"أكل العيش دفعنى للتغلب على الصعاب و تحدى إعاقتى" كلمات غلفها الأمل رددها أحد الأشخاص الذى ولد بأيد دون أصابع، حيث الأمل فى الله و الرغبة فى العيش والرضا بكل حال كانت أسباباً قوية دفعت الكثير منذوى الإعاقة لممارسة الأعمال الصعبة التى يعجز عن ممارستها الأصحاء.
" الإعاقة ووفاة والده ووالدته" لم تستطع أن تؤثرفى شخصية تحدت نفسها وأصرت على مواصلة التقدم وتمسكت بالأمل لآخر لحظة فى حياتها،إلا أن الفقر كان بمثابة الصداع الذى يدق فى رأس الشاب الذى وجد نفسه بين سبعة منأشقائه ليس لهم أى دخل سوى اثنين منهم موظفين بوظائف لا تدر عليهم إلا جنيهاتمعدودة، الأمر الذى جعل الشاب المعاق يواصل كفاحه ويعمل "عجلاتى" رغم إعاقته فى محاولة منهم للبحث عن لقمة عيش حلال تكفى أشقاءه.
"عبد العال" ولد بأيد دون أصابع فى مواصلة حياتهبطريقة طبيعية، بل كانت أسبابا قوية دفعته إلى الإصرار على النجاح ليثبت أنالعزيمة والإرادة تجعل كل حلم ممكنا ، حيث تحدى إعاقته ومارس مهنة " عجلاتى" .
"الفجر " إلتقت "عبد العال " قائلاً: ولدت بأيد دون أصابع، إلا أن ذلك لميمنعى من مواصلة حياتى بطريقة طبيعية، وبدأت أذهب إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريممع باقى أطفال القرية فى محاولة من أسرتى لأكون شيخاً حاملاً لكتاب الله.
وأستكمل أشهر عجلاتى بدون أصابع ، ببلوغى السادسة من عمرى كنت أشاهد الأطفال يهرعون إلى الأزهر الشريفلتلقى العلوم الدينية، خاصة أن التعليم الأزهرى هو الأكثر إنتشاراً بين أبناءالصعيد لنزعتهم الدينية القوية، و رغبة أسرتى فى الذهاب مع أطفال القرية إلى معهدشطورة الازهرى لتلقى العلم به كانت الدافع الأساسى فى مواصلة تعليمى، رغم أن أصابعيدي العشرة غير موجودة .
و أوضح عبد العال ، تمسكت بالتعليم لآخر لحظة وأصررت علىالدخول فى المرحلة الإعدادية التى اجتازتها وانتقلت منها إلى الثانوية والتحقبالقسم الأدبى، لأن كليات الطب والصيدلة والهندسة ليس لى مكان بها، وما إن حصلتعلى الثانوية الأزهرية حتى التحقت بإحدى معاهد القراءات بالصعيد .
لن يختلف إصرار "عبد العال " على تحدى الإعاقة وممارسة عمل صعب يدير به دخلاُ لأسرته عن إصرار " السيد النجار " الذىيعمل أشكال متعددة من الأخشاب ، حيث يصنع الأبواب الخشبية و الترابزات و الكراسىوغيرها ، ويعمل كل هذا و هو فاقد عينيه . و أوضح " النجار " أن إعاقة بصرى لن تمنعنى عنمممارسة مهنة أبى و أجدادى ، موضحاً أن تلك المهنة يمارسها أولادى الأن و من بعدىو منذ أن فقدت بصرى و أن مستمر فى تلك المهنة لإنها هى العائد الوحيد لى ولأسرتى .
صوت " النجار " و هو يؤذن يجذب سمع الجميع لهفنبرة صوته تجمع المصليين بمسجد الأزهر القريب من منزله ، وهذا ما أكده أحد جيرانه.