وسط حالة من الدهشة الدولية لانسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أعرب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه للانسحاب الأمريكى، معتبرا أنه كان من الأفضل استمرار واشنطن فى عضوية المجلس، مؤكدا الدور المحورى الذى يقوم به المجلس لحماية حقوق الإنسان على الصعيد الدولى. ففى بروكسل، حذرت فديريكا موجرينى منسقة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى من أن الانسحاب الأمريكى من المجلس سيهدد دور الولاياتالمتحدة الدولى.وفى الوقت ذاته، اعتبرت وزارة الإعلام فى السلطة الفلسطينية الانسحاب الأمريكي»مكافأة لإسرائيل وجرائمها»، ووصفت الخطوة الأمريكية بأنها «تشجيع على العدوان وانتهاك حقوق أبناء الشعب الفلسطيني». وأشارت إلى أن «من يدعم الاحتلال وممارساته الإرهابية، ويخرج على القانون الدولي، وينتهك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الخاصة بفلسطين، ليس الطرف المؤهل للحديث عن حقوق الإنسان، أو الترويج للحرية والعدالة والديمقراطية». فى الوقت نفسه، رحبت إسرائيل بالقرار الأمريكي، ووصفت المجلس بأنه «جهة منحازة ومعادية».ومن جانبه، دافع فوييسلاف شوتس رئيس مجلس حقوق الإنسان الدولى عن عمل المجلس، مؤكدا أنه يعمل المجلس كنظام إنذار مبكر من خلال دق أجراس الإنذار قبل الأزمات الوشيكة أو المتفاقمة. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت أمس الأول انسحابها من مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، واصفة المجلس بأنه منظمة «لا تستحق اسمها»، بل ووصفته مندوبتها لدى الأممالمتحدة نيكى هيلى بأنه «مستنقع للتحيزات السياسية»، واتهمته بأنه «منظمة منافقة تخدم نفسها بنفسها وتسخر من حقوق الإنسان». كما اتهمت المجلس أيضا ب»التحيز» المزمن ضد إسرائيل». ومن ناحيتها، انتهزت موسكو حالة الاضطراب التى أثارها الانسحاب الأمريكي، حيث أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة أن بلاده تقدمت بطلب ترشيح نفسها فى انتخابات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة من عام 2021 إلى عام 2023. وكانت عضوية روسيا فى مجلس حقوق الإنسان الدولى قد انتهت فى نهاية ديسمبر 2016 ، وبتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة من العام نفسه لم يعاد انتخابها للمجلس.