كشفت وثائق سرية بريطانية النقاب عن أن الجيش الأمريكي وضع في الثمانينيات من القرن الماضي خطة عسكرية وُصفت ب»المرعبة» للتدخل في الدول الأخرى دون إذن حكوماتها لتحرير الرهائن الأمريكيين من أيدي الإرهابيين. وأشارت وثيقة لوزارة الدفاع البريطانية حصلت عليها «الأهرام» إلى أن قوات خاصة بالجيش الأمريكي أجرت بالفعل على تدريبات لتنفيذ عمليات تدخل في إطار خطة أطلق عليها «خيار العالم الثالث». وأعدت الخطة في عام 1986، أي في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان، وتم طرحها خلال لقاء في وزارة الدفاع البريطانية في 16 ديسمبر من ذلك العام بين ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ومسئولين عسكريين بريطانيين. ووفق «خيار العالم الثالث»، فإنه كان سيتم إنزال قوات الجيش الأمريكي الخاصة في أحد مطارات الدولة المعنية لتمكينها من تحرير الأمريكيين مع أيدي خاطفيهم. وأبلغ الوفد الأمريكي البريطانيين بأن الجيش الأمريكي سوف يلجأ إلى هذه الخطة «في حالة وقوع حادث إرهابي يكون فيه هناك عدد معتبر من الرهائن الأمريكيين». وقال إن التدخل سوف يحدث عندما «لا تتمكن الدولة المضيفة غير قادرة أو غير راغبة في اتخاذ إجراء فعال لتأمين إطلاق سراح الرهائن». وحسب الوثيقة، التي حملت عنوان «سياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية»، فإن البريطانيين لم يرحبوا بالنهج الأمريكي المقترح في التعامل مع حوادث الاختطاف الإرهابية، وأشاروا إلى المخاطر العملياتية، أقلها بالنسبة للرهائن، والتوابع السياسية لمثل هذا النهج. وفي واحدة من هذه المراسلات بين الجانبين، وُصفت الخطة الأمريكية بأنها «مرعبة جدا». ولكن على الرغم من انزعاج البريطانيين، فضلت الخارجية البريطانية ألا تثير الموضوع مع واشنطن. يذكر أن هذه الوثائق هي ضمن مجموعة أكبر من الوثائق حصلت عليها «الأهرام» وتتعلق بسياسة المملكة المتحدة تجاه الإرهاب في الشرق الأوسط في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي.