* مدير مستشفيات جامعة عين شمس: أقسام الطوارئ والاستقبال هى البوابة التى لا يمكن إغلاقها بينما ينعم المصريون بأداء صلاة العيد وذبح الأضاحي، والاستمتاع بطقوسه والاحتفال به وسط الأسرة والأهل، هناك آخرون لا يذوقون حلاوة الاحتفال بالعيد، ويفضلون البقاء فى غرف وردهات المستشفيات بجوار مرضاهم يتابعون حالتهم، أو يستعدون لاستقبال أى حالات طارئة من حوادث أو إصابات. إنهم أطباء الرحمة الذين يرفعون شعار «المريض أولا». يقول الدكتور أحمد طه مدير مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد «الفرنساوي»: المرض لا يعرف الراحة، وبالتالى الطبيب لايعرف الإجازة، والأمر لا يقتصر على الطبيب وحده، وإنما يشمل كل مقدمى الخدمة الطبية من تمريض وخدمات معاونة، فهناك دائما استعداد على مدى ال24 ساعة. وبالتالى لابد من تقسيم العمل لضمان استمرار تقديم الخدمة بكل كفاءة سواء فى الأيام العادية أو موسم الأعياد، وحجم المترددين والطاقة الاستيعابية لمستشفى بحجم قصر العينى الفرنساوى تجعله مقصدا للمواطنين عند تعرضهم لأى طارئ،، خاصة أن المريض لا يجد أمامه إلا المستشفيات العامة خلال فترة الأعياد، نظرا لأن أغلب المستشفيات والعيادات الخاصة لا تعمل بكامل طاقتها، حيث يمتلك الفرنساوى 120 سريرا و124 سرير رعاية مركزة ومتوسطة فى التخصصات المختلفة مثل الرعاية الحرجة للقلب ومشكلات التنفس والغيبوبة الكبدية والسكتة الدماغية، وجميعها حالات عاجلة يتوجب استقبالها والتعامل الفورى معها على مدى الساعة، بجانب 18 غرفة عمليات لمواجهة أى طوارئ، وتشهد فترات العيد تزايد الحوادث على الطرق، أيضا تزداد حالات التسمم الغذائى نتيجة بعض السلوكيات الخاطئة وما قد يصاحبها من ضرورة إجراء غسل معوى عاجل. ويوضح الدكتور أحمد طه: أن طب الطوارئ من أهم التخصصات التى يواجه فيها طبيب الطوارئ تحديا كبيرا بسبب نوعية الحالات التى قد يفاجأ بها دون سابق إنذار، بعكس الحال فى التخصصات الأخري.، وهو ما يجعله يعيش فى حالة استنفار دائم لأى حادث مفاجئ قد يقابله.، و يبلغ حجم التردد على العيادات الخارجية ألف مريض يوميا فى جميع التخصصات، بالإضافة لنحو 200 مريض فى الطوارئ والاستقبال. بوابة لا يمكن إغلاقها. أما الدكتور أيمن صالح مدير مستشفيات جامعة عين شمس فيؤكد أن أقسام الطوارئ والاستقبال هى البوابة التى لا يمكن إغلاقها فى أى مستشفي، لاستقبال الحالات الطارئة. وهناك انتظام فى تقديم خدمة العمليات الطارئة، واستقبال المرضى الذين يعانون من مختلف المشكلات الصحية، سواء التى تتطلب خياطة الجروح الخطيرة، أو علاج كسور العظام وقطع الأوتار، أو النوبات القلبية والجلطات القلبية المفاجئة، أو علاج الجلطات الدماغية أو حالات الولادة، وطبيعة العمل داخل المستشفيات تتطلب وجود أطباء دائمين على مدى اليوم، بالإضافة إلى وجود مدير للمستشفى خلال فترة الليل، للاطمئنان على سير نظام العمل، بجانب وجود مدير آخر للتمريض لضمان التنسيق والمتابعة اللازمين، ونلجأ إلى تقسيم النوبتجيات بين الأطباء المقيمين والمساعدين خلال خطة دائمة للمرور اليومى صباحا ومساء. من جانبه، يلفت الدكتور مجدى الدهشان (وكيل كلية الطب بجامعة الأزهر) إلى أن أقسام الطوارئ والرعاية والعمليات يحظر نهائيا على الطبيب عدم الوجود فيها، بل يوجد مدرسون ونواب دائمون، وتصل عقوبة التراخى إلى حد إنهاء الخدمة. وليس معنى هذا أن تلك الأماكن أقل حظا فى الاهتمام بل تعتبر ذات أولوية فى التعامل مع الحالات الحرجة والحفاظ على الحياة. ويعتبر أطباء الطوارئ هم أول المسئولين فى تشخيص وإنقاذ المرضى لتحقيق استقرار الحالة بالتعاون مع أطباء من تخصصات أخري، واتخاذ قرار بمدى احتياج المريض للتدخل الجراحى أو دخول المستشفى أو الخروج منه بعد تلقى الكشف والفحوص.. وعلى الرغم من حالة الاستعداد الدائمة، فإن فترة العيد تشهد إعلان حالة الطوارئ فى المستشفيات، لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية. وأضاف: يبدأ تطبيق حالة الطوارئ من رئيس الجامعة مرورا بالمديرين والوكلاء وصولا إلى الطاقم الفنى والعمال فى المستشفي، من خلال الوجود والمرور المستمر ليس للتأكد من وجود العنصر البشرى فقط، وإنما للمتابعة وضمان تقديم الخدمة الصحية. شمل الأسرة وتشير الدكتورة هناء راضى نائبة مدير مستشفى أبو الريش اليابانى إلى أن هناك تفضيلا من بعض أهالى الأطفال المرضى لاستكمال علاجهم فى المنزل ليجتمع شمل الأسرة والاحتفال بالعيد طالما تسمح الحالة بذلك، وهو ما يساعد على خروج العديد من الحالات من الأقسام الداخلية، أما فى أقسام الاستقبال والطوارئ التى تشهد تضاعف حجم المترددين عليها بسبب كثرة الحوادث بين الأطفال نتيجة التشاجر أو عدم انتباه الأسرة، أو التعرض المفاجئ لمشكلة صحية وعادة ما تكون المستشفيات الحكومية الكبرى هى الأقرب الى الأهالى لإنقاذ أبنائهم وتلقى الكشف أو الفحوص اللازمة، وهناك خصوصية فى التعامل الطبى مع الأطفال، خاصة غير القادرين على التعبير عن سبب شكواهم نظرا لصغر أعمارهم، وقد يكونون فى حاجة للعناية الفورية. كما فى حالات العيوب الخلقية التى تعوق وظائف التنفس والقلب بشكل يهدد الحياة، كذلك بعض الحالات التى تحتاج إلى دخول غرف العمليات بشكل سريع، أو البقاء فى الحضانات، ويستقبل المستشفى قرابة نصف مليون حالة سنويا من الأطفال فى جميع التخصصات، ودرجات الصعوبة تتفاوت من البسيطة للمعقدة والمتداخلة. وتصل فترة العمل اليومى للطبيب من 12 ساعة وتصل الى 24 ساعة بحسب كلام الدكتور محمد إيهاب - نائب مدير الطوارئ بمستشفى معهد ناصر، ويضيف: هذا النظام لا يختلف خلال أيام الأعياد والعطلات، وبالتالى فالطبيب موجود ومستعد دائما لأى طارئ، مهما يكن حجم المترددين يوميا على أقسام الطوارئ بالمعهد والذى قد يصل إلى 500 حالة يوميا.