هل يسقط الضمير الإنسانى بالتقادم؟.. سؤال محورى دار حوله طوال ثمانين دقيقة العرض المسرحى «تلك الليلة».. فى مسرح الهناجر.. طرح السؤال داخل نفوس الحاضرين, مع أول جملة نطق بها بطل العرض, وظل ملازما الجميع.. حتى النهاية. العرض يناقش خطأ خمسة من الشباب فى مقتبل حياتهم بالاعتداء على فتاة وهم تحت تأثير مخدر.. وبعد مرور عشرين عاما يقف خطؤهم مرة أخرى أمام أعينهم.. بعد أن صاروا رموزا فى مجتمعهم: قاض, ضابط, داعية, مطرب, ووريث عائلة عريقة.. كلهم من أصول اجتماعية بسيطة عدا الوريث.. ليطرح سؤال آخر: إذا مرت السنون, ولاحت الفرصة أمامك لإصلاح خطأ قديم.. هل تقتنصها وتصلح الخطأ؟ تعود الفتاة الضحية التى صارت أما لطفلة, تطلب متبرعا لابنتها التى تحتاج جراحة عاجلة لإنقاذ حياتها.. ويصبحون جميعا أمام فرصة ذهبية لإصلاح الخطأ بمنح الشابة التى هى ابنة أحدهم فرصة ثانية للحياة.. لم يقتنص أربعتهم الفرصة.. رأوا فيها محاولة لهدم ما وصلوا له بعد سنين عجاف.. فارتكبوا الخطيئة الكبرى.. قتلوا الفتاة الضحية.. بل وتمادوا فقلتوا سائق تاكسى ألقته الصدفة فى طريقهم فى «تلك الليلة». أشرف سرحان الوريث.. جسد ببراعة الصوت الإنسانى الذى يظل حيا وإن أخطأ.. مشهدى الافتتاح والختام وضع فيهما كل ما يمكن أن يأخذك إلى خارج اللحظة بحثا عن إجابة للسؤال.. سعيد مصطفى طالب الحقوق الذى تحول فى لحظة إلى داعية دينى يجد حلولا شرعية ملفقة لكل موبقاته.. شريف أبو هميلة المستشار الذى وضع نفسه فى قالب القانون ولا شىء سواه.. فتخلى بإرادته عن معنى إنسانى اسمه روح القانون.. إبراهيم غريب مطرب «السبوبة».. محمد نديم.. رجل الأمن الذى يتخلى عن إنسانيته لتطبيق القانون استخدم حركته وصوته فأجاد.. أما هايدى عبد الخالق فرغم قصر دورها فقد أجادت تقديم نموذج الفتاة الضحية التى تتحول لشرسة فى محاولة يائسة لإنقاذ ابنتها.. أما سيد عبد الخالق سائق التاكسى المكبل بهموم أسرته والذى ألقى به حظه التعس وسط المجموعة فى «تلك الليلة».. فقد شكل مع سعيد مصطفى «الداعية» خطا متصلا من الكوميديا الناعمة طوال العرض. المخرج محمد عبد الخالق أجاد فى إبراز عقدة النص الذى كتبه.. أجاد فى توظيف طاقات أبطاله جميعا.