من المؤكد أن لحظة تسجيل أوروجواى هدفها فى مرمى منتخب مصر، كانت لحظة صعبة، وتوقيتها قاتلا لحالة النشوة التى عاش معها الجمهور المصرى طوال المباراة، لاسيما أنها جاءت بعد 89 دقيقة من الكفاح والصمود، ووسط حالة من رضا الناس بما قسم لمنتخب مصر من الخروج بنقطة فى المباراة الأولى له بالمونديال. ولست مختلفا مع هؤلاء الذين يرون أن كرة القدم لا تعترف سوى بالنتائج، وأن السعادة بالأداء أمام أوروجواى تمثل حالة لا تكتب فى سجلات التاريخ، وليس لها دور فى حسابات النقاط، كما أن فرصة التأهل للدور الثانى فى كأس العالم أصبحت معقدة للغاية، خاصة أن مباراة روسيا ستكون أصعب، حيث إنهم أصحاب الأرض والجمهور، ولكن يجب أن يضع هؤلاء فى حساباتهم أن كرة القدم تمثل صراعا حضاريا كاملا، والتعليقات التى تحدثت عن منتخب مصر رغم الخسارة من أوروجواى جميعها تدعو للفخر، سواء فى وسائل الإعلام العالمية، أو حتى فى وسائل التواصل الاجتماعي. وبالتالي.. لابد أن يستمر الحماس والتشجيع مهما تكن هناك غصة فى الحلق، فلا يكره أحد منتخب بلاده، ولا يفقد الأمل فى أنه مازال يمتلك الفرصة لرفع رأس محبيه، فمنذ سنوات طويلة، ونحن نتحدث عن دراما كرة القدم، وحساباتها المعقدة التى لا تعترف بسيناريو مسبق ومحسوم، وهذا هو سر اللعبة التى لا تعرف المستحيل، وما دامت هناك مباريات متبقية لمصر فى مجموعتها الرسمية، فهذا يعنى أننا لم نخرج بعد من البطولة. مازلنا نتذكر جميعا لحظة تسجيل محمد صلاح لضربة الجزاء التى صعدت بالمنتخب الى كأس العالم، وكيف تفجرت ينابيع الفرحة والانتماء لدى المصريين، وهى لحظة جاءت فى وقت من اليأس والقلق والخوف من حسابات معقدة قد تبتعد بالحلم المؤجل من 28 سنة، ولكنها حدثت، ومن الممكن أن تتكرر لحظات مثلها فى هذا المونديال.. فمن يدري؟!.. ومادامت هناك فرصة، فلنحلم بها، ونتمناها، ونساند ونؤازر المنتخب كى تتحقق.. لأن كل مشجع فى هذا الحدث العالمى يرى فى منتخب بلاده مشروعه وبطله، ونجاحه يتوقف على الانتقال معه من حالة إلى أخرى دون فقدان الحماس، ويجب أن يظل الفريق محتفظا بكبريائه المستمدة من دعم جماهيره، ونتمنى أن يكون القادم أفضل مع عودة صلاح.. فدعونا نبتسم .. وننتظر! لمزيد من مقالات حسن خلف الله