سهير طاهر :امرأة ذكرها الله تعالي في كتابه العزيز ولكن كانت من الكافرين لأنها لم تؤمن برسالة زوجها النبي لوط عليه السلام وما أنزل عليه, والأشد كفرا من عدم إيمانها أنها كانت تدعو القوم الظالمين إلي ارتكاب الفواحش, هي زوجة سيدنا لوط عليه السلام, قيل إن اسمها والهة. وقد ورد في كتاب من قصص الأنبياء عن قصة سيدنا لوط: أنه لما دعا قومه إلي عبادة الله وحده, ونهاهم عن إتيان الفواحش, وهم قوم ظالمون يعتدون علي الغرباء ويقطعون الطريق, ويخونون الرفيق, ويتواصون بالإثم, ولا يتناهون عن منكر, وقد زادوا علي هذا كله جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد, وجاهدهم لوط جهادا عظيما, وأقام عليهم حجته, فلم يؤمن به غير أهل بيته.. حتي أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا, كانت زوجته كافرة. خرج الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط, ولما بلغوا أسوار سدوم, كانت ابنة لوط واقفة, فسألها أحد الملائكة عن المنزل, قالت: مكانكم لا تدخلوا حتي أخبر أبي وآتيكم, أسرعت لأبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء. فلما رآهم سألهم: من أين جاءوا؟ وما هي وجهتهم؟ فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم فاستحي منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم علي وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد. قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية, غير أنهم لم يلتفتوا لقوله ولم يعلقوا علي كلامه, وعاد يسير معهم علي خوف, حدثهم أنهم خبثاء يفسدون في الأرض, ولكنهم لم يتراجعوا, صحب لوط ضيوفه إلي بيته, ولم يرهم من أهل المدينة أحد, ولكن لم تكد زوجته تري الضيوف حتي تسللت خارج البيت بغير أن تشعره. وأسرعت إلي قومها وأخبرتهم بضيوف زوجها الفتيان وشدة جمال خلقتهم وروعة أجسامهم وانتشر الخبر في المدينة. وجاء قوم لوط له مسرعين ووقفوا علي باب البيت, خرج إليهم لوط يعظهم ويرشدهم إلي ما خلق الله لهم من النساء فهن أطهر لكم كما أن الخالق جل علاه قد هيأههن لهذا الأمر, فاتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويري وعقابه شديد فاتقوه. بلغ الضيق ذروته عند لوط, فتحرك ضيوفه ونهضوا فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف نحن ملائكة ولن يصل إليك هؤلاء القوم ثم نهض جبريل, عليه السلام, وأشار بيده إشارة سريعة, ففقد القوم أبصارهم. التفتت الملائكة إلي لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج بهم إلا امرأته إنها كانت من الغابرين, وسوف يأخذها الله معهم لأنها كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم.