تراجع ملحوظ.. تعرف على سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الجمعة 10 مايو    أسعار السيارات الكهربائية تواصل الانخفاض.. تعرف على السبب    بلينكن سيقدم للكونجرس تقريرا "شديد الانتقاد" لإسرائيل    «القاهرة الإخبارية»: سقوط شهيد في قصف مدفعي غرب رفح الفلسطينية    ظاهرة غير متوقعة.. الأرصاد الجوية تحذر من طقس اليوم الجمعة    محامي: مصر تحتل المركز الخامس عالميا في المراهنات الإلكترونية    مرض ووفيات وعمليات جراحية.. أحداث الوسط الفني في أسبوع    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 10 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«الميزان» ومشاكل صحية ل«القوس»    دعاء يوم الجمعة مكتوب مستجاب PDF.. أدعية من القرآن الكريم للرحمة وجلب الرزق    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 10 مايو    أسعار اللحوم الحمراء في منافذ «الزراعة» ومحلات الجزارة.. البلدي بكام    القاهرة الإخبارية: «حماس» تٌخبر الفصائل الفلسطينية برفض الاحتلال مقترح الوسطاء    نجم الأهلي يطمئن جماهير الزمالك قبل موقعة نهضة بركان    محامي حسين الشحات يعلن مقاضاة بيراميدز بسبب بيان قضية محمد الشيبي    عمرو يوسف ويسرا وكريم السبكي يكشفون كواليس «شقو»    أعداء الأسرة والحياة l صرخات نساء «تجار الدين» أمام محكمة الأسرة    أعداء الأسرة والحياة l خبراء وائمة فرنسيون : الإخوان والسلفيين.. شوهوا صورة الإسلام فى أوروبا    أحمد العوضي يحسم أمره بشأن العودة لياسمين عبدالعزيز.. ماذا قال؟    يحطم مخطط التهجير ويهدف لوحدة الصف| «القبائل العربية».. كيان وطني وتنموي داعم للدولة    اليوم| قطع المياه لمدة 8 ساعات عن بعض مناطق الحوامدية.. تعرف على الموعد    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على صعود    أسرار «قلق» مُدربي الأندية من حسام حسن    أتالانتا يتأهل لنهائي الدوري الأوروبي بثلاثية أمام مارسيليا    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    أشرف صبحي يناقش استعدادات منتخب مصر لأولمبياد باريس 2024    مصطفى بكري: مصر تكبدت 90 مليون جنيها للقضاء على الإرهاب    هل قول زمزم بعد الوضوء بدعة.. الإفتاء تجيب    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة اليوم 10-5-2024.. جدول مواعيد الصلاة بمدن مصر    الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية عسكرية ل"حزب الله" بجنوب لبنان    أعداء الأسرة والحياة l «الإرهابية» من تهديد الأوطان إلى السعى لتدمير الأسرة    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    هدية السكة الحديد للمصيفين.. قطارات نوم مكيفة لمحافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح    التنمية المحلية: 9 آلاف طلب تصالح على مخالفات البناء خلال يومين    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة شرطيين اثنين إثر إطلاق نار بقسم شرطة في باريس    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    الافضل | جائزة جديدة ل بيرسي تاو قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا    بالأغاني الروسية وتكريم فلسطين.. مهرجان بردية للسينما يختتم أعماله    فريدة سيف النصر تكشف عن الهجوم التي تعرضت له بعد خلعها الحجاب وهل تعرضت للسحر    ضبط المتهم بالشروع في قتل زوجته طعنًا بالعمرانية    البابا تواضروس يستقبل رئيسي الكنيستين السريانية والأرمينية    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    خالد الجندي: مفيش حاجة اسمها الأعمال بالنيات بين البشر (فيديو)    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُني على خمس فقط (فيديو)    مسؤول أوروبي كبير يدين هجوم مستوطنين على "الأونروا" بالقدس الشرقية    عادل خطاب: فيروس كورونا أصبح مثل الأنفلونزا خلاص ده موجود معانا    آية عاطف ترسم بصمتها في مجال الكيمياء الصيدلانية وتحصد إنجازات علمية وجوائز دولية    4 شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزل في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا    مزاجه عالي، ضبط نصف فرش حشيش بحوزة راكب بمطار الغردقة (صور)    مجلس جامعة مصر التكنولوجية يقترح إنشاء ثلاث برامج جديدة    بشرى للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر للقطاعين العام والخاص    تعرف على سعر الخوخ والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 10 مايو 2024    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    هيئة الدواء تعلن انتهاء تدريب دراسة الملف الفني للمستلزمات الطبية والكواشف المعمليّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمن‏ الغذائي‏ .. مصير‏ وبقاء
نشر في الأهرام اليومي يوم 19 - 04 - 2010

الحديث‏ عن‏ الغذاء‏ يطول‏.. فهو‏ الهم‏ اليومي‏ للإنسان‏ في‏ أي‏ زمان‏ ومكان‏.. ومع‏ أهميته‏ لأنه‏ عصب‏ رئيسي‏ للحياة‏, إلا‏ أن‏ الأهم‏ هو‏ القدرة‏ علي‏ شرائه‏ وانتقائه‏ ليعطي‏ الفائدة‏ المطلوبة‏ ولتتكامل‏ عناصره‏ فتزداد‏ قيمته‏.. فليس‏ كل‏ غذاء‏ مرتفع‏ السعر‏ هو‏ الضرورة‏ الأفضل‏. وما‏ ينفع‏ الصغير‏ مختلف‏ عما‏ يتطلبه‏ الكبير‏.. وفي‏ كل‏ الأحوال‏ فانه‏ ينبغي‏ أن‏ تتوافر‏ القاعدة‏ الغذائية‏ بكل‏ صنوفها‏ وألوانها‏.. والمشكلة‏ أننا‏ في‏ مصر‏ مع‏ كل‏ ما‏ فيها‏ من‏ خير‏.. إلا‏ أن‏ ثمة‏ إختلالات‏ في‏ الميزان‏ الغذائي‏ ومن‏ ذلك‏ مثلا‏ أن‏ الفجوة‏ بين‏ ما‏ نتغذي‏ به‏ من‏ إنتاجنا‏ وبين‏ ما‏ نتغذي‏ به‏ مستورداً‏ من‏ الخارج‏ تبلغ‏ قيمته‏ نحو‏ سبعة‏ مليارات‏ دولار‏ في‏ السنة‏! ومنها‏ مثلا‏ أن‏ الحكومة‏ تدعم‏ رغيف‏ الخبز‏ بنحو‏ اثني‏ عشر‏ مليار‏ جنيه‏ سنويا‏, بينما‏ لا‏ تدعم‏ الألبان‏ رغم‏ شدة‏ إحتياج‏ الأطفال‏ بل‏ والكبار‏ لها‏!.. ومنها‏ مثلا‏ أنه‏ رغم‏ استيرادنا‏ لنحو‏ ستين‏ في‏ المائة‏ من‏ القمح‏ لتوفير‏ رغيف‏ الخبز‏ فأننا‏ ‏ لسوء‏ التخزين‏ والنقل‏ ‏ نفقد‏ نحو‏ 12% مما‏ ننتجه‏ محليا‏ غير‏ نسبة‏ كبيرة‏ تذهب‏ علفا‏ للماشية‏ والدواجن !!‏ والأسماك‏ في‏ المزارع‏ لعدم‏ وجود‏ بديل‏ ولأن‏ طن‏ الخبز‏ بخمسمائة‏ جنيه‏ وطن‏ العلف‏ بستة‏ أمثاله‏!‏؟
إن‏ القضية‏ خطيرة‏ ومتشعبة‏.. وتتصل‏ بها‏ قضايا‏ أخري‏, منها‏ تصديرنا‏ واستيرادنا‏ بالنسبة‏ للسلع‏ والمحاصيل‏ الزراعية‏ والغذائية‏.. ومنها‏ المياه‏ وندرتها‏ واستصلاح‏ الأراضي‏.. ومنها‏ المشروعات‏ الكبيرة‏ وعلي‏ رأسها‏ مشروع‏ توشكي‏ وجدواه‏.. ولقد‏ سبق‏ أن‏ ناقشنا‏ في‏ ندوة‏ ل‏ الأهرام‏ قضية‏ الأمن‏ المائي‏ منذ‏ ثلاثة‏ أسابيع‏ المنشورة في 12 مارس واليوم‏ نناقش‏: الأمن‏ الغذائي‏..‏الانتاج والاستهلاك والنوعية ..
‏• محمود‏ مراد‏: نرحب‏ بمعالي‏ وزير‏ الزراعة‏, وبحضراتكم‏ جميعا‏ في‏ هذه‏ الندوة‏ من‏ ندوات‏ الأهرام‏ عن‏: الأمن‏ الغذائي‏.. وهو‏ موضوع‏ مهم‏ يتصل‏ مباشرة‏ بالحياة‏ اليومية‏ للناس‏.. وبالأمن‏ القومي‏ للوطن‏.. كما‏ أن‏ له‏ أبعاده‏ وتشابكاته‏ الإقليمية‏ والدولية‏ فقد‏ طفت‏ علي‏ السطح‏ منذ‏ أربع‏ سنوات‏ أزمة‏ الغذاء‏ عالميا‏.. وهي‏ لا‏ تزال‏ مستمرة‏ بشكل‏ ما‏ أو‏ بآخر‏.. مصحوبة‏ بمشكلة‏ معقدة‏ في‏ انتاج‏ الغذاء‏ نتيجة‏ العجز‏ في‏ كميات‏ المياه‏ المتاحة‏ وفي‏ توافر‏ الأرض‏ الصالحة‏.. ونحن‏ في‏ مصر‏ لسنا‏ بعيدين‏ عن‏ هذا‏.. .‏وإذا‏ كانت‏ لدينا‏ الأراضي‏ فان‏ المياه‏ صارت‏ عزيزة‏ نادرة‏ خصوصا‏ أمام‏ تزايد‏ الاستهلاك‏ ومضاعفة‏ الاحتياجات‏.. و‏ طبقا‏ للدراسات‏ في‏ العامين‏ الأخيرين‏ فانه‏ توجد‏ فجوة‏ بين‏ إنتاج‏ الغذاء‏ في‏ مصر‏ وبين‏ استهلاكه‏.. وتقدر‏ هذه‏ الفجوة‏ بنحو‏ خمسة‏ إلي‏ سبعة‏ مليارات‏ دولار‏ سنويا‏.. وإذا‏ أضفنا‏ إلي‏ هذا‏ ما‏ يترتب‏ عليه‏ من‏ ارتفاع‏ في‏ الأسعار‏ وارتباك‏ في‏ ميزانية‏ الأسرة‏ والدولة‏.. نجد‏ أننا‏ بحاجة‏ شديدة‏ إلي‏ المراجعة‏, والبحث‏ لتأمين‏ الغذاء‏ وتوفير‏ الاحتياجات‏ الضرورية‏ وهنا‏ يبرز‏ دور‏ الزراعة‏ في‏ إنتاج‏ الغذاء‏ من‏ الأراضي‏ الحالية‏ والمدرجة‏ في‏ خطة‏ الاستصلاح‏ سواء‏ بالتوسع‏ الرأسي‏ أو‏ رفع‏ الانتاجية‏.. فما‏ هي‏ الاستراتيجية‏ الموضوعة‏ وعلي‏ أي‏ أسس‏ تقوم‏ لتحقيق‏ الأمن‏ الغذائي؟
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: لقد‏ تناولت‏ في‏ مقدمتك‏ هذه‏ أكثر‏ من‏ نقطة‏ تتعلق‏ بالغذاء‏ مثل‏: الأسعار‏ ‏ الأمن‏ الغذائي‏ وتعريفه‏ ‏ المياه‏ وندرتها‏ ‏ الفجوة‏ الغذائية‏ في‏ مصر‏.. ودعني‏ أضيف‏ أنه‏ توجد‏ علاقة‏ بين‏ تعداد‏ السكان‏ والموارد‏ المتاحة‏ لانتاج‏ الغذاء‏ اللازم‏ لهم‏. فانه‏ كلما‏ ازداد‏ عدد‏ السكان‏.. ازداد‏ الصراع‏ علي‏ المياه‏ واستخدامها‏.. وتحديدا‏ فان‏ نصيب‏ الزراعة‏ أكثر‏ من‏ 8% من‏ المياه‏ المتاحة‏ في‏ مصر‏, ولقد كانت‏ العلاقة‏ ‏ فيما‏ مضي‏ ‏ بين‏ السكان‏ من‏ جهة‏ وبين‏ الأراضي‏ المتاحة‏ والمياه‏ من‏ جهة‏ أخري‏.. في‏ صالح‏ التركيبة‏ الزراعية‏ بمعني‏ أن‏ مصر‏ كانت‏ تنتج‏ من‏ الغذاء‏ أكثر‏ من‏ إحتياجاتها‏.. وبالتالي‏ فقد‏ كان‏ ممكنا‏ أن‏ نزرع‏ ثلث‏ المساحة‏ بمحاصيل‏ غير‏ غذائية‏ ‏ مثل‏ القطن‏ ‏ وكنا‏ نصدر‏ الانتاج‏ فصار‏ المصدر‏ الرئيسي‏ للعملة‏ الصعبة‏.‏
ونحن‏ في‏ مصر‏.. بلد‏ غير‏ ممطر‏ ويعتمد‏ في‏ المياه‏ والري .. علي‏ نهر‏ النيل‏ الذي‏ تصل‏ حصتنا‏ منه‏ إلي‏ 55,5 مليار‏ متر‏ مكعب‏ طبقا‏ لاتفاقية‏ سنة‏ 1959, ووقتها‏ كان‏ التعددا‏ أقل‏ من‏ ثلاثين‏ مليون‏ نسمة‏.. أي‏ أن‏ نصيب‏ الفرد‏ كان نحو‏ 1,8 ألف‏ متر‏ مكعب‏.. ثم‏ ومع‏ مرور‏ السنوات‏ وصل‏ تعدادنا‏ الآن‏ إلي‏ أكثر‏ من‏ ثمانين‏ مليون‏ نسمة‏ وسيصل‏ إلي‏ نحو‏ 150 مليون‏ سنة‏ 2050.. ولاتزال‏ حصتنا‏ من‏ المياه‏ هي‏ نفسها‏ دون‏ زيادة‏.. وحتي‏ إذا‏ جري‏ تنفيذ‏ مشروعات‏ أعالي‏ النيل‏ ‏ في‏ حوض‏ النهر‏ ‏ للاستفادة‏ من‏ الفواقد‏.. فان‏ الزيادة‏ التي‏ سنحصل‏ عليها‏ لن‏ تتناسب‏ مع‏ الزيادة‏ السكانية‏ والاحتياجات‏ الفعلية‏. وأعطي‏ لك‏ رقما‏ واحدا‏ فقط‏ يعبر‏ عن‏ هذا‏ فانه‏ في‏ سنة‏ 1992 كان‏ حجم‏ مياه‏ الشرب‏ نحو‏ ملياري‏ متر‏ مكعب‏ في‏ السنة‏, وفي‏ العام‏ الماضي‏ ‏ 2009 ‏ ارتفع‏ الحجم‏ إلي‏ تسعة‏ مليارات‏ متر‏ مكعب‏.. بينما‏ كان‏ التقدير‏ أن‏ حجم‏ الاستهلاك‏ سيكون‏ سبعة‏ مليارات‏ فقط‏ سنة‏ 2017. وهذه‏ الزيادة‏ بالطبع‏ نتيجة‏ التقدم‏ الحضاري‏ ووصول‏ مياه‏ الشرب‏ إلي‏ 99% من‏ القري‏.‏
والمعني‏ أن‏ كمية‏ المياه‏ التي‏ تذهب‏ إلي‏ غير‏ الزراعة‏ في‏ ازدياد‏.. والضغوط‏ علي‏ المزارعين‏ في‏ ازدياد‏ لمضاعفة‏ الانتاجية‏ الرأسية‏, كما‏ أن‏ الضغوط‏ الاقتصادية‏ كبيرة‏ لأن‏ أسعار‏ انتاج‏ المحاصيل‏ الرئيسية‏ تتعرض‏ لتقلبات‏ شديدة‏ لا‏ تحقق‏ أرباحا‏ عالية‏.. وإذا‏ تناولنا‏ القمح‏ مثلا‏ فان‏ إنتاج‏ كيلوجرام‏ من‏ القمح‏ يحتاج‏ إلي‏ طن‏ من‏ المياه‏..! ورغم‏ هذا‏ فان‏ مصر‏ من‏ أعلي‏ الدول‏ في‏ إنتاج‏ القمح‏ إذ‏ يعطي‏ الفدان‏ الواحد‏ 2,7 طن‏ بسبب‏ أسلوب‏ الري‏ بينما‏ الزراعة‏ في‏ حزام‏ القمح‏ بدول‏ الشمال‏ تعتمد‏ علي‏ مياه‏ الأمطار‏ ولذلك‏ فان‏ الانتاجية‏ أقل‏ ولكن‏ ما‏ يجعله‏ مربحا‏ هو‏ خفض‏ التكلفة‏. أما‏ في‏ مصر‏ فإننا‏ تشجيعا‏ للمزارع‏ وحثه‏ علي‏ انتاج‏ القمح‏ نشتري‏ منه‏ بسعر‏ أعلي‏ من‏ السعر‏ العالمي‏ لكي‏ ننتج‏ 60% ‏ أي‏ نحو‏ 7,5 مليون‏ طن‏ ‏ من‏ استهلاكنا‏ الذي‏ يصل‏ إلي‏ نحو‏ 14 مليون‏ طن‏ في‏ السنة‏.. أي‏ بمعدل‏ نحو‏ 180 كيلوجراما‏ للفرد‏. وهذه‏ نسبة‏ فريدة‏ في‏ العالم‏ إذا‏ لا‏ توجد‏ دولة‏ في‏ العالم‏ يصل‏ فيها‏ الاستهلاك‏ الغذائي‏ إلي‏ هذا‏ الحد‏ إلي‏ جانب‏ تناول‏ الأرز‏.. ففي‏ الدول الأخري..‏ إما‏ تجد‏ الغذاء‏ الرئيسي‏ معتمدا‏ علي‏ القمح‏.. وإما‏ علي‏ الأرز‏ ونادرا‏ ما‏ تجد‏ الجمع‏ بين‏ الاثنين‏.. مثلنا‏..!‏
وبالمقارنة‏ فاننا‏ نجد‏ اكبر‏ استهلاك‏ للفرد‏, بعد‏ مصر‏ في‏ إيطاليا‏ حيث‏ يصل‏ إلي‏ 110 كيلوجرامات‏ ‏ أي‏ أقل‏ بسبعين‏ كيلوجراما‏ ‏ فلماذا‏ نستهلك‏ أكثر؟‏!‏
لكي‏ نجيب‏.. نعود‏ إلي‏ سنة‏ 1953‏‏ وهي‏ آخر‏ سنة‏ حققت‏ فيها‏ مصر‏ اكتفاء‏ ذاتيا‏ حيث‏ انتجت‏ من‏ زراعة‏ القمح‏ ما‏ كان‏ كافيا‏ لاستهلاكها‏ ووقتها‏ كان‏ معدل‏ الاستهلاك‏ 80 كيلوجراما‏ للفرد‏ ولم‏ تستورد‏ كيلوجراما‏ واحدا‏.. وإذا‏ أخذنا‏ هذا‏ المعدل‏ من‏ الاستهلاك‏ وحسبناه‏ علي‏ التعداد‏ الآن‏.. نجد‏ أن‏ ما‏ ننتجه‏ في‏ مصر‏ يكفينا‏.. وإذن‏ فأين‏ يذهب‏ الفرق‏ وهو‏ نحو‏ ستة‏ ملايين‏ طن؟‏ هل‏ يذهب‏ فعلا‏ إلي‏ الاستهلاك‏ الآدمي‏.. أم‏ .. أنه‏ فاقد‏ يضيع‏.. أم‏ يذهب‏ ‏ وهو‏ رخيص‏ السعر‏ ‏ إلي‏ تغذية‏ الماشية‏ ومزارع‏ الأسماك‏ والدواجن‏ خاصة‏ التي‏ تربي‏ في‏ المنازل‏ وتصل‏ نسبتها‏ إلي‏ نحو‏ 20% من‏ الانتاج‏ الكلي‏ للدواجن‏..‏؟‏!‏
أنهم‏ يستخدمون‏ الخبز‏ لأنه‏ أرخص‏ سعرا‏.. وقد‏ شاهدت‏ بنفسي‏ في‏ مزرعة‏ أسماك‏ كيف‏ يلقون‏ رغيف‏ الخبز‏ في‏ المياه‏.. وسألت‏ فقيل‏ لي‏ إن‏ الرغيف‏ يطفو‏ علي‏ سطح‏ المياه‏ فتجيء‏ الأسماك‏ تتغذي‏ به‏ وتآكله‏ دون‏ أن‏ يغرق‏ في‏ المياه‏ عكس‏ أي‏ أعلاف‏ أخري‏ تهبط‏ إلي‏ القاع‏.. هذا‏ فضلا‏ عن ان‏ سعر‏ طن‏ الخبز‏ خمسمائة‏ جنيه‏ أما‏ سعر‏ طن‏ العلف‏ فهو‏ ثلاثة‏ آلاف‏ ومائتي‏ جنيه‏..‏
أما‏ عن‏ الفجوة‏ الغذائية‏ بين‏ الانتاج‏ والاستهلاك‏ التي‏ أشار‏ إليها‏ الأستاذ‏ محمود‏ مراد‏ وتقدر‏ بنحو‏ خمسة‏ أو‏ سبعة‏ مليارات‏ دولارات‏..‏فان‏ الحساب‏ صعب‏ ويضع‏ في‏ إعتباره‏ قيمة‏ الصادرات‏ والواردات‏.. والفرق‏ بينهما‏.. ثم‏ إننا‏ نحسن‏ استغلال‏ المساحة‏ الزراعية‏ فان‏ لدينا‏ ثلاثة‏ ملايين‏ فدان‏ مزروعة‏ بالقمح‏.. ونحو‏ مليونين‏ ونصف‏ المليون‏ فدان‏ مزروعة‏ بالذرة‏.. أي‏ أن‏ الأرض‏ القديمة‏ مزروعة‏ بالقمح‏ والذرة‏ والأرز‏.. وهذا‏ الأخير‏ مختلف‏ نسبيا‏ إذ‏ إن‏ سعره‏ أعلي‏, بينما‏ تتدخل‏ الحكومة‏ لدعم‏ الفلاح‏ في‏ زراعة‏ القمح‏ والذرة‏.‏
ولقد‏ حدثت‏ طفرة‏ في‏ الأسعار‏ منذ‏ عامين‏ نتيجة‏ الأزمة‏ العالمية‏ في‏ الغذاء‏ فارتفع‏ سعر‏ أردب‏ القمح‏ ليصبح‏ 380 جنيها‏ والذرة‏ 2200 جنيه‏.. وكان‏ أمامنا‏ خياران‏: إما‏ أن‏ نشتري‏ من‏ الفلاح‏ بهذا‏ السعر‏ أو‏.. بالسعر‏ العادي‏. وقد‏ استقر‏ الرأي‏ علي‏ الشراء‏ بالسعر‏ العالمي‏.. وصار‏ هذا‏ هو‏ العلامة‏ الذي‏ يقيس‏ عليها‏ المزارع‏ .. وهذا‏ العام‏ سنشتري‏ القمح‏ من‏ المزارع‏ بسعر‏ 270 جنيها‏ وهو‏ أعلي‏ من‏ السعر‏ العالمي‏ بسبعين‏ جنيها‏.. واذا‏ أخذنا‏ ثلاثة‏ ملايين‏ طن‏ فإن‏ الدولة‏ ستتحمل‏ 2.2 مليار‏ جنيه‏ .. ولذلك‏ نطبق‏ إجراءات‏ عديدة‏ لدعم‏ الفلاح‏ وليس‏ المستورد‏ أو‏ .. التاجر‏ .. وعدم‏ الخلط‏ بين‏ القمح‏ المصري‏ والمستورد‏.‏
مشكلة الصوامع والتخزين
‏• محمود‏ مراد‏: أنتم‏ تشترون‏ نحو‏ ثلاثة‏ ملايين‏ طن‏ من‏ القمح‏ المصري‏ .. مثلما‏ حدث‏ العام‏ الماضي‏ .. ولكن‏ الانتاج‏ أكثر‏ .. وكان‏ يمكنكم‏ شراء‏ ثلاثة‏ ملايين‏ طن‏ أخري‏ لولا‏ ‏ هكذا‏ قيل‏ ‏ انه‏ لا‏ توجد‏ لديكم‏ صوامع‏ تكفي‏ للتخزين؟‏!‏
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: أشرح‏ لك‏ .. ان‏ الثلاثة‏ ملايين‏ فدان‏ المزروعة‏ قمحا‏ مقسمة‏ كالتالي‏: 1.2 مليون‏ فدان‏ هي‏ مجموع‏ مساحات‏ أقل‏ من‏ فدان‏ واحد‏ ‏ و‏1.5 مليون‏ .. موزعة‏ علي‏ مساحات‏ أقل‏ من‏ خمسة‏ أفدنة‏ ‏ و‏650 ألف‏ فدان‏ .. بمساحات‏ أكثر‏ من‏ خمسة‏ أفدنة‏.‏
واذا‏ تناولنا‏ القسم‏ الأول‏ ‏ أقل‏ من‏ فدان‏ ‏ فان‏ المزارعين‏ لا‏ يبيعون‏ وإنما‏ يخزنون‏ الانتاج‏ في‏ بيوتهم‏ إما‏ لاستخدامهم‏ الشخصي‏ .. أو‏ لتحويل‏ جزء‏ منه‏ الي‏ تقاوي‏ .. أو‏ لأي‏ غرض‏..‏
أما‏ القسم‏ الثاني‏ ‏ أقل‏ من‏ خمسة‏ أفدنة‏ ‏ فهو‏ يبيع‏ نصف‏ الانتاج‏ .. والقسم‏ الثالث‏ هو‏ الذي‏ يبيع‏ لنا‏..‏
‏• عبد‏ العظيم‏ الباسل‏: لكن‏ كان‏ يوجد‏ لدي‏ المزارعين‏ كميات‏ لايعرفون‏ كيف‏ يتصرفون‏ فيها‏ .. وجزء‏ منها‏ كان‏ قمحا‏ قديما‏ من‏ سنة‏ سابقة‏.‏
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: نحن‏ لانريد‏ قمحا‏ قديما‏ .. ثم‏ ‏ وهذه‏ نقطة‏ مهمة‏ ‏ إننا‏ نحدد‏ تواريخ‏ معينة‏ للشراء‏ .. مثلا‏ من‏ آخر‏ ابريل‏ حتي‏ آخر‏ يوليو‏ .. ومن‏ يتأخر‏ عن‏ هذا‏ لانشتري‏ منه‏.‏
‏• درويش‏ مصطفي‏: وأحيانا‏ بعد‏ انتهاء‏ الفترة‏ المحددة‏ .. نفتح‏ الباب‏..‏
‏• عبد‏ العظيم‏ الباسل‏: ماهي‏ فلسفة‏ تحديد‏ التواريخ‏ للشراء؟
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: لأننا‏ مرتبطون‏ بالسوق‏ العالمية‏ .. ولكي‏ نجدد‏ الكميات‏ التي‏ نستوردها‏ بعد‏ شراء‏ المحلي‏ .. واذا‏ تأخرنا‏ لا‏ نجد‏ مانستورده‏!!‏
أود‏ بعد‏ ذلك‏ توضيح‏ ان‏ للقمح‏ منظومة‏ معينة‏ .. فإن‏ زراعته‏ إما‏ ان‏ تكون‏ في‏ دورة‏ ثنائية‏ أي‏ تزرع‏ الأرض‏ مرة‏ كل‏ سنتين‏ أو‏ ‏ وهذا‏ أفضل‏ ‏ مرة‏ كل‏ ثلاث‏ سنوات‏ .. وهذا‏ لمصلحة‏ الأرض‏ .. واذا‏ قلنا‏ انه‏ لابد‏ ان‏ نحقق‏ الاكتفاء‏ الذاتي‏ .. فهذا‏ يعني‏ ‏ لمواجهة‏ الزيادة‏ السكانية‏ 1.6 مليون‏ سنويا‏ ‏ ان‏ نضيف‏ الي‏ المساحة‏ المزروعة‏ بالقمح‏ نحو‏ 160 ألف‏ فدان‏ إضافية‏ .. أي‏ نستصلح‏ سنويا‏ 450 ألف‏ فدان‏ وهذا‏ غير‏ ممكن‏! .. من هنا ضرورة‏ رفع‏ انتاجية‏ الفدان‏ وبهذا‏ كله‏ نحقق‏ نسبة‏ من‏ الاكتفاء‏ الذاتي‏ وليس‏ كله‏.‏
‏• محمود‏ مراد‏: ان‏ هذا‏ يرتبط‏ ببقية‏ المحاصيل‏ .. خاصة‏ الحبوب؟
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: اذا‏ ناقشنا‏ انتاج‏ الأرز‏ مثلا‏ .. فنحن‏ لانقدر‏ علي‏ زراعة‏ أكثر‏ من‏ 1.2 مليون‏ فدان‏ .. ويجب‏ ان‏ تكون‏ هذه‏ المساحة‏ في‏ شمال‏ الدلتا‏ لمنع‏ دخول‏ المياه‏ المالحة‏ من‏ البحر‏ المتوسط‏ فتزيد‏ من‏ ملوحة‏ الأراضي‏. لأ‏ن المياه‏ الحلوة‏ ‏ التي‏ تروي‏ الأرز‏ ‏ أثقل‏ فتطرد‏ المياه‏ المالحة‏ وتعيدها‏ الي‏ البحر‏ .. ولايمكن‏ ان‏ نزرع‏ مساحة‏ أكبر‏ بالأرز‏ لعدم‏ وجود‏ مياه‏ كافية‏ .. واذا‏ زرعناه‏ في‏ جنوب‏ الدلتا‏ فإنه‏ سيسحب‏ المياه‏ فلا‏ تصعد‏ الي‏ الشمال‏ في‏ نهاية‏ الترع‏ . وبالحساب‏ فإن‏ انتاج‏ 1.2 مليون‏ فدان‏ أرز‏ تكفي‏ استهلاكنا‏ مع‏ نحو‏ نصف‏ مليون‏ طن‏ فائض‏ إما‏ للتصدير‏ أو‏ تبقي‏: كاحتياطي‏ استراتيجي‏.‏
أما‏ الذرة‏ .. فإنه‏ لابد‏ من‏ رفع‏ انتاجية‏ الفدان‏, وهي‏ الآن‏: ثلاثة‏ ملايين‏ طن‏.. ويمكن‏ ان‏ تصل‏ الي‏ نحو‏ خمسة‏ ملايين‏ طن‏ علي‏ ان‏ منظومة‏ الذرة‏ في‏ حاجة‏ الي‏ تحديث‏ سواء‏ في‏ زراعتها‏ أو‏ فيما‏ بعد‏ الحصاد‏ وامكانية‏ تخزينها‏ دون‏ ان‏ تتلف‏ فإن‏ الطلب‏ عليها‏ يكون‏ طوال‏ العام‏..‏
‏• محمد‏ غانم‏: لماذا‏ الحرص‏ علي‏ دعم‏ الفلاح‏ لزراعة‏ القمح‏ بينما‏ يمكنه‏ زراعة‏ محاصيل‏ أخري‏ يربح‏ منها‏ .. ويمكن‏ ان‏ نشتري‏ القمح‏ من‏ الخارج‏ بسعر‏ أقل؟
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: انه‏ يدخل‏ في‏ كل‏ وجبة‏ طعام‏ . ومن‏ غير‏ المعقول‏ ألا‏ ننتج‏ جزءا‏ من‏ طعامنا‏ الرئيسي‏ .. وتحسبا‏ لعدم‏ إمكانية‏ الاستيراد‏ لأي‏ سبب‏ من‏ الأسباب‏.‏
القمح .. والبطاطس
‏• محمود‏ مراد‏: القمح‏ .. من‏ السلع‏ الاستراتيجية‏ التي‏ ينبغي‏ انتاجها‏..‏
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: صحيح‏ وان‏ كنت‏ أختلف‏ في‏ تعريف‏ السلع‏ الاستراتيجية‏, فإن‏ مايكون‏ استراتيجيا‏ في‏ وقت‏ ما‏ .. قد‏ لايكون‏ كذلك‏ في‏ وقت‏ آخر‏ .. فمثلا‏: ان‏ فدان‏ القمح‏ يستمر‏ ستة‏ أشهر‏ ويستهلك‏ 3600 متر‏ مكعب‏ مياه‏ ويعطي‏ في‏ أحسن‏ الأحوال‏ 2.7 طن‏.. بينما‏ فدان‏ البطاطس‏ يستمر‏ أربعة‏, أشهر‏ فقط‏ ويستهلك‏ ثلاثة‏ ألاف‏ متر‏ مكعب‏ مياه‏ ويعطي‏ مابين‏ 15 و‏20 طنا‏ أي‏ ان‏ كيلو‏ جرام‏ البطاطس‏ يستهلك‏ نحو‏ ربع‏ مايتسهلكه‏ كيلو‏ جرام‏ القمح من المياه..‏ وانتاجه‏ في‏ فترة‏ أقل‏ والقيمة‏ الغذائية‏ متساوية‏, .. ولذلك .. في الحقيقة فانه لابد‏ من‏ تشجيع‏ الاقبال‏ علي‏ البطاطس‏ في‏ الغذاء‏, ولابد‏ ان‏ تكون‏ لدينا‏ تركيبة‏ متجانسة‏ من‏ المحاصيل‏ الغذائية‏ لمواجهة‏ أية‏ ظروف‏, وأتصور‏ انه‏ لابد‏ من‏ حلول‏ علمية‏ سواء‏ في‏ الزراعة‏ أو‏ في‏ التغذية‏ السليمة‏.
‏• محمود‏ مراد‏: ان‏ التغذية‏ هي‏ المحور‏ الأساسي‏ .. بمحتواها‏ وعاداتها‏ .. ومثلا‏ فإنه‏ في‏ سنة‏ 1953 التي‏ ذكرتها‏ ووقتها‏ غطي‏ الانتاج‏ الاحتياجات‏ الاستهلاكية‏ وكان‏ المعدل الاستهلاكي نحو 80 كيلو‏ جرام‏ للفرد‏ .. فإنه‏ لاننسي‏ انه‏ في‏ تلك‏ السنة‏ وماقبلها‏ لم‏ يكن‏ كل‏ الشعب‏ يتغذي‏ علي‏ القمح‏ وانما‏ كان‏ معظمه‏ يتغذي‏ علي‏ الذرة‏ البيضاء‏ والصفراء‏, فضلا‏ عن‏ تدني‏ مستوي‏ المعيشة‏.. كذلك‏ فإنه‏ عند‏ مقارنة‏ استهلاك‏ الفرد‏ من‏ القمح‏ في‏ مصر‏ مع‏ دول‏ أخري‏, يجب‏ عدم‏ اغفال‏ العادات‏ الغذائية‏ ومكونات‏ وجبة‏ الطعام‏ وهذه‏ مسئولية‏ الحكومة‏ بمؤسساتها‏ وأجهزتها‏.. ونحن‏ لدينا‏ مراكز‏ ومعاهد‏ علمية‏ وعلماء‏ وخبراء‏ .. يضعون‏ وصفات‏ لغذاء‏ صحي‏ سليم‏ متكامل‏ لكن‏ لايعرفها‏ أحد‏, ولاتعمل‏ الحكومة‏ علي‏ إبرازها‏ وتعميمها‏ بل‏ انها‏ تساعد‏ الوجبات‏ الجاهزة‏ التي‏ يجمع‏ الأطباء‏ والعلماء‏ علي‏ أن‏ أضرارها‏ أكثر‏ من‏ فوائدها‏ .. وتتيح‏ لها‏ الانتشار‏ بالتوسع‏ والاعلانات‏ لتطغي‏ علي‏ الوجبات‏ الصحية‏ . ومثلا‏ فإن‏ البطاطس‏ التي‏ يكثر‏ انتاجها‏ وتقل‏ تكاليفها‏ يمكن‏ ان‏ تكون‏ طعاما‏ شهيا‏ ومفيدا‏ بأنواع‏ متعددة‏ .. لكن‏ من‏ يتبني‏ هذا‏ أو‏ ينشره؟‏ ولم‏ لاتدخل‏ الذرة‏ في‏ صناعة‏ الخبز‏ ‏ والأفران‏ تحت‏ السيطرة‏ ‏ ولم‏ لاتتوافر‏ الذرة‏ الصفراء‏ لمنع‏ استخدام‏ القمح‏ والخبز‏ في‏ الاعلاف؟
ثم‏ هناك‏ الفاقد‏ في‏ القمح‏ والحبوب‏ سواء‏ في‏ الحقل‏ أو‏ خلال‏ عمليات‏ التخزين‏ والنقل‏ وما‏ الي‏ ذلك‏ .. وهذه‏ مسألة‏ هامة‏ .. وسيادة‏ الوزير‏ يقدر‏ الفاقد‏ بنحو‏ 10‏‏12% وهناك‏ تقديرات‏ أكثر‏..‏
‏• عبد‏ العظيم‏ الباسل‏: ان‏ المزارعين‏ يجدون‏ معاناة‏ في‏ التخزين‏, ولذلك‏ يتعاظم‏ الفاقد‏, والمزارعون‏ يتقدمون‏ بطلبات‏ للشركة‏ القابضة‏ للسلع‏ الغذائية‏ لحجز‏ مساحات‏ في‏ ظل‏ وجود وجود‏ صوامع‏ لا‏ تعمل‏ بطاقتها‏ الكاملة‏ ..‏لكن‏ الأجور‏ المطلوبة‏ عالية‏. وهذا‏ كله‏ وما‏ يترتب‏ عليه‏ يؤدي‏ إلي‏ فاقد‏ كبير‏ غير‏ محسوب‏.‏
‏• درويش‏ مصطفي‏: ونحن‏ أيضا‏ نعاني‏ من‏ التخزين‏ ..‏فإن‏ الصوامع‏ الموجودة‏ لا‏ تكفي‏ للقمح‏ المصري‏ والمستورد‏ ..‏ولقد‏ بدأنا‏ منذ‏ خمس‏ سنوات‏ نتوسع‏ فيها‏ ..‏وقد‏ حصلنا‏ عن‏ طريق‏ وزارة‏ التضامن‏ الدولي‏ علي‏ قرض‏ من‏ بنك‏ التنمية‏ الإسلامي‏ بفائدة‏ صغيرة‏ لبناء‏ خمسين‏ صومعة‏ جديدة‏. وقد‏ تم‏ إنشاء‏ 15 صومعة‏ وجار‏ إنشاء‏ الباقي‏ في‏ كل‏ المحافظات‏. ونحن‏ نقوم‏ بتخزين‏ القمح‏ المحلي‏ في‏ شون‏ مكشوفة‏.‏
‏• محمود‏ مراد‏: هل‏ تجعلونها‏ مكشوفة‏ خدمة‏ للعصافير‏ والطيور‏ لتأكلها‏ وتنقر‏ الأجولة؟
‏• درويش‏ مصطفي‏: إن‏ القمح‏ يكون‏ في‏ أجولة‏ ..‏وعموما‏ فإن‏ التشوين‏ مشكلة‏.‏
‏• طارق‏ توفيق‏: توجد‏ طريقة‏ حديثة‏ للتخزين‏ في‏ شون‏ مفتوحة‏ ..‏لكن‏ بوضع‏ الحبوب‏ في‏ أكياس‏ وهذه‏ بدورها‏ توضع‏ في‏ أنابيب‏ بلاستيك‏ تسمح‏ بالتهوية‏.. وهذه‏ الأنابيب‏ يمكن‏ طيها‏ ونقلها‏ من‏ مكان‏ لآخر‏. أي‏ أنها‏ تحتاج‏ فقط‏ لأرض‏ فضاء‏ ..‏وتكلفة‏ تخزين‏ الطن‏ دولار‏ واحد‏ فقط‏, بينما‏ تصل‏ التكلفة في‏ الصوامع‏ التقليدية‏ إلي‏ سبعة‏ دولارات‏. إضافة‏ إلي‏ عدم‏ وجود‏ تكلفة‏ رأسمالية‏ من‏ مبان‏ وتجهيزات‏.‏
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: إن‏ هذه‏ التكنولوجيا‏ تناسبنا‏.. ويمكن‏ أن‏ نستخدمها‏.. وعودة‏ إلي‏ التغدية‏ وما‏ قاله‏ الأستاذ‏ محمود‏ مراد‏ عن‏ الأنماط‏ والعادات‏ والتنوع‏.. فإن‏ الدكتورة‏ عقيلة‏ يمكن‏ أن‏ تفيدنا‏ في‏ هذا‏ وما‏ الفرق‏ بين‏ الغذاء‏ والتغذية؟
وجبات صحية إرشادية
‏• الدكتورة‏ عقيلة‏ صالح‏: توجد‏ فروق‏ بين‏ الغذاء‏ والتغذية‏. وإذا‏ تحدثنا‏ عن‏ المجتمع‏ المصري‏ فإنه‏ لا‏ يوجد‏ عندنا‏ نقص‏ غذاء‏ ..‏وحسب‏ القياسات‏ العلمية‏ الدولية‏ فإن‏ المصريين‏ المعرضين‏ لنقص‏ غذائي‏ لايزيد‏ عددهم‏ علي‏ أربعة‏ في‏ المائة‏, ولكن‏ المشكلة‏ عندنا‏ هي‏ نقص‏ المغذيات‏ الدقيقة‏.. أي‏ سوء‏ تغذية‏ تؤدي‏ إلي‏ أنيميا‏.. فهناك‏ من‏ لديه‏ نقص‏ فيتامين‏ أ‏ أو‏ حديد‏ أو‏ يود‏ والحل‏ يكون‏ بتحسين‏ العادات‏ الغذائية‏, وهنا‏ أقول‏ إن‏ الغذاء‏ غالي‏ السعر‏ ليس‏ بالضرورة‏ هو‏ الأفضل‏.. وقد‏ يكون‏ الرخيص‏ هو‏ الأفضل‏ إذا‏ كانت‏ وجبة‏ الطعام‏ متزنة‏.. تتناسب‏ مع‏ احتياجات‏ الطفل‏.. أو‏ الكبار‏.‏
‏• محمود‏ مراد‏: هذا‏ ما‏ نطالب‏ به‏ ..‏فهل‏ نزلتم‏ إلي‏ الواقع؟
‏• الدكتورة‏ عقلية‏ صالح‏: لقد‏ كان‏ لوزارة‏ الزراعة‏ عن‏ طريق‏ مركز‏ البحوث‏ دور‏ في‏ هذا‏ إذ‏ انشأنا‏ في‏ بعض‏ القري‏ مطابخ‏ تعليمية‏.. لتعليم‏ المرأة‏: كيف‏ تعد‏ وجبة‏ متزنة‏ لأطفالها‏ وأسرتها‏, وهنا‏ يجب‏ القول‏ أن‏ المشكلات‏ الغذائية‏ تختلف‏ من‏ مكان‏ إلي‏ مكان‏ .. فإنها‏ في‏ أسواق‏ غير‏ التي‏ في‏ الفيوم‏ أو‏ أسيوط‏ .. وهكذا‏, ولكن‏ المحافظات‏ الساحلية‏ متميزة‏ ومشكلاتها‏ قليلة‏ جدا‏, ونقول‏ إن‏ محافظات‏ الجنوب‏ هي‏ الأكثر‏ تعرضا‏ لانعدام‏ الأمن‏ الغذائي‏ بتعريف‏ أن‏ الأمن‏ ليس‏ هو‏ فقط‏ الغذاء‏ إنما‏ أيضا‏ القدرة‏ علي‏ شرائه‏ وأيضا‏ الوعي‏ باختيار‏ نوعيته‏, وكما‏ قلتم‏ فإن‏ الوجبات‏ الجاهزة‏ السريعة‏ تسبب‏ مشكلات‏ صحية‏ مثل‏ السكر‏ والضغط‏ وأمراض‏ القلب‏ وغيرها‏ من‏ أمراض‏ سوء‏ التغذية‏.‏
ولقد‏ بدأنا‏ بالتوعية‏ في‏ محافظات‏ جنوب‏ الصعيد‏ .. وصعودا‏ إلي‏ الشمال‏.. كما‏ نهتم‏ بالوجبة‏ المدرسية‏ وهي‏ مهمة‏ للصغار‏.‏
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: نحن‏ نصنع‏ الوجبة‏ المدرسية‏ في‏ 11 محافظة‏ وهذا‏ مهم‏ لأن‏ الطفل‏ في‏ السنوات‏ السبع‏ الأولي‏ من‏ عمره‏ يتكون‏ ذهنيا‏ وجسديا‏. ولذلك‏ يجب‏ الاهتمام‏ بالطفولة‏, ومثلا‏ هل‏ يمكن‏ أن‏ ندعم‏ الخبز‏ بنحو‏ 12 مليار‏ جنيه‏ بينما‏ الدعم‏ للألبان‏ صفر؟‏!‏
‏• طارق‏ توفيق‏: إن‏ الدعم‏ المطلق‏ لسلع‏ معينة‏ هو‏ أساس‏ المشكلة‏, فالفلاح‏ المصري‏ كانت‏ لديه‏ وجبة‏ غذائية‏ متكاملة‏ ثم‏ حدث‏ الدعم‏ فأحدث‏ خللا‏.. بالإضافة‏ إلي‏ ذلك‏ فإن‏ سوء‏ التغذية‏ تسبب‏ في‏ وجود‏ أعلي‏ معدلات‏ السمنة‏ بمجتمعنا‏.. وأود‏ أيضا‏ التعليق‏ علي‏ ما‏ أثير‏ حول‏ الوجبات‏ الجاهزة‏ السريعة‏ فهي‏ لا‏ تمثل‏ سوي‏ نحو‏ نصف‏ في‏ المائة‏ إذ‏ إن‏ حجم‏ مبيعاتها‏ نحو‏ 1.3 مليار‏ جنيه‏ في‏ حين‏ أن‏ إجمالي‏ مبيعات‏ الغذاء‏ في‏ مصر‏ يصل‏ إلي‏ نحو‏ 250 مليار‏ جنيه‏ سنويا‏.‏
هل نبيع المياه ؟
‏• الدكتور‏ شريف‏ الجبلي‏: إذا‏ كان‏ الأمن‏ الغذائي‏ يرتبط‏ بالأرض‏ والمياه‏ ..‏وإذا‏ كان‏ لدينا‏ عجز‏ في‏ المياه‏, بينما‏ توجد‏ أراض‏ شاسعة‏ .. فإنني‏ اقترح‏ إعطاء‏ الأرض‏ للمستثمر‏ الجاد‏ مجانا‏ أو‏ بأسعار‏ رمزية‏ بشرط‏ استصلاحها‏ واستزارعها‏ علي‏ أن‏ يحصل‏ علي‏ المياه‏ بمقابل‏ مادي‏, وهذا‏ التسعير‏ للمياه‏ سيفرض‏ استخدامها‏ علميا‏ وبغير‏ إسراف‏, وأري‏ هذا‏ لتعويض‏ الأراضي‏ التي‏ التهمها‏ العمران‏ ولتعويض‏ تفتيتها‏, ولمواجهة‏ الاحتياجات‏ العاجلة‏ والمستقبلية‏ خاصة‏ أن‏ البنوك‏ ومؤسسات‏ التمويل‏ لا‏ تعطي‏ قروضا‏ لمشروعات‏ استصلاح‏ الأراضي‏ لكن‏ تعطي‏ لمشروعات‏ المياه‏, ومع‏ هذا‏ لابد‏ من‏ اتخاذ‏ إجراءات‏ عديدة‏ منها‏ إحياء‏ التعاونيات‏ بأسلوب‏ حديث‏.. وأن‏ يقوم‏ بنك‏ التنمية‏ والائتمان‏ بتمويل‏ المشروعات‏ الزراعية‏ ..‏وهذا‏ كله‏ لأن‏ الأمن‏ الغذائي‏ قضية‏ مصير‏ ولها‏ الأولوية‏.‏
‏• محمود‏ مراد‏: إن‏ التعاونيات‏ مهمة‏ وهي‏ الحل‏ لمشروعات‏ زراعية‏ ضخمة‏ يشترك‏ فيها‏ عدد‏ كبير‏ من‏ الذين‏ لا‏ يستطيع‏ واحد‏ منهم‏ بمفرده‏ تمويل‏ مشروع‏ وهي‏ بهذا‏ تمتص‏ البطالة‏ إلي‏ جانب‏ مهمتها‏ الانتاجية‏.‏
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: التعاونيات‏ في‏ حاجة‏ إلي‏ تطوير‏ جذري‏, وقد‏ تتطلب‏ قانونا‏ جديدا‏.. وبالنسبة‏ للشباب‏ والذين‏ لا‏ يمتلكون‏ تمويلا‏ كافيا‏ فإنه‏ يمكن‏ إنشاء‏ شركات‏ لإدارة‏ المشروع‏ الزراعي‏ لمساحة‏ كبيرة‏ علي‏ أن‏ تكون‏ ملكية‏ كل‏ فرد‏ معروفة‏ ومحددة‏.. وقد‏ شاهدت‏ مثل‏ هذا‏ في‏ السودان‏ في‏ مشروع‏ الرهد‏ وغيره‏ ..‏إذ‏ كانت‏ حيازة‏ المزارع‏ نحو‏ خمسة‏ أفدنة‏.. ونتيجة‏ للتطور‏ لم‏ يكن‏ ممكنا‏ أن‏ يزرع‏ وينتج‏ بأسلوب‏ حديث‏ ينتج‏ بوفرة‏ فتدخلت‏ الحكومة‏ لإنشاء‏ اتحاد‏ للمزارعين‏ يعطي‏ الأرض‏ كلها‏ لشركة‏ متخصصة‏ تتولي‏ عملية‏ الزراعة‏ بكاملها‏ وعلي‏ أساس‏ أن‏ تعطي‏ المزارع‏ ‏ حسب‏ مساحة‏ ملكيته‏ ‏ 50% من‏ الأرباح‏ إلي‏ جانب‏ أنه‏ يعمل‏ بأجر‏ إذا‏ كان‏ هذا‏ ممكنا‏, و‏10% للحكومة‏ و‏40% تأخذها‏ الشركة‏ ..‏وبهذا‏ ازداد‏ ربح‏ المالك‏, كما‏ ازدادت‏ المساحة‏ بنسبة‏ 26% كانت‏ تلتهما‏ الفواصل‏ والمدقات‏, وانخفض‏ استهلاك‏ المياه‏ بنسبة‏ 30%, وهكذا‏ تنخفض‏ التكاليف‏ وتزيد‏ الأرباح‏, ويمكن‏ لنا‏ أن‏ نطبق‏ هذا‏ في‏ الأراضي‏ القديمة‏ ومساحتها‏ 5.5 مليون‏ فدان‏ تمثل‏ نحو‏ 65% من‏ المساحة‏ الكلية‏ للأراضي‏ المزروعة‏, وتستهلك‏ 80% من‏ المياه‏ لكنها‏ لا‏ تعطي‏ سوي‏ 55% من‏ الإنتاج‏ .. وهذا‏ إهدار‏ لأنها‏ أحسن‏ أرض‏ بأسوأ‏ إدارة‏.‏
‏• محمود‏ مراد‏: للتاريخ‏ ..‏فإن‏ تجربة‏ السودان‏ هذه‏ سبق‏ أن‏ قلناها‏ في‏ ندوة‏ هنا‏ منذ‏ نحو‏ ربع‏ قرن‏, وطالبنا‏ بدلا‏ من‏ توزيع‏ الأرض‏ علي‏ الخريجين‏ ثم‏ نشكو‏ من‏ التفتيت‏ أن‏ تؤسس‏ شركات‏ للإدارة‏ والتسويق‏ ..‏وهكذا‏ .. فهل‏ يمكن‏ تنفيذ‏ هذا‏ الآن‏ خاصة‏ في‏ توشكي‏.. ولإقامة‏ مجتمعات‏ عمرانية‏ جديدة؟
‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏: يمكن‏ تنفيذ‏ هذا‏ الآن‏ ..‏ومستعدون‏ لها‏.. المهم‏ أن‏ تبدأ‏ هذه‏ الشركات‏ ..‏وتوجد‏ في‏ توشكي‏ أراض‏ شاسعة‏.‏
‏• محمود‏ مراد‏: شكرا‏ لمعالي‏ الوزير‏ ..‏والشكر‏ موصول‏ للسادة‏ المشاركين‏.

‏• الوزير‏ أمين‏ أباظة‏.. خلال‏ الحوار
‏• محمود‏ مراد‏ يدير‏ حوار‏ الندوة‏ وفي‏ مواجهته‏ وزير‏ الزراعة‏.. وحولهما‏ المشاركون
تصوير‏: محمد‏ مسعد
استجابة‏ لندوة‏ الأهرام‏ توشكي‏ في‏ انتظار‏ الشباب
• استجاب‏ الوزير‏ أمين‏ أباظة‏ لندوة‏ الأهرام‏, إذ‏ طالبنا‏ بتيسير‏ تملك‏ الشباب‏ لأراضي‏ توشكي‏ من‏ خلال‏ تأسيس‏ شركات‏ زراعية‏ وتصنيع‏ غذائي‏ وقال‏ انه‏ مستعد‏ لتخصيص‏ أراض‏ لمثل‏ هذه‏ الشركات‏ بسعر‏ الفدان‏ خمسين‏ جنيها‏ فقط‏, علما‏ بأن‏ الاستصلاح‏ يكلف‏ كثيرا‏ ‏ نحو‏ 15 ألف‏ جنيه‏ للفدان‏ ‏ وعلي‏ اساس‏ ان‏ يشترك‏ مجموعة‏ من‏ الشباب‏ أو‏ الكبار‏ في‏ تأسيس‏ شركة‏ مساهمة‏ تتملك‏ الاراضي‏ دون‏ تجزئة‏ المساحة‏ وتضع‏ دراسة‏ لما‏ يمكن‏ ان‏ تزرعه‏ وتصنعه‏, كما‏ يمكنها‏ الحصول‏ علي‏ قرضمن‏ البنك‏ الرئيسي‏ للائتمان‏ والتنمية‏ الزراعية‏.‏
وحول‏ ما‏ أثير‏ عن‏ مستثمري‏ توشكي‏ قال‏ ان‏ الأمير‏ الوليد‏ بن‏ طلال‏ اشتري‏ مائة‏ ألف‏ فدان‏ .. لكنه زرع‏ ألف‏ فدان‏ فقط‏ ويجري‏ الآن‏ استزراع‏ نحو‏ أربعة‏ آلاف‏ فدان‏ ونظرا‏ لأن‏ التعاقد‏ معه‏ لا‏ يحدد‏ مدة‏ للاستصلاح‏ فقد‏ اتفقنا‏ معه‏ إما‏ ان يحدد‏ جدولاً‏ زمنيا‏ للعمل‏ أو‏ ان‏ يعيد‏ الاراضي‏ التي‏ لا‏ يريد‏ زراعتها‏ او‏ يشرك‏ معه‏ آخرين‏ مصريين‏ في‏ شركته‏ بشرطة‏ حساب‏ ثمن‏ الارض‏ كما‏ اشتراها‏ اي‏ خمسين‏ جنيها‏ فقط‏ للفدان‏.‏



توشكي‏ ستنجح
وقال‏ الوزير‏ ان‏ توشكي‏ مقسمة‏ الي‏ أربعة‏ فروع‏ مياه‏ كل‏ منها‏ يخدم‏ 120 ألف‏ فدان‏ وقد‏ وصلت‏ المياه‏ الي‏ فرعين‏ اثنين‏ فقط‏ منذ‏ عام‏ 2004 ولما‏ لم‏ يستخدم‏ الوليد‏ المياه‏ لعدم‏ استزراع‏ اراضيه‏ فقد‏ تعاقدنا‏ مع‏ الراجحي‏ لشراء‏ مائة‏ ألف‏ فدان‏ لكن‏ لم‏ نسلمه‏ سوي‏ عشرين‏ ألفا‏ فاذا‏ زرعها‏ سنسلمه‏ مساحة‏ أخري‏ مساوية‏ وهكذا‏, وهو‏ يستخدم‏ مياه‏ الفرع‏ الاول‏ الذي‏ عليه‏ اراضي‏ الوليد‏.‏
وفي‏ اكتوبر‏ المقبل‏ ستنتهي‏ السحارة‏ لضخ‏ المياه‏ في‏ الفرع‏ الثالث‏ حتي‏ تزيد‏ المساحات‏ المزروعة‏, اذ‏ ان‏ المساحة‏ التي‏ تصلها‏ المياه‏ الآن 240 ألف فدان لكن المزروع‏ اربعين‏ الف‏ فدان‏ فقط‏, ..وقد‏ كانت‏ ألفين‏ فقط‏ منذ‏ عامين‏.‏
وقال‏ الوزير‏ ان‏ توشكي‏ ستنجح‏ وان‏ الاراضي‏ متوافرة‏ لكن‏ المياه‏ هي‏ التي‏ ننظمها‏ لتوفيرها‏ للجميع‏.‏
• وقال‏ الدكتور‏ سعد‏ نصار‏ ان‏ الاستثمارات‏ المقدرة‏ لتوشكي‏ تصل‏ إلي‏ ثلاثمائة‏ مليار‏ جنيه‏ ليس‏ للزراعة‏ فقط‏ انما‏ للمشروعات‏ المكملة‏ ومنها‏ الانشطة‏ التجارية‏ والخدمية‏ والمواصلات‏ وغيرها‏ وهذه‏ ستوجد‏ مجتمعات‏ عمرانية‏ سكنية‏ تستوعب‏ نحو‏ ثلاثة‏ ملايين‏ نسمه‏.‏
وقال‏ الدكتور‏ سعد‏ ان‏ 8% من‏ الاستثمارات للأنشطة‏ الزراعية‏, اي‏ نحو‏ اربعة‏ وعشرين‏ مليار‏ جنيه‏ تدفع‏ الحكومة‏ 20% منها‏ اي‏ ستة‏ مليارات‏ جنيه‏ وقد انفقتها‏ الحكومة‏ علي‏ شق‏ القناة‏ ومنشآت‏ المياه‏.‏


‏23 مليار‏ جنيه‏ صادرات‏ زراعية
‏• قال‏ المهندس‏ طارق‏ زكريا‏ توفيق‏ رئيس‏ غرفة‏ الصناعات‏ الغذائية‏ ان‏ قيمة‏ صادرات‏ الإنتاج‏ الزراعي‏ والصناعات‏ الزراعية‏ القائمة‏ عليه‏ بلغت‏ العام‏ الماضي‏ ‏ 2009 ‏ ثلاثة‏ وعشرين‏ مليار‏ جنيه‏, منها‏ 12 مليارا‏ للمحاصيل‏ الزراعية‏ ومن‏ بينها‏ عنب‏ قيمة‏ مليار‏ جنيه‏ من‏ إنتاج‏ 60 ألف‏ فدان‏, ومنها‏ موالح‏ بملياري‏ جنيه‏, وفراولة‏ بنحو‏ 400 مليون‏ جنيه‏ انتجتها‏ زراعة‏ عشرة‏ آلاف‏ فدان‏ الي‏ جانب‏ الكميات‏ المباعة‏ في‏ السوق‏ المحلية‏. وهذه‏ الزراعات‏ كثيفة‏ العمالة‏, حيث‏ إنه‏ في‏ مزرعة‏ فراولة‏ مساحتها‏ 150 فدانا‏ يعمل‏ بها‏ 1200 عامل‏ يحصل‏ كل‏ منهم‏ علي‏ 28 جنيها‏ أجرا‏ يوميا‏.‏
‏• الجزر‏.. نوع‏ معين‏ من‏ الجزر‏ ينتج‏ الفدان‏ الواحد‏ 22 طنا‏ منه‏ خلال‏ زراعة‏ تستمر‏ اربعة‏ اشهر‏ فقط‏ وعند‏ البيع‏ يحقق‏ الواحد‏ ربحا‏ قيمته‏ 300 جنيه‏, اي‏ يكسب‏ الفدان‏ الواحد‏ ستة‏ آلاف‏ وستمائة‏ جنيه‏ خلال‏ أربعة‏ أشهر‏ إذا‏ كان‏ البيع‏ في‏ السوق‏ المحلية‏ بنحو‏ خمسمائة‏ جنيه‏ للطن‏.. لكن‏ عند‏ التصديريباع‏ الطن‏ بخمسمائة‏ دولار‏!! وذكر‏ الوزير‏ هذا‏ قائلا‏ إن‏ مثل‏ هذه‏ الزراعات‏ يجب‏ ان‏ نهتم‏ بها‏ ونفتح‏ لها‏ أسواقا‏ خارجية‏.‏






اشترك‏ في‏ الندوة‏:‏
• معالي‏ الوزير‏ أمين‏ اباظة‏ : وزير‏ الزراعة
• الدكتور‏ سعد‏ نصار‏: مستشار‏ وزير‏ الزراعة
• الدكتور‏ أيمن‏ فريد‏ ابوحديد‏ : رئيس‏ مركز‏ البحوث‏ الزراعية
• الدكتور‏ مهندس‏ شريف‏ الجبلي‏ : عضو‏ اللجنة‏ الزراعية‏ بالحزب‏ الوطني‏.‏
• الدكتورة‏ عقيلة‏ صالح‏ حمزة‏ : مدير‏ مزكر‏ معلومات‏ الأمن‏ الغذائي‏.‏
• المهندس‏ درويش‏ مصطفي‏ جلال :‏ مستشار‏ وزير‏ التضامن‏.‏
• المهندس‏ طارق‏ زكريا‏ توفيق‏ : رئيس‏ غرفة‏ الصناعات‏ الغذائية‏.‏
• الاستاذ‏ عبدالعظيم‏ الباسل‏ : نائب‏ رئيس‏ تحرير‏ الاهرام
• الاستاذ‏ محمد‏ غانم‏ : نائب‏ رئيس‏ قسم‏ الأخبار‏ بالاهرام‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.