لا ابالغ حينما ذكرت ان امى هى مصر فبطولتها فى تربيتنا انا واخوتى الاعزاء خير شاهد على ذلك وما تستحقه ليس فقط التكريم او حصولها على لقب الام المثالية ,ولكنها تستحق تمثال من ذهب وهو اقل القليل و لما قامت به منذ نعومة اظافرها فى خدمة اسرتها فهى كانت الاخت الكبرى ترعى شئون اخواتها وأمها المريضة وبعض من الاقارب , حتى وصلت لسن ال16 وتقدم ابى لخبطتها وهو بالجيش وكان وقتها ايام الحرب ولا يقيم معها لشهور امتدت ل 7 سنوات ولا يوجد دخل للانفاق وكانت تقيم ببيت العيلة ,الاكل بموعد والنوم بموعد فى هذا الكيان العائلى . وبعد أعوام من الكفاح والشقى كانت رزقت بالبنات والتى كان بمثابة معايرة وضغط عليها من أسرة زوجها لعدم انجابها ولد طيلة هذه السنوات تحملت فيها مالا يطاق من مضايقات لا حصر لها واختلاق مشكلات ولم تقتصر خدمتها على زوجها و أطفالها وفقط بل امتدت رعايتها الى والدته وأسرته فى عناء وجلد حتى مرت السنوات وتوفى والدى ونحن بالمصيف دون ان يتم الخمسين, فذبلت امى وكأنها كبرت 10سنوات عن عمرها الحقيقى ولم تصرخ او تنتحب وانما تحملت مسئولية اسرتها دون مساعدة من احد ولكنها أصرت على استكمال رحلة الكفاح الحقيقية لتربيتنا والحمد الله ربنا أكرمها في أولادها فنحن 5 اخوات بنات وشاب منهم الصحفية والمحاسبة والمحامى والمهندسة و قد انعم الله عليها بابنة من ذوى الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم . ولازال نهر عطاء امى مستمرا أعطاها الله الصحة والعافية والعمر الطويل وجزاءها الله خيرا عنا خير... تزوج البعض منا وكبرت أسرة أمى بالأحفاد وزادت مسئوليتها لتتخطى أسرتها الصغيرة الى عدة أسر ترعاهم بالحنان بقدر ما اوتيت من قوة ومرت علينا مناسبات واعياد لم نشعر بحلاوتها او بهجتها لعدم وجود ابى معنا ولكن يبقى الامل والحنان والاحتواء متمثلا فى امى . فكلمة الام المثالية لن تعبر عن ما نشعر به تجاهها او تقدرها التقدير الذى تستحقه ويوجد بمصرنا ملايين مثل امى يستحقون التكريم عن استحقاق وجدارة , ارى مصر متجسدة فى امى فهى رمز الصمود والمثابرة والكفاح رغم الصعاب هى بر الامان . لمزيد من مقالات سحر عبد الغنى;