفاض مستويات السكر فى الدم، وهو ما يضمن للمستهلك وجبة صحية ويوفر الحماية أيضا من خطر الإصابة بمرض سكر الدم والسمنة باعتبارهما من أكثر التهديدات الصحية شيوعا فى عصرنا الحديث. وتسند هذه النتائج إلى دور البروتينات الموجودة بشكل طبيعى فى الحليب فى المساعدة على إفراز هرمونات المعدة التى تبطئ من عملية الهضم، مما يؤدى للشعور بالشبع سريعا ولفترة طويلة الأمد. ورغم أن الفريق البحثى لم يجد سوى اختلاف بسيط فى استهلاك الطعام فى وجبة الغداء عند زيادة بروتين مصل اللبن فى وجبة الإفطار، إلا أنهم وجدوا أن الحليب المستهلك مع وجبة إفطار عالية الكربوهيدرات يسهم فى خفض مستوى الجلوكوز فى الدم حتى بعد تناول الغداء، وكان الحليب عالى البروتين هو الأكثر تأثيرا مقارنة بالحليب العادي. من جانبه يشير د.حمدى عبد السميع أستاذ صحة وسلامة الأغذية بجامعة بنها، إلى أن بروتين الحليب يعد بروتينا عالى القيمة الغذائية، له خواص فريدة من نوعها ويشكل نحو 4% من مكونات الحليب. وهذا البروتين نوعان، الأول هو الكازين ونسبته 80% من بروتين الحليب ويتواجد فى صورة غروية غير ذائبة. والنوع الثانى هو بروتين الشرش ونسبته 20% ويتواجد فى صورة ذائبة. كما تتميز جزيئات الكازين الموجود فى الحليب بكونها جزيئات متناهية الصغر، حتى أن المختصين أعتبروها بمثابة أول جزيئات نانومترية طبيعة متعددة الخواص. ويتم تصنيعها بإعجاز ربانى فى ضرع الحيوان من أحماض أمينية، ولكن طبيعتها وخواصها وقيمتها الغذائية تجعلها متميزة ولا يوجد مثيل لها فى أى من أنواع البروتينات ذات الأصل الحيوانى الأخرى كاللحوم والدواجن والأسماك والبيض. ويرى أن الكثير من أسرار خواص وفوائد بروتين الحليب لم يكتشف بعد. وقد حاولت الدراسة تقديم إضافة جديدة لفوائد بروتين الحليب خاصة لمرضى السكر من النوع الثانى لدوره فى ضمان منسوب آمن من الجلوكوز والكربوهيدرات المتناولة بالإفطار مع إحساس بالشبع يسمح بالاعتدال فى تناول الوجبة الغذائية دون إفراط.