هل تعرضت مصر لعملية غزو مسلح صريحة منذ سنوات ولم يعلن عنها فى حينها؟.. الإجابة وبكل أسف هى نعم. وهل كان هناك من المصريين من يعلم بالغزو ويتابع مراحل تنفيذه؟ وتأتى الإجابة أيضا بنعم! وهنا يأتى السؤال: ولماذا لم يتم إعلام الشعب المصرى فى حينها ولم تؤكد وسائل الإعلام أنباء الغزو المسلح، وتم الاكتفاء بإطلاق سحب الغموض والتشتيت لصرف انتباه الشعب عن ما يحدث؟، وتأتى الإجابة بعلامات استفهام كثيرة وغامضة بلا إجابة محددة، ولكن ما هو مؤكد أن مصر وشعبها صاحب الحضارة الممتدة لآلاف السنين سيصل إلى الحقيقة أو ستصل إليه الحقيقة إن عاجلا أم أجلا. منذ أيام وقف اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، ليدلى بشهادته أمام محكمة جنايات القاهرة فى إعادة محاكمة محمد مرسى وآخرين فى قضية اقتحام السجون والحدود الشرقية للبلاد عقب أحداث 25 يناير 2011. ووفق ما نقلته وسائل الإعلام المصرية، فإن اللواء الذى عاصر الأحداث لحظة بلحظة قال: إن المؤامرة بدأ تنفيذها بعد انهيار برجى التجارة فى نيويورك 2001؛ حيث بدأت المخابرات الأمريكية التخطيط لذلك، وتم إنشاء وتمويل هيئات ومؤسسات تحت غطاء الدعوة للديمقراطية. وفى عام 2005، أوصت إحدى تلك المجموعات الحكومة المصرية بضرورة الاعتراف بالإخوان، وتغيير القوانين المنظمة للحياة السياسية فى مصر للسماح لهم بالمشاركة فى الحكم. وفى يوم الجمعة 28 يناير2011 حدثت هجمات شرسة على المنشآت الشرطية، وكان أول تلك المنشآت مكتب مباحث أمن الدولة، وشدد على أن سيناء لم يكن فيها إرهابى مطلق السراح فى ذلك الوقت، حيث كانت العناصر الإرهابية ما بين محبوسين أو محكوما عليهم. أما ما حدث فى ذلك اليوم المشئوم من تاريخ مصر وكيف تم غزوها فقد وصفه اللواء عبد الرحمن بالقول: إنه تم اجتياح الحدود الشرقية المصرية بسيارات محملة ب"الأسلحة الثقيلة" إبان الأحداث، وتحركت العناصر التى اقتحمت الحدود إلى السجون، وتوجه بعضهم إلى ميدان التحرير لاستكمال حالة الفوضى. وأن من اقتحموا الحدود كانوا نحو 800 من عناصر حماس، وما بين 80 إلى 100 عنصر آخرين من تنظيم حزب الله.!! وشرح اللواء عبد الرحمن فى شهادته دور الإخوان خلال يناير 2011 واللقاءات التى قاموا بعقدها لإثارة الفوضى بالبلاد والاستيلاء على السلطة، ومنها لقاء جمعهم بقادة حماس عقد فى فبراير2009 فى لبنان على هامش اجتماعات مؤتمر بيروت العالمى للمقاومة ومناهضة الإمبريالية، ولقاء آخر شارك فيه عناصر من الحرس الثورى الإيرانى، وخالد مشعل، اتفقوا خلاله على تولى عناصر الحرس الثورى تدريب العناصر التى يتم دفعها من قطاع غزة إلى داخل البلاد، لإثارة حالة الفوضى مع التأكيد على ضرورة تحرك الجماعة، لإسقاط النظام فى مصر، كما عقد الإخوان العديد من اللقاءات مع أعضاء السفارات الأجنبية فى البلاد. وجاءت شهادة اللواء عبد الرحمن لتدعم ما قيل من قبل فى عام 2008، حينما تداولت وسائل الإعلام المصرية على استحياء، التهديدات التى أطلقها قادة حركة حماس بإعادة اقتحام الحدود المصرية ذلك العام، ونبهت إلى أنها لم تكن مصادفة أن تم اقتحام الحدود المصرية فى ذلك العام، بل إن أمر الاقتحام الذى تم فى ذلك العام كان بتنسيق مع الإخوان، بعد أن تم التخطيط للقيام بمظاهرات فى عدة مناطق بالبلاد بالتزامن مع اقتحام عناصر حماس الحدود المصرية، ما يؤدى إلى تشتيت قوات الأمن المصرية. وهكذا بات من المؤكد أن هناك من أخفى "شيئا ما" عن الشعب المصرى طيلة سنوات مضت، وأنه كان هناك من لديهم مصلحة فى إخفاء الحقيقة، ومن المؤكد أيضا أن هؤلاء وأتباعهم أخفوا الحقائق متذرعين بعدة حجج أولها مظلة "أسرار الأمن القومى"، بينما سعى البعض إلى حيلة "التسييس" وفرض ستار الغموض بحجة أن كشف الحقائق وفضح المؤامرة سيسئ إلى العلاقة بين مصر وفصائل أو حكومات أو ربما دول أخرى، ولكن ستبقى الكلمة الأولى والأخيرة للشعب المصرى العظيم، الذى تحمل خطايا المخطئين فى حقه وصحح المسار بيده وأنقذ الوطن فى 30 يونيو 2013، فلم يذكر التاريخ يوما أن تعرضت دولة عريقة مثل مصر لغزو خارجى مسلح ومنظم بتواطؤ عدة قوى، منها دول كبرى، دون أن تظهر الحقيقة الكاملة ولو بعد حين. لمزيد من مقالات طارق الشيخ