جرائم القتل الجماعي التي تم ارتكابها أخيرا ضد أبرياء في دار للسينما ومعبد للسيخ بأمريكا,وهزت الدولة بأكملها,تحمل رسائل خطيرة تحتاج الي تحليل عميق ومواجهة سريعة, وإلي وقت لمحاسبة النفس,كما قال الرئيس اوباما.. ولكن مايشغل بال المباحث الفيدرالية الآن هومحاولة توصيف الجريمتين وما اذا كانتا من جرائم الكراهية أم ارهابا محليا.. فما الفرق بينهما؟تعريف الارهاب المحلي حسب القانون الأمريكي,هو عمل خطير يرتكبه مجرمون من أهل البلد لترويع السكان والضغط علي الحكومة بالتدمير والقتل والاختطاف للتأثير علي سياساتها, أي أن المجرم يرتكب جريمته لتحقيق هدف غير شخصي واسع النطاق.. أما جرائم الكراهية, فتعبر عن رفض الآخر ورغبة في اقصائه والتخلص منه.. والآخر عادة مايكون مختلف اللون أو الأصول أو الدين, وقد يكون هو المعتدي.. وكثيرا ماتجمع الجريمة بين الهدفين, كما في حالة قاتل السيخ بولاية ويسكونسن( قتل7 وأصاب30 من المصلين).. فرسالته مشحونة بالكراهية أراد من خلالها الاحتجاج علي وجود الأقليات من غير البيض في مجتمعه, علما بأن هناك اعتقادا خاطئا ينم عن جهل, بأن السيخ متطرفون اسلاميون مثل بن لادن لارتدائهم العمم واطلاق لحاهم, مما يجعلهم هدفا لجرائم الكراهية.. أما قاتل رواد السينما( مقتل13 واصابة59) فلم يتكشف هدفه حتي الآن, ولايبدو أن له هدفا معينا.. قتلاه من الشباب والأطفال وأهالي المنطقة.. وربما يكون قد أصابه مس من الجنون ويستحق إيداعه مستشفي للأمراض العقلية. ويبدو أن المجتمع الأمريكي موبوء بأمراض اجتماعيةتولد مثل هؤلاء المجرمين, بدليل عمليات اطلاق النار المتكررة بالمدارس والمولات وأماكن التجمع العامة..فقاتل السيخ نازي الميول ينتمي لفئة من المتطرفين المؤمنين بتفوق العرق الأبيض..وقد ارتكبت هذه الجماعات وأشباهها نحو ثلثي جرائم الارهاب بأمريكا في العشرين سنة الأخيرة من القرن الماضي, و95% من الجرائم في السنوات العشر التالية.. وفي2007 لقي مابين8 الي9 آلاف من السود مصرعهم في جرائم قتل علي يد السود أيضا. علي أي حال, سواء أكانت الجريمة ارهابا محليا أم جريمة كراهية, وسواء أكانت في سينما أم في معبد, فهي في النهاية جريمة قتل أبرياء.. فالارهاب كراهية, والكراهية تولد الارهاب.. ويبقي أن تفيق الدولة وتسحب الأسلحة من أيدي المرضي النفسيين وذوي الميول الاجرامية, ثم تلتفت لأمراض المجتمع حفاظا علي سلامة مواطنيها. المزيد من أعمدة سلوي حبيب