استدعت وزارة الخارجية الإيطالية أمس السفير الفرنسى لدى روما عقب الانتقادات الحادة التى وجهتها باريس إزاء رفض الحكومة الإيطالية استقبال السفينة «أكواريوس» التي تحمل أكثر من 600 مهاجر. ومن جانبها، أعلنت رئاسة الحكومة الإيطالية فى بيان أن الحكومة ترفض «تلقى دروس منافقة» من بلد مثل فرنسا التى تفضل إشاحة النظر عن مشكلة الهجرة، على حد تعبير البيان. وأضاف البيان أن «التصريحات التى تصدر من فرنسا بشأن السفينة أكواريوس تثير الدهشة». وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد ندد أمس الأول بالموقف الذي وصفه ب»المعيب وغير المسئول» للحكومة الايطالية بشأن سفينة المهاجرين. وفي المقابل، رحب فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجر المناهض للهجرة بمنع الحكومة الإيطالية رسو السفينة في مرافئ البلاد، معربا عن أمله بأن يؤدي هذا إلى تغيير فى سياسة الهجرة التى تعتمدها أوروبا. وقال أوربان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السلوفاكي بيتر بيليجريني «أخيرا اتنفس الصعداء»، مضيفا «سئمت لسنوات من سماع أن الحدود البحرية لا يمكن حمايتها، أنا الآن مقتنع أن ما كان ينقصنا ليس الامكانات بل الإرادة». في برلين، واجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس تمردا بشأن سياسة الهجرة مما يهدد بزعزعة استقرار ائتلافها الحاكم. وتمثلت الأزمة في إعلان بعض من كبار مسئولي حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى الذي تتزعمه ميركل، دعمهم لخطة مقترحة بشأن الهجرة اقترحها وزير الداخلية البافاري المحافظ هورست زيهوفر ترفض بموجبها ألمانيا استقبال الساعين للجوء ممن سجلوا أسماءهم بالفعل في دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي. ولكن زيهوفر اضطر لإلغاء طرح الخطة أمس الأول بسبب خلافاته مع ميركل. وتتصور الخطة عدولا كاملا عن سياسة الباب المفتوح التي أعلنتها ميركل في 2015.