كان طفلا صغيرا لم يصل بعد إلى السابعة من عمره، يلهو مع جيرانه من الأطفال، ولم يكن يعلم أن القدر يخبئ له مفاجأة تقلب مسار حياته، ففى لحظات معدودة، بترت ساقه اليسرى كاملة، وتشوهت اليمنى، ورغم ذلك يواصل الطفل مصطفى محمود فتحى دراسته بالمعهد الازهري، وجعل من القرآن طبيبا له، ومن الإيمان طاقة ايجابية جعلته يمارس حياته مثل كل الأطفال، يركب الدراجة بساق واحدة، ويمارس السباحة، ويتفوق فى الدراسة. وعن حكايته تحدث قائلا: تعرضت لحادث «كراكة» وأنا فى سن السابعة من عمرى كانت هذه الآلة تقوم بتنظيف الرياح الناصرى، حيث كنت أقف مثل زملائى مع الأطفال نلهو ونلعب، إلا أننى أنجرفت من فوق تبة عالية إلى أسفل، فصدمت «باسنان» الكراكة، مما ادى إلى بتر ساقى اليسرى فى الحال، و«ترقيع» اليمنى. وعن حياتهم قال: لا نملك بيتا نعيش فيه، وأسرتى تتكون من والدى ووالدتى وثلاث أخوات، كلنا فى مراحل التعليم المختلفة، والدى يعمل «فلاحا أجيرا»، ولا نملك قوت يومنا، ونعيش فى غرفة بالإيجار فى قرية بنى سلامة خلف الرياح الناصرى بمنطقة منشأة القناطر، التى تبعد كثيرا عن المرافق وعن المعهد الأزهرى الذى أتعلم فيه. وأضاف مصطفى: يوميا اقطع مسافة تتعدى أكثر من 2 كيلو متر من القرية إلى غرب الرياح الناصرى والعكس، لكى أكمل تعليمى، والإعاقة لم تؤثر على حماسى لاستكمال تعليمى، بل أعطتنى حافزا للتفوق والعمل لكى أجتهد مثل باقى زملائى وادخل الفرح والسرور على أسرتى. وأكمل: لا أعرف اليأس أو الملل، وقررت ألا تقف إعاقتى حائلا أمامى، فهذه إرادة الله سبحانه وتعالى أن أكون بدون ساق، وله فى ذلك حكمة لا نعلمها، ولكن ما أعلمه جيدا هو أنه اختبار من المولى عز وجل، لذلك أمارس حياتى مثل بقية الأطفال، فانا أركب الدراجة وأمارس السباحة مثلهم تماما، وأيقنت أنى لست وحدى ذا إعاقة، فجميع الناس لديهم إعاقات متفاوتة، فالخوف إعاقة، والخجل إعاقة، والتردد إعاقة، واتمنى أن أواصل دراستى وأعمل حتى استطيع أن أرد الفضل لأسرتى. وقال مصطفى إنه يضطر لمساعدة والدته فى عملها عندما يتعرض والده للمرض أو الإصابة، حتى يستطيعا توفير احتياجاتهم الرئيسية من المأكل والمشرب. ويطالب مصطفى وزارة التضامن الإجتماعى بتوفير مسكن مناسب لأسرته، ومعاش له، وتركيب ساق صناعية حتى يستطيع الذهاب إلى المعهد ومواصلة دراسته، ومساعدة والده فى العمل.