عقب الإعلان عن تشكيل قوة التدخل السريع يوم الثلاثاء الماضى، سادت حالة من الرضا بين أغلب المصريين الرافضين لحالة الفوضى التى يشهدها الشارع خلال الفترة التى أعقبت ثورة 30 يونيو والتى يقوم بها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى ، خاصة مع ارتفاع وتيرة التهديدات?، وتعد قوة الانتشار السريع قوة ليست كغيرها من القوات الخاصة ..لأنها أكبر وأكثر وأعقد تسليحا فهى ترقى لمستوى قوات نظرا لضخامة القوات الموجودة بها والتى تضم أكفأ العناصر من المشاة الميكانيكى والمدرعات والدفاع الجوى والمدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات ، بالإضافة إلى عناصر الاستطلاع والشرطة العسكرية، وعدد من الطائرات المقاتلة والقوات الخاصة المجهزة للإبرار الجوى وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات لتنفيذ مهام خاطفة وجريئة بالتسرب البرى العميق أو الإبرار الجوى السريع طبقا لطبيعة المهام المكلفين بها . من الجدير بالذكر أنه لأول مرة تحدث فى تاريخ الجيش المصرى تخصيص عدد من الطائرات لقوة خاصة من الجيش حيث ستقوم بالخدمة فى هذه القوة بشكل مستقل. إن تشكيل القوات فى هذا الوقت يعنى تحول مصر من العقيدة الدفاعية التى يتبناها الجيش المصرى إلى العقيدة الهجومية ومواجهة الإرهاب أو أى تهديد فى الداخل أو الخارج، وتعد هذه القوة بمثابة الذراع الطويلة لمصر القادرة على الوصول إلى مناطق التهديد والمخاطر الموجهة ضد مصر فى أى وقت وفى أى مكان . وكان وزير الدفاع والإنتاج الحربى قد أعلن أنه تم تشكيل مجموعة من القوات الخاصة، للتدخل السريع لمواجهة التحديات والإرهاب الذى تتعرض له البلاد فى الوقت الراهن. وأوضح أن تشكيل مثل هذه القوات يعد الأول من نوعه فى الجيش المصرى. وتفقد الوزير اصطفاف قوات التدخل السريع المحمولة جوا ذات التشكيل الخاص والتى تتسم بالقدرات العالية وطبيعة العمل الخاصة وتسليحها وفقاً لأحدث نظم التسليح العالمية مما يمكنها من الانتشار والتدخل السريع لتنفيذ كافة المهام بالتعامل مع الأهداف النمطية وغير النمطية والوصول إلى مسارح العمليات داخل وخارج البلاد فى أسرع وقت ممكن باحترافية وتحت مختلف الظروف بما تمتلكه من إمكانات نيرانية وقتالية عالية والقدرة على المناورة وخفة الحركة. وألقى اللواء أ.ح توحيد توفيق قائد المنطقة المركزية العسكرية كلمة أشار فيها إلى جهود القيادة العامة للقوات المسلحة على تطوير وتحديث التشكيلات والوحدات وتزويدها بأحدث المنظومات القتالية التى تمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة عالية. واستمع وزير الدفاع لعرض تقرير الكفاءة القتالية للتشكيل الجديد والذى يضم أكفأ العناصر من المشاة الميكانيكى والمدرعات والدفاع الجوى والمدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات بالإضافة إلى عناصر الاستطلاع والشرطة العسكرية وعدد من الطائرات المقاتلة والقوات الخاصة المجهزة للإبرار الجوى وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات لتنفيذ مهام خاطفة وجريئة بالتسرب البرى العميق أو الإبرار الجوى السريع طبقا لطبيعة المهام المكلفين بها. وقام وزير الدفاع بتفقد القوات المصطفة والوقوف على المستوى المتميز والروح المعنوية العالية، وأشاد بالجهد الذى يبذله رجال القوات المسلحة فى التدريب للارتقاء بالكفاءة القتالية والبدنية بما يتناسب مع المهام والواجبات المكلفين بها، مشدداً على ضرورة بذل أقصى جهد لمجابهة التهديدات والتحديات التى قد تواجه الوطن وأمنه القومى. وأوصى على ضرورة التوسع فى أساليب التدريب القتالى ودراسة كافة المخاطر والتهديدات الإرهابية المحتملة ضد الأهداف والمنشآت الحيوية وكيفية التصدى لها بالأسلوب الأمثل والتدريب الجاد على هذه النوعية الخاصة من المهام باستخدام أحدث البرامج والتطبيقات التى تحقق لهم الواقعية والقدرة على تنفيذ المهام، وأوصاهم بالمزيد من الجهد للحفاظ على لياقتهم البدنية، والاهتمام بالصلاحية الفنية للأسلحة والمعدات وتوفير كافة الإمكانات للاهتمام بالفرد المقاتل لتظل القوات المسلحة قوية قادرة على تنفيذ جميع المهام التى توكل إليها لحماية الوطن وصون مقدساته. وأكد أن أمن مصر وسلامتها يكمن فى قوات مسلحة قوية وقادرة لبذل الجهد بكل تفان وإخلاص، مشيرا إلى حجم المسئولية الملقاة على عاتق القوات المسلحة خلال المرحلة القادمة، والتى تتطلب أداء وروحا معنوية عالية فى مواجهة الإرهاب لإعادة بناء الوطن واستقراره، مؤكدا أن مصر ماضية بكل قوة فى بناء دولة ديمقراطية حديثة ترضى جميع المصريين وتلبى مطالبهم وتطلعاتهم نحو المستقبل. وقدم الوزير الشكر لقادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة على ما بذلوه طوال المرحلة الماضية من جهود وطنية مخلصة، وما تحملوه من أعباء وتضحيات للحفاظ على تماسك الوطن واستقراره. وكشف مصدر عسكرى أن العربات الجديدة مدرعة ومصفحة ومصنعة بأيد مصرية بالهيئة العربية للتصنيع ومجهزة على أحدث مستوى تسليحى ومعيشى، لتأمين نقل الأفراد فى المناطق الملتهبة، مشيرًا إلى أنه تم البدء فى استخدام تلك السيارات بسيناء لنقل الجنود من وإلى الوحدات. من جانبه قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى والاستراتيجى ومدير مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية والأمنية، إن قوات الانتشار السريع بالجيش مسلحة بأحدث نظم التسليح العالمية للانتشار والتدخل السريع لمواجهة المخاطر والإرهاب التى تهدد المصريين فى الداخل والخارج. وأوضح أنها نوع من القوات الخاصة التى تتميز بصفات هى الأعلى تطورا ومعدات هى الأحدث فى القوات المسلحة المصرية، مشيرًا إلى أن الوحدة الجديدة خطط لها بشكل جيد منذ فترة، وتم اختيار عناصر من أفضل عناصر القوات المسلحة بمواصفات خاصة. وأضاف اليزل أنه تم تدريب هذه القوات تدريبا متميزا حتى يمكنهم مجابهة كل أنواع الاحتمالات والظروف التى يمكن أن تهدد أمن المواطنين. باختصار شديد.. إنشاء قوات التدخل السريع المحمولة جوا هو نقلة نوعية فى فكر القيادة العسكرية المصرية..أنت عندك حاليا قوة مش موجودة غير فى جيوش معدودة فى العالم أجمع. العصا الغليظة ويقول اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجى إن هذه القوة قادرة على حسم أى موقف يهدد الأمن القومى المصرى فى أى مكان، خاصة وأن هناك مخاطر كثيرة سواء فى الداخل أو فى الخارج باتت تهدد الأمن القومى. وتستهدف هذه القوة التعامل مع هذه المخاطر، والتصدى لها بقوة، كما أنها تعتبر العصا الغليظة التى ستكون فى مواجهة أى محاولة للتأثير سلبا على عودة الاستقرار للشارع المصرى. وأضاف سالم أن الحدود المصرية باتت تعانى من حالة توتر فالحدود الغربية مع ليبيا تشهد تواجدا لجماعات تكفيرية مما يستلزم وجود مثل هذه القوة لمواجهة مثل هذه المخاطر حال محاولتها المساس بالحدود المصرية. وحول تبعية هذه القوة العسكرية قال إنها ستكون وفق العملية التى توجه لها فستكون جزء من القيادة المحلية لمنطقة الحدث التى تقوم القوات بإدارة عملياتها بها، مثلها فى ذلك مثل قوات الاحتياطى الاستراتيجى . وأوضح اللواء نصر سالم أن هناك بعض المخاطر والتهديدات التى تستدعى نوعية معينة من القوات والتدريب والتكتيك، كما أن دور هذه القوة محدد طبقا للمهمة المكلفة بها حيث تستخدم الحجم المناسب من القوات والأسلحة المناسبة لطبيعة العملية، خاصة وأن قوة الانتشار السريع بها عدد كبير من القوات ومختلف الأسلحة. من جانبه قال اللواء محيى نوح الخبير الاستراتيجى إن هذه القوات كانت مطلوبة منذ فترة، وما يحدث حاليا من تهديدات يحتاج إلى قوة الانتشار السريع، لأنها تنتشر فى أى وقت وأى مكان ومستعدة بصفة مستمرة لمواجهة أى أخطار داخلية أو خارجية «على الحدود، كما أن القوة لديها نوعيات مختلفة من الأسلحة وتقوم على الأسلحة المشتركة وتشمل المدرعات وقوات من الصاعقة والمظلات. وأضاف اللواء نوح أن هذه القوة مدربة تدريبا على أعلى مستوى وتم اختيارها بشكل جيد جدا، وهى قادرة على الوصول إلى أى مكان، فما يحدث فى ليبيا من توتر، وما تقوم به حماس وحالة التوتر فى بعض دول الجوار كل هذا يمثل تهديدا لمصر يستلزم وجود قوات لديها جهازية عالية، تستطيع الوصول إلى أى مكان فى أى وقت. وأكد اللواء محيى نوح أن تشكيل هذه القوة لا يؤثر على عمل قوات الشرطة ودورها، فالشرطة بدأت فى التعافى والقيام بمهامها الخاصة بحفظ الأمن الداخلى، وهذه القوة لا يتضارب عملها مع عمل الشرطة نهائيا، خاصة وأن المرحلة الحالية تشهد مصر تهديدات غير مسبوقة مدعومة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وتركيا ولابد من مواجهة مثل هذه المخاطر والتهديدات بكل قوة، ومثل هذه العمليات تحتاج إلى نوعية مختلفة من التسليح والتدريب تختلف عن نوعية التدريب والتسليح لدى قوات الشرطة، لذا وجب إنشاء مثل هذه القوة. *** أول وزير للدفاع يتم اختياره طبقا للدستور الجديد أصدر المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية قرارا جمهوريا بتعيين الفريق أول صدقى صبحى سيد قائدا عاما للقوات المسلحة وزيرا للدفاع والإنتاج الحربى. هذا وقد أدى الفريق أول صدقى صبحى اليمين القانونية كوزير للدفاع ظهر الخميس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. والفريق أول صدقى صبحى من مواليد عام 1955، وقد تخرج من الكلية الحربية عام 1976 ضمن الدفعة 68 حربية، وتدرج فى الوظائف القيادية بسلاح المشاة من قائد فصيلة وحتى قائد فرقة مشاة، ثم عين رئيسا لأركان الجيش الثالث الميدانى فقائدا له، ليتولى بعد ذلك رئاسة أركان حرب القوات المسلحة فى 12 أغسطس عام 2012. وحصل الفريق أول صدقى صبحى على جميع الفرق الحتمية بسلاح المشاة، وحصل على درجة الماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وزمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، كما حصل على دورتى المشاة الأساسية والمتقدمة ودورة تخطيط التدريب ودورة كلية الحرب العليا البرية من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحصل سيادته على العديد من الأنواط والنياشين منها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، ونوط 25 أبريل، وميدالية اليوبيل الفضى لتحرير سيناء، وميدالية 25 يناير 2011، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى. والفريق أول صدقى صبحى قائداً ميدانياً من الطراز الأول ويظهر ذلك جليا خلال مسيرته العسكرية طوال مدة خدمته بالقوات المسلحة، وقد كان للفريق أول صدقى صبحى دوره العظيم أثناء وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 حينما كان قائداً للجيش الثالث الميدانى ونجح فى التصدى لأعمال الفوضى وتمكن من السيطرة على الانفلات الأمنى فى محافظاتالسويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر، بالإضافة لعقده العديد من اللقاءات مع القوى السياسية والحزبية وشباب الثورة فى مدينة السويس الباسلة وعند توليه منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة كان من أبرز اهتماماته الكفاءة القتالية واللياقة البدنية لبناء الفرد المقاتل القادر على أداء المهام المكلف بها تحت مختلف الظروف وبناء جندى القرن الواحد والعشرين القادر على أن يتواكب مع أحدث انظمة وتكنولوجيا العصر الحديث فى فنون القتال وأنظمة التسليح، كما كان له دور وطنى فعال قبل وأثناء ثورة الثلاثين من يونيو ورافق المشير عبدالفتاح السيسى فى تلك اللحظات الفارقة من تاريخ الوطن، هذا بالإضافة لدوره الكبير فى القضاء على الإرهاب بسيناء من خلال متابعته المستمرة وزياراته الميدانية لتفقد القوات بسيناء.