شهد العالم العربى خلال السنوات الماضية أزمات غير مسبوقة فى تاريخه الحديث أدت الى تفكيك مجتمعات ومؤسسات ودمرت 3عواصم عربية فضلا عن مئات الآلاف من الضحايا والمصابين والملايين من النازحين والمهاجرين واللاجئين ..والمفارقة ان ذلك أتى فى الوقت الذى أعقب ما يعرف بثورات «الربيع العربي» التى بشرت بنظم حكم ديمقراطية وسرعان ما تحول الى خريف او شتاء عاصف ..ومن حسن الحظ ان دولتين هما مصر وتونس استطاعتا ان يتجاوزا اى نزاعات مدمرة ونجحتا فى اعادة بناء الدولة فى ظل تحديات صعبة . التحديات والأخطار التى يواجهها العالم العربى وخاصة التحديات الأمنية ..وأدوار وتدخلات القوى الأجنبية وتنافسها على تسوية الأزمات ..طموحات ايران لبناء قدرتها النووية وتدخلاتها فى الشئون الداخلية للدول فضلا عن بث عدم الاستقرار فى مناطق الاضطراب العربية . تلك القضايا العربية والإقليمية هى محاور كتاب للسفير الدكتور السيد أمين شلبى بعنوان «قضايا عربية وإقليمية 2011-2017»والذى قدم له الدكتور على الدين هلال واعتبر ان فصوله سوف تسهم فى مزيد من الفهم للقضايا التى تعصف بالمنطقة منذ عام 2011. وفِى الجزء الأول من الكتاب حول الربيع العربى ومستقبله طرح ما تولد من حركات ثورية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعى وحشد المتظاهرين وتوزيع أجنداتهم وقد سقطت 4 ديكاتوريات راسخة مولدة أزمات سياسية لا يمكن التراجع عنها وإعادة تشكيل السياسة فى المنطقة وبالبحث عن مصادر الثورات قيل انها كانت نتيجة أزمة فى الحكم غير انه من الحقائق التى لا يلتفت اليها كثيرا فى بدايات الربيع للعربى ان الانطلاقة جاءت من المغرب العربى وتونس تحديدا. وتناول الربيع العربى وصداه العالمى وكيف تطورت الثورات العربية والتساؤل عن مصير ومستقبل هذه الثورات ومدى الحكم عليها حيث استعرض الكاتب تطورات ثورة يناير والتحولات السياسية المختلفة ما بعد الثورة مرورا بفترة حكم الاخوان وسعيهم لاخونة الدوله ثم جاءت ثورة 30يونيو وخارطة الطريق مشيرا ان الاخوان فشلوا فى حكم مصر وكان من اهم ما دفع الى ثورة 30 يونيو هو ادراك الشعب المصرى ان الاخوان يريدون تغيير هويتك الحضارية والثقافية. وفِى الجزء الثانى يستعرض الكتاب الجدل حول قوة عربية مشتركة «الضرورات والتحفظات «ودعوة مصر لفكرة تشكيل القوة العسكرية العربية المشتركة للتعامل مع التهديدات كما تم توضيح تجربة الناتو والاتحاد الافريقى راصدا ضرورات هذه القوة فى التعامل مع التهديدات التى واجهت الأمن العربى. وفِى الجزء الثالث طرح الكاتب توجهات السياسة الخارجية المصرية عبر اربعة عهود مختلفة الى ما بعد 30يونيو والاهتمام بالهوية العربية وان تكون مصر فى صدر الاهتمام وان تقود العالم العربى كما كان البحث عن التوازن فى العلاقات الدولية وبالنظر الى السياسة الخارجية المصرية بعد ثورتى 25يناير و30يونيو فقد كانت الدعوة لقيام مصر بالعودة لممارسة دورها الإقليمى. وفِى الجز ء الرابع تناول الكاتب ماذا بعد اتفاق ايران النووى والتساؤلات الدولية والعربية ومخاوف بين دول الخليج حول تأثير هذا الاتفاق على دور ايران فى المنطقة. اما الجزء الخامس والأخير من الكتاب فيستعرض دور القوى الأجنبية فى الأزمات العربية مشيرا الى تطورات الأزمة الليبية والتطورات فى سوريا والازمة اليمنية والسعى للتدخلات الدولية على خط هذه الأزمات والتى أخذت ابعادا مهمه إقليمية ودولية .