العنف والتمرد ممارسات تنسب دائما للذكور ولكن ما نلاحظه هذه الأيام شكاوى أمهات كثيرات من بناتهن بسبب حدتهن وقسوتهن فى المعاملة عن أخوانهن من الذكور، وذلك عكس طبيعة الفتاة فالبنت تعرف دائما بالحنان والعطف والهدوء فلماذا إذا تغيرت صفاتها لتصبح (مفترية).. د. سلمى عادل استشارى الصحة النفسية والتربية وتعديل سلوك الأطفال والمراهقين تقول: بالفعل نجد فى وقتنا الحالى أن العنف يتزايد بين البنات خاصة المراهقات بشكل كبير، وتشكو أمهات كثيرات هذه الأيام من أنها لا تفهم ابنتها ولا تجد تفسيرا لتمردها، وقد يرجع هذا إلى أن كثيرا من الآباء والأمهات لايؤهلون بناتهم لهذه المرحلة الحرجة، حيث أن العنف النفسى الموجه نحو الفتاة منذ الطفولة كالتمييز بينها وبين أخ لها او السيطرة عليها فى كل شئ يؤدى بعد ذلك الى التمرد والحدة لأنها تبدأ البحث عن ذاتها وتبدأ فى عقاب كل من حولها حتى لو على حساب نفسها، فالعند هنا وصل لقمته، ومن بين الأسباب أيضا ما يبثه الإعلام من أفكار لا تتناسب مع مجتمعنا، تأتى بعد ذلك مرحلة المراهقة التى تواجه فيها الفتاة العديد من العقبات تكون بنظرة المجتمع بأن المراهقات مختلفات عن المراهقين ولا يمكنهن تحمل المسئولية أوالاعتماد عليهن فقط لأنهن إناث، مع اختلاف طبيعة حياة الفتاة عن ذى قبل وخروجها للعمل واعتمادها على نفسها، كل ذلك ساهم فى تغيير طبيعة الفتاة، مما يفسر لنا أسباب العنف والحدة منذ الطفولة مرورا بالمراهقة ثم استقلالها فى الحياة العملية بعد ذلك، بالإضافة إلى أن لأسلوب التربية وثقافة المجتمع دورا كبيرا فى ذلك وهى أن البنات دائما ما تتصفن بالهدوء والوداعة وبالتالى فيكون هناك عدم تقبل لأى سلوك عنيف صادر منهن، وعلى العكس نتقبل العنف والسلوك العدوانى من الذكور ونعتبره نوعا من الرجولة وتأكيد الذات. وهنا بعض النصائح التى لابد من ترسيخها فى قاموس التربية منذ المراحل الأولى للتعامل مع البنات وظهور الجانب الهادىء والحنون لها والتى تنصح بها د. سلمى وهى: عدم التمييز فى التربية قدر الإمكان بين الذكور والإناث لأنه السبب الرئيسى فى مساعدة البنت على الاستقلال وتركها للعنف وذلك عن طريق التشجيع وخاصة فى مواقف الاكتفاء الذاتى لها فذلك يبنى شخصيتها بدون فروق او تمييز، فثقافة الاحترام مهمة جدا فى التعامل مع البنات خاصة فى مرحلة المراهقة، فهى تشعر البنت دائما أنها شخص مميز وفريد.