تأتى العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018 » فى أعقاب تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الجيش والشرطة بقطع جذور الإرهاب من سيناء فى أعقاب العملية الخسيسة الإرهابية التى شهدها مسجد الروضة فى بئر العبد بسيناء التى أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 مواطن فى أثناء أدائهم صلاة الجمعة. ونؤكد سيناء 2018 عددا من الدروس على رأسها جاهزية القوات المسلحة لأداء مهامها بنجاح تلك القوات التى حاول البعض منذ أكثر من سبع سنوات إشغالها عن مهامها الأساسية فى حماية الأمن القومى ومحاولات إرهاقها واستنزافها وتشتيت جهودها والنيل من قدرها أمام شعبها لتأتى تلك العملية لتؤكد أن الجيش المصرى استطاع أن يتصدى لهذه المحاولات بنجاح. وهو ما يفسر قول الرئيس إن ما حدث منذ سبع سنوات لن يتكرر، قاصدا بذلك محاولات إرهاق وإسقاط مؤسسات الدولة ونشر الفوضى وليس حجرا على حق المصريين فى المطالبة بحياة كريمة . أما الدرس الثانى فهو الرد العملى لمن ملأ الدنيا صياحاَ واعتراضاً مع كل صفقة سلاح تبرمها مصر بدعوى الأوضاع الاقتصادية لمصر وأن هناك أولويات أخري، حيث تأتى هذه العمليات لمواجهة المخاطر التى تحدث الرئيس والقوات المسلحة دوما عنها وأنها تهدد كيان الدولة المصرية فى ظل تموجات يشهدها الأقليم وتؤكد صدق الرؤية المصرية وأهمية تحديث القوات المسلحة وإمدادها بأحدث الأسلحة وكذلك تنويع مصادر السلاح حتى لا تقع مصر فريسة للابتزاز من هنا أو هناك وحفاظاً على استقلالية القرار المصري. الرسالة الأهم التى تبعثها تلك العمليات للخارج هى لتلك الأطراف التى تدعم تلك العناصر الإجرامية وتمولها وتقدم لها غطاء إعلاميا بأن مصر أمام ما يهدد أمنها لا تعرف الهزل أو التراخى وكذلك لمن حاول تطويق مصر واختراق علاقات أخوية قديمة لا تنفك عراها أبدا وحاول ايجاد موضع قدم له يهدد به امن مصر ولمن يحاول التحرش بمصر فى مناطق سيادتها الاقتصادية بعد معاهدة ترسيم الحدود فها هى مصر ترد عمليا بأنها لن تتوانى أو تتردد عن قطع تلك الأيادى التى تهدد مصالح مصر وسيادتها . الرسالة الأكبر لهذه العمليات هو التوقيت وأقصد به بالنسبة للرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يتقدم لانتخابات الفترة الرئاسية الثانية كان من الممكن أن يؤجل الرئيس هذه العمليات لما بعد الانتخابات رغبة فى توفير أجواء هادئة وهذا ما يفسر قول الرئيس «لست سياسا» وأنه لايعرف ألاعيب الساسة ودغدغة مشاعر الجماهير واللعب فى المناطق الرمادية وحسابات الشعبية والأصوات والرجل لم يكن فى حاجة لمن يشرح له أن أعمال رئيس الجمهورية هى السياسة بل كان الرئيس يقصد ذلك المعنى من السياسة لأنه اعتمد واستمر على نهجه فى سياسة المكاشفة والصراحة مع الشعب . الدرس الأخير من هذه العمليات أنها الحرب بل كل ما تعنيه حرب الدولة ضد مخاطر تهدد وجودها وتحتشد خلفها كل المؤسسات وتشارك فيها، فالقوات المسلحة وأفرعها وأسلحتها والشرطة المدنية تقوم بدورها فى حماية المنشآت الحيوية وإحكام السيطرة على المنافذ البرية لمنع تسرب أو هروب تلك العناصر الفارة والمذعورة ومن خلف الجميع شعب يعى أبعاد المعركة ومستعد لها من أجل خلاصه من كابوس الإرهاب.