تظل قضية استغلال مقومات مصر السياحية الاستغلال الأمثل هى قضية القضايا.. فكم من موارد طبيعية ومناطق أثرية وتاريخية تحتاج إلى نوع من التخطيط البسيط والرؤية لتضيف إلى خريطة مصر السياحية الكثير. واليوم نقدم نموذجا لهذه المقومات المهملة بمنطقة وادى النطرون رغم كثرة الحديث عنها فى الشهور الأخيرة لارتباطها بمسار العائلة المقدسة. هذا النموذج يتمثل فيما يعرف باسم بحيرة «نبع الحمرا» فى وادى النطرون.. ولمن لا يعرفون التاريخ وقيمة هذه المناطق سياحيا سأترك السطور التالية لرسالة أحد أبناء مصر وهو اللواء هانى الكمونى ضابط الشرطة السابق يدلى بدلوه فى هذه القضية حيث حدثنى تليفونيا أكثر من مرة حول ضرورة لفت الأنظار من خلال صفحات «سياحة وسفر» ب«الأهرام» حيث إنه عاشق لهذه المنطقة ويبجل قدر وقيمة بحيرة نبع الحمراء ويريد أن تلقى مزيدا من الاهتمام من الدولة ومحافظة البحيرة مؤكدا أن «السيدة النشيطة» على حد قوله الدكتورة المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، تبذل جهودا كبيرة لكنها بلا شك تواجه عقبات تحتاج المساعدة. يقول فى رسالته: الأخ الأستاذ/ مصطفى النجار بعد التحية.. بحيرة نبع الحمرا بوادى النطرون تنخفض عن سطح البحر بنحو 50 مترا ومساحتها حوالى 700 فدان.. ونسبة ملوحة مياهها تزيد ثمانية أضعاف على نسبة الملوحة فى البحار وهى الثانية فى الملوحة بعد البحر الميت... وبها مياه كبريتية ومعادن تشفى من الأمراض الجلدية... وقد زارتها العائلة المقدسة فى أثناء رحلتها من فلسطين إلى مصر وفى أثناء وجود العائلة على ضفاف البحيرة عطشت السيدة مريم واحتاجت إلى شربة ماء فمدت يدها وأخذت غرفة من الماء ولكنها لم تستطعمها لشدة ملوحتها.. وهنا نظر إليها السيد المسيح ومد يده إلى مياه البحيرة فانبثق نبع عذب شربوا منه جميعا وما زال هذا النبع (بئر مريم) ومياهه العذبة تتدفق إلى الآن. لقد سميت البحيرة نبع الحمرا لأن شواطئها الشرقية والغربية يوجد على حوافها كائن بحرى صغير الحجم يسمى (الأرتيميا) مما يسبب إحمرار المياه فى الصيف، وهذه البحيرة هى النقطة الأولى فى مسار العائلة المقدسة فى وادى النطرون.. وبعدها تأتى الأديرة الأربعة (دير السريان دير البراموس دير القديس الأنبا بيشوى دير أبو مقار). وفى إطار الاهتمام بتطوير البحيرة ضمن مسار العائلة المقدسة عقدت الدكتورة نادية عبده محافظ البحيرة اجتماعا تقرر فيه الآتي: وضع مخطط عام لتنمية المنطقة المحيطة ببحيرة نبع الحمرا وبئر مريم. عمل لافتات استرشادية لبيان مسار العائلة المقدسة. تسوية الشارع الرئيسى المؤدى للبحيرة ورصفه وزراعة نخيل على الجانبين. رصف المدق الرملى حول البحيرة.. وتسوية جوانب البحيرة. النظافة الكاملة للبحيرة وشواطئها وردم الترعة القذرة حول البحيرة. تقوية الكهرباء بالمنطقة. استكمال مشروع الصرف الصحى بالمنطقة وتفعيله. عمل ندوات وورش عمل لتوعية أهالى وادى النطرون بأهمية مسار العائلة المقدسة وما يدره من خير على أهالى المنطقة. بث الوعى السياحى والدينى والروحى بالمنطقة. تسهيل إقامة البازارات لعرض وبيع منتجات الوادي. تعبئة ملح النطرون والطمى الأسود.. ومياه النبع وبيعها للاستفادة الصحية منه وكتذكار لزيارة المنطقة. وأهم من كل ذلك هو الحصول على الشهادة العالمية من الجهات المختصة المصرية مثل وزارة الصحة والمركز القومى للبحوث.. إلخ وكذا الجهات العالمية لصلاحية مياه البحيرة المالحة لعلاج الأمراض الجلدية والصدفية، وتعلية فوهة البئر حيث ان ارتفاع مستوى البحيرة بسبب السيول فى العامين الماضيين.. أدى إلى تغطية فوهة بئر مريم العذب بمياه مالحة. قرارات رائعة ومهمة.. لكن للأسف لم يتم تنفيذها حتى الآن. .. هل يعقل ذلك؟!! نترك هذه الفرصة التى لن تتكرر.. ونغط فى سبات عميق لقد تبين أن السبب الرئيسى فى الإهمال الشديد للبحيرة وقذارتها الترعة المملوءة بالقاذورات ومنبع الناموس والأمراض.. والسؤال لماذا لم يتخذ مجلس مدينة وادى النطرون القرارات المهمة التى أصدرتها المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة ويفعلها أو على أقل تقدير يقوم بنظافة البحيرة وردم هذه الترعة. ولابد هنا فى إطار الاهتمام بهذا المشروع أن نؤكد الآتي: إن المحافظة قد وقعت عقد بيع قطعة أرض للاستصلاح والزراعة مع إحدى الشركات لاستغلالها فى التنمية السياحية والترفيهية والزراعية بناء على طلب الشركة فى منتصف عام 1997 وقد تم توقيع عقد بيع لمساحة 460 فدانا لهذه الشركة فى منتصف عام 1998 لتنفيذ غرض التنمية السياحية، وحتى الآن لم يتم عمل شيء سوى زراعة ستة أفدنة زيتونا وزراعة بعض أشجار الجازورين. كما وقعت المحافظة على عقد حق استغلال النطاق السياحى والبحيرات بالمنطقة فى منتصف عام 1999 لمساحة 220 فدانا مغمورة بالمياه ومساحة 480 فدانا لأرض محيطة بالبحيرات كحرم لها.. وألحق بهذا العقد دراسة الجدوى والخرائط والبرنامج الزمنى للتنفيذ.. ومدة العقد ثلاثون عاما وتم تقدير حق الاستغلال بواقع 14 جنيها للمساحة المغمورة بالمياه و140 جنيها لأرض حرم البحيرة سنويا، على أن تزداد 10% كل عامين.. فماذا حدث؟ لم تنفذ الشركة ومنذ 21 عاما أى شيء حتى الآن. وعلى هذا فقد قامت المحافظة برفع دعوى فسخ العقدين والطرد والتسليم والتعويض منذ عام 2008 ولم يبت فى هذه الدعوى حتى الآن، فهل هناك مخرج قانوني.. أو أى مخرج آخر للصالح العام... لأن هذا المشروع ليس ملكا للمحافظة وحدها بل أصبح ملكا للشعب المصرى كله بعد اعتبار رحلة العائلة المقدسة كحج فى جميع أنحاء العالم. إن هناك استعدادات الآن لإقامة الخيمة الزجاجية التى ستقوم ببنائها الهيئة الهندسية لتجمع الزوار وراحتهم .. ونحن نرى أن هذه الخيمة لا تصلح إلا على ضفاف هذه البحيرة المتسعة.. أولا لتصحيح المسار حيث إن بحيرة نبع الحمرا هى النقطة الأولى للعائلة المقدسة ثم جاءت الأديرة بعد ذلك بخمسمائة سنة تقريبا. وثانيا لإعادة استثمار هذه البحيرة للسياحة العلاجية وعلاج الأمراض الجلدية بما يليق للشعب المصرى ولشعوب العالم بدلا من تركها مهملة بهذا الشكل والجميع من حولها يتفرجون. لواء هانى الكموني فعلا بحيرة نبع الحمرا تستحق الاهتمام.. أما الخيمة الزجاجية وموقعها ربما يحتاج الى مزيد من الدراسة.. من نبع الحمرا إلى العين السخنة ..وإلى قضية أخرى تنتقل بنا من منطقة بحيرة نبع الحمرا إلى منطقة العين السخنة وهذه الرسالة التى تطرح قضية نحو 500 مواطن لعلها تجد حلا.. يقول صاحب الرسالة: الأستاذ/... كتبت حضرتك مقالا تحت عنوان من يرفع الظلم عن 30 شابا بهيئة تنشيط السياحة ونحن نطالبك بالكتابة عن 500 مواطن مظلوم ونقول: ومن يرفع الظلم عنا نحن ملاك قرية السخنة هايتس أكثر من 500 مالك لا نستطيع تسلم قريتنا من شركة (.....) مالكة المشروع منذ 12 سنة لقد اشتكينا «لطوب الأرض» ولا منقذ لنا من هذه الشركة هل هناك من يرفع الظلم عنا أرجو أن تتبنى الكتابة عن مشكلة قرية السخنة هايتس حيث أعلنت شركة للسياحة عن المشروع فى 2005 وتقدم 500 شخص بالحجز على أن يتم التسليم فى 2007 قام أصحاب الشركة «بمص دم» الملاك وطلب مبالغ إضافية تحت مسميات كثيرة وتغير مجلس الإدارة عدة مرات حيث يقومون بالبيع لآخرين والتربح دون تقدم بالقرية وللآن لم يتم إنهاء القرية يعنى من 12 سنة قمنا بالشكوى لهيئة الاستثمار وهيئة التنمية السياحية والتى خصصت أرض القرية بسعر دولار للمتر دون جدوى وبدلا من قيام الهيئة بسحب الأرض من الشركة للحفاظ على حقوق الملاك قامت بتخصيص أرض جديدة ملاصقة للقرية، أنقذونا من هذا الفساد مع تحياتي. التوقيع مهندس/ نبيل صالح إذا كان لنا من تعليق على هذه الرسالة فنقول إن تلك المشكلة يعانى منها مواطنون كثيرون حجزوا فى قرى عديدة فى السخنة وفى الساحل ولم تلتزم الشركات المالكة بالمواعيد والخدمات معهم.. من هنا فإننا نرى أن قبضة هيئة التنمية السياحية على ملاك هذه القرى يجب أن تكون قوية فى تنفيذ شروط البناء وكذلك فى ضرورة الالتزام ببناء فندق فى كل قرية. أعلم أن هناك تداخلا بين الهيئة والمحليات فى هذه القري.. لكن ما يهمنا نحن «المواطن» وضرورة ألا يتم «الضحك عليه» أو خداعه بأى صورة من الصور. لن أطيل فذلك موضوع قديم ومؤلم وهناك قصص ومآس لمواطنين ظلموا كثيرا وضاعت أموالهم لسنوات دون عائد فى هذه القري! لمزيد من مقالات مصطفى النجار :