حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نسمه يوسف إدريس:
نصحنى بأن أعيش حياتى بشغف.. وألا أكتب !

من أمام الواجهة الزجاجية التى كان يطل منها الكاتب يوسف ادريس على نيل القاهرة الساحر وناس المحروسة الطيبين، تحدثنا مع ابنته نسمة التى ورثت عن ابيها موهبة الكتابة برغم نصيحتة لها أن ألا تكتب و لا تتعذب مثله . أصدرت نسمة التى اصبحت مدرسا للغة الانجليزية بكلية الاداب جامعة القاهرة قصص «ملك ولا كتابة» ومسرحية « طاقة القدر انفجرت».
كان يوسف إدريس قد حلم بها قبل أن تولد عام 73 وكان يوم ميلادها هو يوم خروجه من السجن لذلك اطلق عليها نسمة وفى عقله وقلبه نسمة الحرية التى استنشقها يوم خروجة من محبسه.
ويوسف ادريس الكاتب والروائى انجب أيضا المهندس سامح الأبن الأكبر وبهاء الذى توفى رحمه الله .
وفى هذا الحوار نتحدث حول يوسف إدريس الأب و الأديب الذى غير شكل القصة القصيرة فى مصر والعالم العربى إضافة إلى ما تركه من تراث كبير فى الرواية والمقال.
......................................................................
عاش يوسف إدريس طفولة صعبة تركت أثرا كبيرا فى نفسه وأدبه حدثينا عن تلك الفترة ؟
كان والدى الأخ الأكبر لسبعة أشقاء، وكانت والدته قاسية جدا، فكان كثيرا ما يردد انه «لم يعش طفولته». و فى مرحلة الدراسة كان يمشى طريقا طويلا حوالى 4 كيلو فى الذهاب ومثلهما فى العودة من المدرسة ، وكان جسمه ضعيفا لكن شاء القدر أن يكون طول المسافة سببا فى تأمله كثيرا ويتخيل قصصا وحكايات، كان لها عامل كبير فى تشكيل وصقل هوايته الأدبية.
ما هى أهم المحطات فى حياة يوسف ادريس ؟
أهم محطة فى حياته هى الزواج لولا الزواج لما كان يوسف إدريس وصل الى ما وصل إليه كان يخاف من فكرة الزواج لأنه شخصية مركبة ومتقلبة وكان يخشى أن يرتبط بأحد لا يفهم تركيبته، لكن عندما رأى والدتى بالصدفة قال:إما أن اتزوج هذه الفتاة أو لا أتزوج أبدا. وكانت والدتى جميلة وعميقة وحنونة وكان دائما ما يقول: الأنوثة عطاء، ولايمكن ان تجدى سيدة عندها انوثه ليس عندها أمومة والعكس.
كيف كان اللقاء بينهما؟
خالتى كانت متزوجة من الشاعر إسماعيل الحبروك، و كانوا ينقلون أثاث شقتهم، فى الشقة المجاورة لشقة والدى، وكانت السفرة كبيرة لا يمكن إدخالها الا إذا فتح باب الشقة التى يسكن فيها والدى. فطلب زوج خالتى من والدى أن يفتح الباب، و فى تلك اللحظة رأى والدتى لكن هى لم تره. بعدها طلب من زوج خالتى ان يعرفه عليها وأرسل لها خطابا غراميا جميلا، بعد أن قرأته قالت لوالدتها: لن اتزوج إلا صاحب هذا الخطاب. كانت والدتى مخطوبة ويتبقى أسبوع على كتب الكتاب لكنها قررت فسخ خطوبتها من الطبيب الثرى والزواج من والدى .والتقت به لأول مرة، وشرح لها طبيعته المتقلبة والمعقدة وفارق السن الكبير الذى كان بينهما، وحذرها من الارتباط به لكنها وافقت رغم كل شئ.
لماذا كان يصف نفسه انه متقلب المزاج ؟
لانه فنان دائما فى حالة بحث عن فكرة، وهى حالة تجعله مكتئبا ومحبطا وهذا شئ معروف عند كل الفنانين وتلك طبيعة الفن.
أما المحطة الثانية فكانت أنه غير مجال عمله وتخصصه، فهو درس الطب وعمل به لفترة لكن موهبته الكبيرة فى الكتابة جعلته يتفرغ لها.
و المحطة الثالثة هى الإنجاب انا لى شقيقان سامح يعمل مهندسا ورجل اعمال ولة ابنة واحدة اسمها هايدى ولديه حس ادبى وله كتابات جميلة يكتبها على الفيس بوك وبهاء توفى بعد وفاة والدى بسنتين فى حادث سيارة وهو فى طريق عودته من الساحل.
كيف كان يوسف إدريس الأب والزوج داخل البيت بعيدا عن عالم الكتابة والخلافات والمعارك الفكرية والثقافية ؟
لم أشاهده ولا مرة طوال حياتى متعصبا ولا حتى فى حواراته فى التليفون. دخل فى قضايا فكرية كثيرة لكن كلها كانت خارج البيت لدرجة انه حتى لا يتحدث مكالمة عمل داخل البيت. فعندما يدخل البيت هو الأب والزوج فقط. كان يساعد والدتى فى إعداد السفرة وعمل السلطة، وطول الوقت «يدلع ماما» كان البيت شيئا مقدسا بالنسبة له.
حدثينا عن علاقتك بوالدك وهل شجعك على الكتابة ؟
كانت علاقتى به خاصة جدا جدا، ومختلفة عن كل ما يتوقعه الناس. ولدت بفارق 14 عاما عن إخوتى الأولاد فقد كان والدى يحلم بأن ينجب بنت لكن والدتى أخذت قرارا ألا تنجب مرة آخرى لكنه الح عليها ان تنجب، وكان يحلم أن تكون المولودة بنتا . أعتقد ان رغبته فى إنجاب بنت نابعة من رغبته ككاتب فى فهم طبيعة وتركيبة الأنثى من سن الطفولة.
ولدت سنة 73 كان هو فى السجن، و من حسن الطالع أننى ولدت يوم خروجه من السجن لذلك سمانى نسمة وكان فى ذهنه نسمه الحرية .بدأت علاقتى الخاصة به قبل أن أولد وكان يوم ميلادى مرحلة مهمة فى حياته. من هنا كانت العلاقة لها خصوصيتها بالإضافة إلى جوانب التشابه الكبيرة بينى وبينة، وكلما كبرت كان يشعر بالتشابه فى الشكل والمضمون والطباع.كان الجميع يهابونه لكنه كان بالنسبة لى طفلا طويلا «كبير شوية».
كان يشاركنى فى لعبتى المفضلة وهى لعبة تكوين البيت. كنت أحب العرايس واعمل بيتا صغيرا، كان يقول لى «يلا هنعمل ايه النهارده فى البيت بتاعنا». وكان ذكاؤه فى انه جعلنى أتعلق بالكتابة .بعد اللعب كان يقول: لى ماذا سنقرأ للعرايس اليوم، وهى حيلة جعلتنى أتعلق بعالم القراءة.
وكان متداخلا جدا معنا فى كل شئون حياتنا، ولذلك ألوم ا على الأباء المنشغلين بجلب المال وغير مهتمين بتفاصيل الأبناء. والدى برغم كل مسئولياته وانشغالاته الفكرية والأدبية كان يفرغ نفسه فى الوقت الذى أعود فيه من المدرسة لكى يسألنى عن كيف كان يومى، و كان كل يوم جمعة يأخذنى ونتمشى على النيل وبعد ذلك نتناول الغداء ثم نذهب إلى المكتبة الخضراء. يقول هيا نقرأ وبعد ذلك تعالى نتناقش فيما قرأت. أنا قرأت كل كتابات والدى درستها لان دراستى كانت فى الأدب الانجليزى، وبحكم دراستى للأدب المقارن فى رسالة الماجستير كانت مقارنه بين مسرحية الفرافير ومسرحية 6 شخصيات تبحث عن مؤلف للكاتب الايطالى برانديلو.
بدأت الكتابة فى سن مبكرة ما هو تعليق والدك على أول قصة كتبتها ؟
وأنا عمرى 12 سنة تقدمت لمسابقة لكتابة القصة فى المدرسة باسم مستعار ولحسن الحظ فزت بالجائزة الأولى وكانت لحظة فوزى علامة فارقة فى حياتى
قرأ والدى القصة بعد فوزى فى المسابقة،و ظل لمدة عشر دقائق لا يتكلم بعدها قال لوالدتى «فيه مصيبة» قالت ماذا؟.. قال: من الواضح أن نسمه هتطلع كاتبة وهتتعذب مثلى، أنا وقتها لم أكن مدركة أبعاد الحكاية أحساسة كان صادقا.
كيف كان تعامله معك فى فترة المراهقة ؟
أنا كنت طفلة هادية ومثالية و خجولة وفى يوم سألنى والدى .انت عمرك ما ذهبت لديسكو ولا شربت سجاير؟ كان السؤال مفاجئا لى قلت :لا طبعا. قال: لماذا؟ أنت فى فترة لازم تجربى كل حاجه، مش صح ان تكون حياتك مقفولة. كانت نصيحته لى أن انفتح وأجرب كل شئ . كنت متعلقة به بشكل كبير لدرجه أننى تزوجت بعد وفاته مباشرة لاننى كنت دائما فى احتياج لوجود رجل فى حياتى.
تمارس البنت فى اوقات كثيرة دور الوصاية على الاب والغيرة علية أكثر من الزوجه هل قمت بهذا الدور خاصة ان والدك كان من نجوم المجتمع ومحاط بالكثير من المعجبات ؟
لا لم امارس هذا الدور ولا حتى والدتى ، التى كانت واثقة من نفسها ثقة كما ان والدى كان يفصل حياته العملية عن جو العائلة، وكانت والدتى تعى طبيعه عملة ووجود معجبات له شئ طبيعى، لانه كان كاتبا مرموقا ومشهورا هو أمر كان يسعدها كثيرا.
هل قراءاتك لأدب يوسف ادريس اختلفت بعد أن دخلت مجال الكتابة الأدبية ؟
أكيد اختلفت وقد ارتبطت فى ذهنى قراءة أدب يوسف إدريس و تولستوى بقراءة القرآن ، كلما أقرأه فى مرحلة معينة فى حياتى أكون محتاجة له جدا، ومحتاجة لفهمه جدا ، ودرجة استيعابى له تختلف فى كل فترة أقرأ فيها، لكن ليس النضج هو الذى غير فهمى لكنه الاحتياج .وأنا طول الوقت أشعر بالاحتياج له خصوصا فى وقت الأزمات النفسية والأعباء الاجتماعية والأسرية. فى كل مرة أقرأه، اشعر «بأنه يطبطب على» كان دائما متفائلا ولديه حلول لكل شىء وكانت مقولته المفضلة «ضاقت حلقاتها فلم استحكمت فرجت».
يرى البعض ان مهمة الكاتب هى عرض القضية أو المشكلة وعلى المسؤلين الحل هل تجاوز يوسف إدريس هذه النقطة فى كتاباته ؟
هناك سؤال كثيرا ما أسأله لنفسى كل يوم قد إيه الأدب الجميل والفن الحقيقى سابق عصره كذلك يوسف إدريس سابق عصره فى حاجات كثيرة، وكأنه مازال يعيش معنا فى العصر بكتاباته وقصصه ومقالاته التى كانت تتناول فكر الفقر وفقر الفكر، ومسرحية الفرافير، ورواية الحرام.
من الواضح أن الأزمة المصرية لم تتغير وأننا مازلنا نعيش فى نفس الأزمة لم نخرج منها، وكأننا نعيش فى دائرة مغلقة. فقد كان والدى من أفضل الكتاب الذين عبروا عن الواقع بشكل أدبى، فلم تقتصر كتاباته على عرض المشكلة لكن كان يجد لها حلولا. للأسف الآن نعرض المشكلة، و لا نجد لها الحل، وكأن الناس الذين فى أيديهم الحل لا يقرأون، وليس لديهم البعد الثالث الذى كان يمتلكه يوسف ادريس.
ما هى القصة التى تمنى أن يكتبها يوسف ادريس لكن لم يمهلة القدر لكتابتها؟
كان يريد ان يكتب سيرته الذاتية والحقيقة هو بدأ كتابتها فى حلقات نشر بعض منها فى مجلة نصف الدنيا بعنوان أسيا، هو كان اسم جدته التى كان يعيش معها لكن عندما بدأ الكتابة تعب، لانه تذكر الطفولة والذكريات التى مر بها فى تلك الفترة، فتوقف عن كتابتها، وقد اهدينا الأهرام بعض أعماله غير مكتملة وان شاء الله يتم نشرها.
كيف كانت علاقته بالوسط الفنى؟
معظم الوسط الفنى أصدقاؤه، الفنان عادل إمام صديقه جدا جدا وكان بيعتبره من أعز اصحابه هو والفنان عمر الشريف كانوا طوال الوقت عندنا فى البيت، والمخرج على بدر خان وسعاد حسنى ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ونادية لطفى كانت صديقته المقربة جدا، ومن الشعراء كان نزار قبانى.
لماذا اقترن اسم يوسف إدريس بشائعة علاقته بالفنانة نجاة وما حقيقة هذه الشائعة؟
هذه الشائعة لم يكن لها أى أساس من الصحة. و انا إلى الآن مازلت اسمع عن شائعات تروج عن والدى نتيجة لان والدى «كان لسانه حلو» مع كل الناس وكان وسيما و«شيك» مثل نجوم السينما، فمن الطبيعى ان تثار حوله شائعات من هذا النوع ونتيجه لثقة والدتى الكبيرة بنفسها لم تتأثر بهذه الشائعات.
لكن لماذا ارتبطت هذه الشائعة بالفنانة نجاة؟
قالت ضاحكة.. لا فهو قد أطلقت عليه شائعات كثيرة غير شائعة الفنانة نجاة لكن الحقيقة التى لا يعرفها الكثير هى ان فنانة مشهورة جدا جدا كانت تحبه وعرضت علية الزواج وأن تعمل له شركة إنتاج لكنه رفض.
كان يوسف إدريس فى حالة معارضة دائمة لكل الانظمة السياسية هل كان لذلك أثر على أعماله الفنية؟
لم يعارض يوسف إدريس طوال حياته أشخاصا لكنه كان يعارض سياسات، وقد وضعه هذا فى مشاكل كثيرة وتعرض لبعض المضايقات وظلمت أعماله الأدبية والسينمائية بالإضافة إلى عدم حصوله على جائزة نوبل، لأنه كان ضد معاهدة كامب ديفيد وضد السلام مع اسرائيل، وأعرب عن رأيه فى هذه القضايا أكثر من مرة، وبرغم ذلك كان كل الرؤساء اصدقاءه بصفة شخصية لأنهم كانوا يستفيدون من افكاره وكان الرئيس الأسبق مبارك يتحدث معه فى التليفون كثيرا.
ألقى مبارك خطابا وصف فيه بعض الكتاب بالخونة كان فيه تلميح ليوسف ادريس؟
فى وقت كانت هناك ازمة بين العراق ومصر وكانت هناك مقاطعة بين الدولتين تلقى والدى دعوة من الرئيس صدام حسين لاستلام جائزة من العراق فلبى والدى الدعوة وسافر للعراق وتسلم الجائزة وقتها قال مبارك فى خطاب كبير وتحدث فيه عن الادباء والمفكرين قال أنهم خونة، وبعدها قال والدى: الجوائز الثقافية ليس لها علاقة بالمواقف السياسية وبعد سنة تصالحت مصر مع العراق.
جائزة نوبل وكيف رشح لها ثم ذهبت للكاتب نجيب محفوظ وكيف استقبل الخبر؟
كان ذلك له وقع سيئ لك أن تتخيلى أنه على مدى اسبوع ناس تأتى لنا البيت تعمل حوارات إنه أخذ جائزة نوبل، وإنه الوحيد فى العالم العربى المرشح للجائزة وبعد ذلك وعند إعلان الترشح يعرف ان نجيب محفوظ هو الذى حصل عليها.
كيف مرت عليه هذه اللحظات؟
كانت لحظات كئيبة ليست بسبب انه لم يحصل على الجائزة لكن بسبب إحساسة بالخديعة فقد اقنعوه بأنه هوالمرشح الوحيد للجائزة. فلم تتأثر كتاباته ولا اعمالة بمسأله الجائزة لانه من المعروف ان جائزة نوبل لها ابعاد سياسية، لكنه كان يتوقف عن الكتابه فى الاهرام عندما يكون منشغلا بكتابة عمل أدبى وكان دائما ما يقول عن المقالات: «أن الواحد ميقدرش يشوف بيته بيتحرق ويقعد يتفرج عليه» لذلك كان كلما تظهر أمامة حادثة يكتب وكانت مقالاته لها تأثير قوى فى الشارع.
هل اتصل بنجيب محفوظ وهنأه بالجائزة؟
طبعا اتصل به وهنأه لأنهم كانوا أصدقاء
ماذا عن طقوس الكتابة عند يوسف ادريس؟
كان يأتى بجهاز كهربائى ويفككه ويجمعه مرة أخرى واعتقد انها كانت رغبة منه فى ترتيب أفكاره.
هل قدم لك نصائح فى الكتابة؟
كانت نصيحته لى ألا أكتب وان أعيش حياتى بشغف ولو وجدت نفسى أفعل الأشياء بدون شغف يجب ان اتوقف عن فعلها، لمعرفة أسباب ذلك لان الحياة من غير شغف لا تساوى شيئا. هو كان شغوفا بالأشياء لدرجة انه حرق نفسه.
كيف حرق نفسه؟
كان يظل بالشهور من أجل كتابة فى قضية معينة هو توفى فى سن مبكرة.
ما هى أهم القضايا التى كانت تشغل باله؟
أكثر قضية كانت تشغل بالة فى المجتمع هى حالة الحزن والتجهم التى كانت على وجوه الناس لدرجة انه كان يقول أنا لا احب أن أمشى فى الشوارع المصرية لان وجوه الناس مكتئبة،و مشكلة التزايد السكانى مع الجهل والفقر، والافكار الرجعية، ونمطية التفكير. فلا يوجد من يحاول أن يكون مختلفا حتى فى الحياة الشخصية وكان يرجع كل هذا المشاكل إلى عدم وجود تعليم جيد.
هل كان راضيا عن الأعمال الأدبية التى تحولت إلى أعمال سينمائية؟
لم يكن محظوظا فى أعمالة الفنية، لكن اذكر فى حاجات رائعة فيلم «الحرام» للفنانة فاتن حمامة، و«على ورق سوليفان» لنادية لطفى، و«النداهة» كان يحتاج أن تتغير به اشياء. فيلم العسكرى الأسود لم يعجبه وكذلك فيلم حدوتة مصرية ليوسف شاهين. عادة الكتاب الذين يمتلكون خيالا قويا يكون من الصعب تجسيد هذا الخيال فى السينما.
هل هناك تفكير فى استكمال كتابة سيرتة الذاتية؟
الوحيدة التى تستطيع فعل هذا هى والدتى وأنا لا اعرف هل هى تحب أن تعمل ذلك أم لا انا لو كتبت سأكتب انطباعاتى عنه.
توفى يوسف ادريس فى سن 60 هل كان يعانى مرضا تسبب فى وفاته؟
كان عنده القلب لكن كان يعيش حياته بشكل طبيعى لم يكن يعانى من مضاعفات خطيرة لكن حدث أن وقع على الأرض فخبطت رأسه فى لوح زجاج مما تسبب له فى نزيف داخلى ، توفى على آثرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.