تلك الليلة ... ليلة مقتل سائق تاكسى.. على يد ضابط شرطة وداعية شهير صاحب برامج فى التليفزيون و مستشار جليل له اسرة واولاد فى الجامعات الاجنبية . ما الدافع الذى يجبر هؤلاء على المخاطرة الى حد ارتكاب جريمة ؛ والتخلص من سائق تاكسى مسالم ؛ اوصل احدهم فى «مشوارا طويلا» لمنطقة بعيدة فى الاسكندرية ؛ اثناء ليلة مطيرة قارسة البرد ( ؟ ) هل بسبب الخوف الشديد ؛ من ان يكشف السائق اسرارا ؛ عرفها عنهم بالصدفة ؟ !! عن اجابة هذا السؤال و تفاصيل ليلة الخوف والبرد والاسرار ؛ و سائق التاكسى و زبائنه الكبار ؛ تدور فكرة مسرحية ( تلك الليلة) التى قدمها بنجاح ؛ مؤخرا على مسرح الهناجر بالاوبرا ؛ مجموعة من الفنانين الموهوبين فى عرض ممتع مميز . قام بشخصية سائق التاكسى ؛ الفنان الموهوب سيد عبد الخالق فى دور يقدم رؤية جديدة لشخصية السائق التى سبق وتألق فيها نور الشريف او احمد زكى وغيرهما من الذين اكتسبوا فى افلام الابيض والأسود لقب ( الشوفير ) . و من معانى كلمة ( الشوفير ) الفرنسية: السخان .. والمقصود انه الرجل المسئول عن تسخين موتور السيارة ؛ وتعنى السائق بالعربى. يلفت نظرى فى عدد من مذكرات الشخصيات الشهيرة؛ الجزء المكتوب عن سائق السيارة الخاص للكاتب الكبير او السياسى البارز صاحب الكتاب ؛ وهو جزء ان تأملته ستكتشف الى اى مدى كان السائق شريكا فى العمل و المشاوير المهمة و حافظ اسرار؛ وظل الاسرة ؛ ورفيق اجبارى على الطريق و صديق وحارس شخصى اذا تطلب الامر ! سائق التاكسى والسائق الخاص .. كلاهما شخصية درامية حازت البطولة فى كتب وافلام واثبتت وجودها امام الجمهور على المسرح ابتداء من اعمال بديع خيرى الخالدة ( انتى جاية اشتغلى ايه ؟؟؟ سواق .. سواااق ) . فى كتابه الاكثر شهرة فى العالم ( سيكلوجية الجماهير ) يقول المؤلف الفرنسى جوستاف لوبون ان الناس على مر العصور تكون فى قمة السعادة اذا وفرت لها الخبز و العروض المسرحية الممتعة ! و بالفعل تستطيع ان تجد تلك السعادة تغمرك ؛ وانت تتابع مسرحية ( تلك الليلة )؛ كعرض مفعم بالانسانية متقن الصنع عميق المعنى؛ يستحوذ على مشاعرك ببساطة و تحب ابطاله جميعهم فى وقت قصير . حتى لو كان كل الابطال على مسرح الاحداث خائفين ؛ اما من عودة الماضى ومعه اخطاؤه الكبيرة ؛ او خائفين من مستقبل مجهول يهدد طموحهم المادى ووضعهم الاجتماعى أويهدد حياتهم نفسها . الكل تجمعهم ليلة واحدة ومكان مشترك و تفاصيل واقعية ؛ هى حقيقة الانسان وطبع الزمن . محمد نديم ( الضابط ) اشرف سرحان ( رجل الاعمال ) سعيد مصطفى ( الداعية ) شريف ابو هميلة ( سيادة المستشار) ابراهيم غريب ( قام بدور المطرب ) هايدى عبد الخالق ( قامت بدور الراقصة ) مع فريق عمل المسرحية ؛ موسيقى وديكور و اضاءة ؛ جميعهم نجوم يستحقون التحية ؛ بقيادة المخرج محمد عبد الخالق صاحب الفكرة و السيناريو ؛ ويكفى انهم قدموا ببراعة (تلك الليلة ) التى تسعد القلب وتدعو العقل لاعادة التفكير !! احد الدروس المستفادة بعد مشاهدة العرض ؛ انه اذا نسيت «الموبايل» فى سيارة تاكسى ووجده السائق وفتح الرسائل والصور و استمع الى التسجيلات الصوتية ؛ يستحسن ان تفكر فى طريقة اخرى غير قتله .. الجريمة لا تفيد و السواق عنده عيال .. الافضل تسلم نفسك او (تضرب باسبور فى السريع ) وتاخد فى وشك او تختفى كام سنة وتكتب على باب بيتك: (الشقاوة فى دمنا .. والستر من عند ربنا ) !