«الجارديان»: الحرب تعمق جراح الاقتصاد الأوكراني    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في القمة العربية بالبحرين    القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا: روسيا غير قادرة على تحقيق اختراق في خاركيف    مصطفى شلبي يعلن جاهزيته لنهائي الكونفدرالية    وصول إلهام شاهين وعايدة فهمي افتتاح الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    النيابة تعاين موقع حريق مخزن مصنع شركة الأدوية بأسيوط الجديدة (احترق بالكامل)    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    "زراعة النواب" تطالب بوقف إهدار المال العام وحسم ملف العمالة بوزارة الزراعة    حدث في 8 ساعات| الرئيس السيسي يشارك في القمة العربية.. ومصر ترفض طلبات إسرائيلية    بالفيديو.. كواليس كوميدية للفنانة ياسمين عبد العزيز في حملتها الإعلانية الجديدة    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس    باسم سمرة يعلن انتهاء تصوير فيلم اللعب مع العيال    الهلال السعودي يراقب نجم برشلونة    شي جين بينغ بمناسبة قمة البحرين: العلاقات الصينية العربية تمر بأفضل فترة في التاريخ    وزارة الصحة: إرشادات مهمة للحماية من العدوى خلال مناسك الحج    مترو التوفيقية القاهرة.. 5 محطات جديدة تعمل في نقل الركاب    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    حريق في طائرة أمريكية يجبر المسافرين على الإخلاء (فيديو)    قرار حكومى باعتبار مشروع نزع ملكية عقارين بشارع السبتية من أعمال المنفعة العامة    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    كيف تؤثر موجات الطقس الحارة على الصحة النفسية والبدنية للفرد؟    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    هالة الشلقاني.. قصة حب عادل إمام الأولي والأخيرة    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    السفير المصري بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة هامة لتسويق المنتجات المصرية    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    شرطة الكهرباء تضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    التصلب المتعدد تحت المجهر.. بروتوكولات جديدة للكشف المبكر والعلاج    قطع مياه الشرب عن 6 قرى في سمسطا ببني سويف.. تفاصيل    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    جولة جديدة لأتوبيس الفن الجميل بمتحف الفن الإسلامي    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    أنشيلوتي يقترب من رقم تاريخي مع ريال مدريد    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهيان بن مبارك ل«الأهرام»:
نشر التسامح جزء من منظومة كبرى لمواجهة الإرهاب عالميا
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 03 - 2018

الدول فى حاجة إلى مراصد لتوثيق جرائم الكراهية والعنف التى ترتكب باسم الدين
تعلمنا من الوالد زايد أن تحقيق العدل والتعايش بين البشر مطلب أساسى لتحقيق التقدم

يؤمن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، بأن التربية والتعليم أساس مجتمع التسامح، وأن التسامح أكبر درجات القوة وزينة الفضائل، ويسعى إلى توضيح صورة الإسلام الحقيقية، باعتباره دين التسامح والمحبة والجدال بالتى هى أحسن، تبيانا لقوله تعالى: «..والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس..»، وكلمة خير خلق الله الخالدة: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
ويسعى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان من خلال وزارته إلى ترسيخ دور الأسرة فى خلق مجتمع التسامح المستدام فى الإمارات، ووقاية الشباب من التطرف، ونشر التسامح فى العالم، ويستعد من الآن للتواصل الإيجابى مع زوار «إكسبو 2020».
«الأهرام» التقت الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، حيث كان هذا الحديث الخاص، الذى وضع خريطة طريق لنشر فلسفة التسامح، التى يرى أنها تحتاج إلى منظومة كاملة تشمل مؤسسات التعليم ومؤسسات الإعلام وجميع مؤسسات المجتمع، العامة منها والخاصة.
وأكد وزير التسامح أن الإمارات شريك أساسى فى جميع الاتفاقات والمعاهدات الدولية التى ترتبط بنبذ العنف وتحقيق السلام فى العالم، حيث أصبحت مجتمعاً عالمياً، تلتقى فيه حضارات وثقافات العالم كله، وتسهم فى تعريف العالم كله بالتراث العربى الإسلامى، وعبقرية الدين الحنيف فى تحويل التنوع الإنسانى والعرقى بالمجتمعات الإسلامية إلى قوة خلاقة وإيجابية.. وإلى نص الحوار:


بداية، ماذا لو أردنا تعريف التسامح والتعايش من وجهة نظر وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان؟
يبدأ المفهوم بالتسامح الديني، فالدين له الأهمية القصوى فى حياة البشر، ولكننا فى الإمارات نأخذ بمفهوم أوسع للتسامح، بحيث يشمل احترام الآخر، بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو جنسيته أو ثقافته، كما يشمل التعايش السلمى مع ظاهرة التعددية فى الثقافات والجنسيات والأديان، وهى ظاهرة أصبحت علامة واضحة فى هذا العصر ، التسامح من وجهة نظرنا، وهو الانفتاح على الآخرين، والتعامل الإيجابى معهم، وتحقيق التعايش والسلام بين الجميع.
التسامح فى الإمارات تعبير عن التزام الدولة والمجتمع بمبادئ العدل والمساواة وحقوق الإنسان وسيادة القانون التسامح فى الإمارات يشجع الجميع على التعايش السلمي، يتبادلون الأفكار والتجارب، وينبذون الصور النمطية عن بعضهم البعض، والتى تؤدى إلى انتشار مفاهيم سلبية عن الجاليات والفئات والجماعات المختلفة.
باختصار شديد، التسامح فى الإمارات يتجسد فيما نراه أمامنا فى الدولة، من تعايش الجميع معا، فى سلام وأمان واستقرار ورخاء، بصرف النظر عن أية اختلافات فى الجنس أو العرق أو الدين أو الثقافة.
ويهمنى هنا أن أؤكد أننا ننظر إلى التسامح باعتباره واجبا إنسانيا وأخلاقيا، كما أننا ننظر إليه فى الوقت نفسه، وهذا أمر مهم للغاية، باعتباره عاملا رئيسا، لتحقيق مناخ اقتصادى ناجح المجتمع المتسامح من وجهة نظرنا هو مجتمع ناجح اقتصاديا، كما يتضح ذلك فى المسيرة الاقتصادية الناجحة فى الإمارات.
ما الرسالة والأهداف الأساسية لوزارة التسامح فى دولة الإمارات؟
وزارة التسامح هى وزارة جميع سكان الإمارات، المواطن والوافد، الرجل والمرأة، الوزارات والهيئات، الشركات والمؤسسات، وصولاً بإذن الله إلى جميع فئات السكان بما فيهم الأطفال والشباب والأسر وكبار السن وأصحاب الهمم والعمال الأجانب والجاليات المقيمة فى الدولة، بالإضافة إلى التواصل مع الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية المختصة، على نحو يدعم مبادئ التفاهم والحوار والتعايش السلمي، مع الجميع.
وعلى ذلك، فإن محاور وأهداف العمل فى الوزارة تؤكد أهمية بناء قدرات الدولة والمجتمع من أجل نشر التسامح وتحقيق منافعه الاجتماعية والاقتصادية المرجوة، بالإضافة إلى ترسيخ دور الأسرة فى جعل الإمارات مجتمعاً متسامحا على الدوام، هذا إلى جانب التركيز بصفة خاصة على تعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف.
ما خطة الوزارة فى تعزيز التسامح والتعايش السلمى بين من يعيشون على أرض دولة الإمارات؟
خطة العمل فى الوزارة تركز على مجالات عدة، هى التعليم والتوعية المجتمعية بالتسامح لجميع فئات السكان من المواطنين والوافدين، والتركيز فى ذلك بالذات، على الأسر والشباب، بالإضافة إلى تنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية وإدارة المسابقات الثقافية والرياضية، التى تجسد مفاهيم التسامح على أرض الواقع، إلى جانب تحقيق التواصل الإيجابى بين جميع الجاليات فى الدولة، وتشجيع الجميع على الإسهام فى حركة المجتمع والعالم.
يعيش على أرض دولة الإمارات عشرات الجنسيات والديانات والثقافات المختلفة فى توافق وتسامح وتعايش.. فى رأيكم كيف نجحت الإمارات فى خلق هذا التوافق؟
نجاح الإمارات كنموذج عالمى فى التسامح والتعايش السلمى بين الجاليات المختلفة أساسه ما لدينا ولله الحمد من قناعة وطنية قوية بأهمية ذلك من أجل تحقيق التنمية الناجحة فى الدولة، هذه القناعة بدأت مع مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو الذى تعلمنا منه أن تحقيق العدل والتفاهم والتعايش بين بنى البشر، هو مطلب أساسي، لتحقيق التقدم للفرد والرخاء للوطن، لقد تعلمنا من الوالد الشيخ زايد أن إتاحة الفرصة أمام الجميع للإسهام الكامل فى مسيرة المجتمع، هى السبيل إلى تحقيق التقدم الإنساني، وهى الطريق كذلك إلى مجتمع ناجح، فالإمارات تحظى بحمد الله بقيادة واعية وحكيمة وشعب منفتح على العالم، ومؤسسات وطنية قوية، واستقرار مجتمعي، وتشريعات ملائمة، بالإضافة إلى تمسكها بتعاليم الدين الحنيف، واعتزازها بتراثها فى التسامح والتعايش، وهناك كذلك دستور الدولة والتشريعات التى تكافح الكراهية والتعصب. كل هذا بالإضافة إلى ما توفره دولتنا من فرص اقتصادية مهمة تجتذب الآخرين إلى بلادنا، ويتمتعون لدينا بالمناخ المتسامح والمسالم الذى يسمح للجميع بالعمل والإنتاج والعيش فى أمان واستقرار. الإمارات بكل مكوناتها حريصه على توفير الحياة الكريمة لجميع السكان، فى إطار يحترم الإنسان ويحافظ على حقوقه ويسعى إلى أن يعيش الجميع حياة جيدة وسعيدة والحمد لله الإمارات هى الآن نموذج ناجح فى هذا المجال.
إلى أى مدى يمثل التعليم دوراً أساسياً فى نشر وخلق الوعى بأهمية التسامح بين الشعوب؟
ليس هناك شك فى أن للتعليم دوراً أساسياً فى تعميق الحوار والتواصل الإيجابى بين الشعوب، وكذلك فى تحقيق السلام والتفاهم والاستقرار فى كل ربوع العالم، ومن الواضح أن قراءة التاريخ الإنسانى تقودنا إلى حقيقة أن الناس فى كل مكان وزمان يخافون من المجهول، بل وينظرون إلى هذا المجهول فى كثير من الأحوال، باعتباره شيطاناً تجب مقاومته بكل السبل، ويتطلب التخلص من هذا الوضع التعرف على هذا المجهول، ودراسته والانفتاح عليه والتعامل معه، ويحدث ذلك بشكل أساسى من خلال التعليم الفعال، الذى يساعد على التعريف بخصائص كل شعب، ومعالم ثقافته وحضارته، وإزالة المخاوف من أن بعض الشعوب قد تمثل تهديداً لشعوب أخرى. وتعتبر إزالة الجهل بالآخر خطوة أساسية لنشر التسامح فى العالم، ومن خلال التعليم نستطيع مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والعنصرية، كما يمكننا التخلص من الصور النمطية السلبية السائدة عن بعض الشعوب أو الأديان.
فى ظل ما تعيشه دول كثيرة بالعالم من إرهاب كيف ترى الدور المفقود لتلك الدول فى مواجهة الإرهاب عبر نشر التسامح؟
الإرهاب كما نعلم هو استخدام العنف ضد الآمنين، وهو بذلك تهديد جذرى لكيان الدول، وكما نلاحظ، فإن الإرهاب يرتبط فى الدول المختلفة بأسباب كثيرة: سياسية، دينية، اقتصادية واجتماعية، الإرهاب أيضاً يعكس فكراً هداماً، يشجع على التعصب وعدم التسامح والحث على معاداة الآخرين. نلاحظ كذلك أن الإرهاب يختلف فى أشكاله ومستوياته من بلد لآخر، وبالتالى هناك حاجة ماسة للتعرف على الأسباب التى تجذب الإرهابيين أو المنظمات الإرهابية، فى كل دولة على حدة، ثم وضع خطط ملائمة للتعامل الفعال مع هذه الأسباب.
والتجارب العالمية تشير إلى أن أجهزة الأمن سوف تظل دائماً هى المسئولة بشكل أساسى عن مكافحة الإرهاب، كما أن ذلك أيضاً هو مسئولية جميع قطاعات المجتمع، بما فى ذلك الأسر، والمدارس والكليات والجامعات، والمساجد ورجال الدين، ووسائل الإعلام بما فيها من وسائل التواصل المجتمعي، وجميع المؤسسات العامة والخاصة فى كل دولة.
يجب أن يؤكد الجميع على مبادئ التعايش والتسامح فى المجتمع، وتحقيق انتماء الأفراد له، وحرصهم على قيمه ومبادئه، واحترام نظامه العام، والاندماج فى المسيرة الاقتصادية والاجتماعية فيه، هذا بالطبع بالإضافة إلى العمل على تحسين ظروف المعيشة فى المجتمع، والقضاء على الفقر، وإتاحة فرص النجاح أمام الجميع.
من الواضح كذلك، أن مكافحة الإرهاب تتطلب تعاوناً وتنسيقاً دولياً واسعاً، وهو الأمر الذى نراه يتحقق الآن باختصار، فإن العمل على نشر التسامح هو فقط جزء من منظومة كبرى لمواجهة الإرهاب حول العالم، وهى منظومة تتضمن جهوداً أمنية وثقافية واقتصادية واجتماعية وتعاوناً وتنسيقاً بين الدول، وهى جهود بطبيعتها تتحدد فى ضوء ظروف كل دولة على حدة.
ما رأيكم فى من يستغل الدين والعقيدة فى إشعال الفتنة والإرهاب بين البشر؟
عندما أرى البعض يستخدم الدين ستاراً للعنف أو نشر الكراهية أو الحث على مبادئ «نحن ضد الآخر»، فإننى أشعر بحزن شديد، لأن هذا الاستخدام الضال والسىء للدين يؤدى إلى آثار خطيرة فى العلاقات بين البشر، الأديان تدعو إلى المحبة والتعايش والسلام، ولكننا نرى البعض وقد حولوها إلى أداة للتعصب ونشر الكراهية، وهذه الظاهرة لا تقتصر على ديانة دون أخرى، أو على منطقة بعينها فى العالم، لأننا نجد أنها تنتشر بين أعداد قليلة من أتباع الديانات المختلفة، قاموا باختطاف الدين، والادعاء بأنهم أصحابه والحريصون عليه، هذه الفئات الضالة تستخدم الأديان فى نشر الأكاذيب وإشعال الفتن وتدعو إلى سوء معاملة الغير، وتزايد العنف ضدهم، هذه ظاهرة تهدد السلام العالمى، وتتطلب جهوداً مكثفة من جميع أصحاب النوايا الطيبة حول العالم، ولابد من وجود مراصد لتسجيل وتوثيق كل حالات الكراهية والعنف التى يتم ارتكابها باسم الدين، مع العمل على بناء تحالفات ناجحة، داخل كل دولة، وبين الدول نفسها، تضم الأفراد والمؤسسات، الذين يلتزمون بمواجهة هذه الحالات وتحليل أسبابها، ودوافعها والعمل على تطوير البنية المجتمعية بما يؤدى إلى القضاء عليها.
ما دور كل فرد بالمجتمع داخل وخارج دولة الإمارات فى نشر التسامح؟
نشر التسامح يتطلب وجود تعليم جيد، وتوافر معارف ومعلومات صحيحة ودقيقة عن الثقافات والحضارات والشعوب، ووعياً لدى الأفراد بأهمية التسامح فى مسيرة المجتمع، بالإضافة إلى تقوية بنية المجتمع ذاته، من قيادة حكيمة ومؤسسات قوية وتشريعات ملائمة، وحرص من جانب جميع مؤسسات المجتمع على تحقيق النجاح لكل السكان، فى هذا الإطار، فإن على كل فرد فى المجتمع أن يدرك تماما أن التسامح هو تعبير أصيل عن إنسانية الفرد، وأن الحكمة الإلهية فى اختلاف البشر، وأن يكون رافضاً للإرهاب أو للعنف كوسيلة للتعبير عن آرائه ومعتقداته.
هل يقتصر دور وزارة التسامح فقط على نشر مبادئها وأهدافها داخل دولة الإمارات، أم أن رسالة الوزارة تتطلع لدور أكثر اتساعا خارج حدود الإمارات؟
نعم، للوزارة دور مهم فى نشر ثقافة التسامح فى العالم، ووجهة نظرنا فى ذلك أن دورنا لابد أن يقوم على أساس أن دولة الإمارات نموذج يحتذى به فى التسامح. التسامح داخل وخارج الدولة أمران مرتبطان، ويتكاملان مع بعضهما البعض، نحن ولله الحمد أصبحنا نموذجاً يجرى دراسته والاستفادة منه بالمجتمعات الأخرى فى هذا المجال، والنشاط الدولى للإمارات فى مجال التسامح يشمل التعاون مع شعوب العالم ومع جميع المنظمات الدولية المهتمة بنشر التسامح فى العالم.
هل هناك أفكار متمثلة فى عقد اتفاقات أو بروتوكولات تعاون مع الدول المختلفة فى نشر سياسة التسامح والتعايش فى دول العالم المختلفة؟
دولة الإمارات شريك أساسى فى جميع الاتفاقات والمعاهدات الدولية التى ترتبط بنبذ العنف وتحقيق السلام فى العالم، نحن نعتز كثيرا بدورنا فى هذا المجال، وبأن دولتنا أصبحت وبحمد الله، مجتمعاً عالمياً، تلتقى فيه حضارات وثقافات العالم كله، ويأخذ بكل ما من شأنه تعزيز السلام والتعارف والتقارب بين شعوب العالم كافة.
نحن نرى كذلك، أن علينا واجباً ومسئولية كبرى فى تعريف العالم كله، بالتراث العربى الإسلامي، وأن نشرح للعالم، أن الإمارات هى امتداد ناجح، لما اتسمت به المجتمعات الإسلامية عبر العصور من تنوع فى الأجناس والأعراق، وكيف أن عبقرية الدين الحنيف قد جعلت من هذا التنوع قوة خلاقة وإيجابية، علينا تعريف العالم كله بأن التسامح والتعايش السلمى قيم إسلامية مهمة للغاية، كما أن الإسلام يمثل أساساً قوياً للحياة فى هذا العالم نحن نعتبر أن التواصل مع دول العالم المختلفة انطلاقاً من هذه المعطيات، هو أمر أساسى فى عمل وزارة التسامح، بل وفى عمل مجتمع الإمارات كله.
ما النصائح التى تقدمها معاليك لكل أسرة حتى تساعدها فى عملية تنشئة الأبناء على التسامح؟
إن العمل على تأكيد دور الأسرة فى تنشئة أبنائها وبناتها على مبادئ التسامح والتعايش السلمى، هو محور مهم فى عمل وزارة التسامح، نحن نتوقع أن يكون الآباء والأمهات نماذج تحتذى فى هذا الأمر، من خلال مساعدتهم لأولادهم على فهم هذه القيم الإنسانية النبيلة، حتى يكونوا بحق أعضاءا ناجحين فى المجتمع. نتوقع أن تركز الأسرة فى تنشئة أبنائها، على أن السلام والتسامح، هى مبادئ مهمة فى ديننا الإسلامي، نتوقع كذلك منها أن تتابع أنشطة أبنائها وبناتها على مواقع التواصل المجتمعي، والتأكد دائماً من ابتعادهم عن أية أفكار أو أنشطة هدامة.
عندما نتحدث عن التسامح والتعايش بين الشعوب ما هى أولى كلمات وأقوال تتبادر إلى ذهنك للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؟
أذكر دائماً ما قاله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو بالحرف الواحد: «نحن مسلمون ولا نتسامح؟.. هذا أمر غريب .. إن المؤمن يجب أن يكون رحيماً متسامحاً، أما القاسى فهو الذى لا يرحم»، لقد كان المغفور له الوالد الشيخ زايد يقول لنا دائماً: إن واجبنا فى الإمارات وفى العالم كله، أن نسعى إلى تحقيق الرحمة والعدل والتسامح والسلام كان يؤكد لنا دائماً، أن تحقيق ذلك هو متطلب أساسي، لتحقيق التنمية الناجحة فى المجتمع والعالم، وكان يؤكد لنا أيضاً، أن التشدد والتطرف والمغالاة، ظواهر بغيضة يجب مواجهتها بقوة، وأن التعايش والحوار هو السبيل إلى تحقيق الخير والرخاء للفرد والمجتمع والعالم كله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.