الانتماء هو الذى يقف ضد حلم الهجرة.. هذه باختصار هى الحقيقة التى تبرر ازدياد حلم الهجرة وانتشاره بين أبنائنا. وحول تنمية الانتماء أقامت لجنة ثقافة الطفل بالتعاون مع لجنة التربية التابعين لوزارة الثقافة مائدة مستديرة تحدثت فيها نجلاء علام رئيس تحريرمجلة «قطر الندى» عن دور مجلتها وآلياتها فى مساندة الانتماء فقالت: إن أى مجلة تضع رؤية عامة ومنها كيفية معالجة قضية الانتماء بتعريف الطفل بالمناسبات الوطنية فنعتمد على القصص السردية والشعر وذلك ونقدم بابا عن المحافظات المختلفة بهدف تعريف الطفل بالأماكن السياحية الشيقة داخل كل محافظة، بالإضافة لأهم الشخصيات التى خدمت مصر. ومن أهم أولويات مجلات الأطفال الوطنية التركيز على حضارتنا وغرس أثر الحضارة المصرية التى لم تتغير شخصية المواطن فيه رغم الاحتلالات المتكررة، و«قطر الندى» نفسها الشخصية الرئيسية ليست مثالية لكنها تسعى لغرس القيم فى نفوس من حولها، والمجلة من أول صفحة لآخر صفحة يحررها أطفال، فالطفل يحتاج إلى ثقة شديدة ليتجاوز القهر. وتضيف أن «قطر الندى» نجحت فى أن تقول للطفل أنت منتم لهذا الكيان والانتماء يبدأ بالمشاعر وينتهى بالعمل. وأضاف يعقوب الشارونى كاتب الأطفال وعضو لجنة ثقافة الطفل أنه لابد من استغلال الأعياد الوطنية فى ربط الطفل بالوطن بالحديث عن شخصيات مثل عبد المنعم رياض وهدى شعراوى وغيرهما. بينما أشارت إيمان بهى الدين مديرة إدارة الإعلام بالمجلس العربى للطفولة والتنمية وعضو لجنة ثقافة الطفل أن لدينا أجيالا كثيرة فقدت الانتماء، وقد قيل إن الوطن لم يعد يقدم شيئا للمواطنين لينتموا له لكن الثورة كشفت وجود انتماء حتى لدى الطبقات المهمشة والسبب فى اهتزاز الانتماء غياب القدوة والتاريخ المشوه. وقالت لابد من إعادة النظر فى منظومة التعليم والمناهج مضيفة أن الدراما عليها دور فى تكريس الانتماء ونحتاج لرؤية عامة استراتيجية بحيث نعيد زرع الإنتماء ونحترم القدوة ونحترم زعماءنا ونعيد تسليط الضوء على ربط الإنتماء بالوطنية. وأشارت شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير إلى تراجع دور اللغة العربية أمام (العربيزى) وهى العربية المكتوبة بحروف انجليزية معتبرة ذلك دليلا قويا على تراجع الانتماء، موضحة أن المدارس الدولية فى مصر (الانترناشونال) أدت إلى نشوء جيل لا يعرف كيف يكتب بلغة عربية صحيحة، مؤكدة أن المناهج العربية الحالية غير قادرة على جذب الطلاب مما دفع يعقوب الشارونى إلى القول بأن على مديريات التربية والتعليم التركيز على التفتيش على المدارس وضرورة الاهتمام باللغة العربية مؤكدا أن أول ما فعله اليهود لإحياء الانتماء الوطنى والقومى فى الدولة العبرية هو إحياء اللغة العبرية القديمة (اليشيدية) وأشارت عزة القضا المذيعة بالبرنامج الثقافى بالإذاعة إلى دور الأغنية الوطنية فى إحياء الإنتماء مضيفة أن الأطفال المصريين غير متأثرين وجدانيا بالحرب على الإرهاب بسبب غياب الأغنية التى توقظ الحماسة.