وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17-5-2024 بالصاغة    «القاهرة الإخبارية»: تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي    الأونروا: عدد النازحين من رفح تجاوز 630 ألف مواطن    الأحد.. محمد النني يودع جماهير آرسنال    تحرير 179 محضرا تموينيا في حملات مكبرة على الأسواق والمخابز بالمنوفية    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    آخر كلمات الإعلامي الرياضي أحمد نوير قبل رحيله.. لحق بوالدته بعد 4 أشهر    عيد ميلاد عادل إمام.. قصة زعيم تربع على عرش الكوميديا    تكريم فتحي عبد الوهاب وسلوى محمد علي في ختام «الفيمتو آرت للأفلام القصيرة»    أحمد السقا يطمئن الجمهور على الحالة الصحية لأحمد رزق.. ماذا قال؟    تصدير 25 ألف طن بضائع عامة من ميناء دمياط    افتتاح عدد من المساجد بقرى صفط الخمار وبنى محمد سلطان بمركز المنيا    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    كيف ينظر المسئولون الأمريكيون إلى موقف إسرائيل من رفح الفلسطينية؟    أدنوك تؤكد أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي لإتاحة فرص مهمة لقطاع الطاقة    خدمة في الجول - طرح تذاكر إياب نهائي دوري الأبطال بين الأهلي والترجي وأسعارها    مؤتمر جوارديولا: نود أن نتقدم على وست هام بثلاثية.. وأتذكر كلمات الناس بعدم تتويجي بالدوري    حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار في أسبوع    هيئة الإسعاف: أسطول حضانات متنقل ينجح في نقل نحو 20 ألف طفل مبتسر خلال الثلث الأول من 2024    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    باقي كم يوم على عيد الأضحى 2024؟    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    ضبط سائق بالدقهلية استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بدعوى توظيفها    20 جامعة مصرية ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم لعام 2024    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    كولر: الترجي فريق كبير.. وهذا ردي على أن الأهلي المرشح الأكبر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    إيرادات فيلم عالماشي تتراجع في شباك التذاكر.. كم حقق من إنطلاق عرضه؟    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    خريطة الأسعار: ارتفاع الفول وتراجع اللحوم والذهب يعاود الصعود    وزير الإسكان: انتهاء القرعة العلنية لوحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    أيمن الجميل: مواقف مصر بقيادة الرئيس السيسي فى دعم الأشقاء العرب بطولية.. من المحيط إلى الخليج    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    متحور كورونا الجديد الأشد خطورة.. مخاوف دولية وتحذير من «الصحة العالمية»    وفد اليونسكو يزور المتحف المصري الكبير    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    بطولة العالم للإسكواش 2024.. هيمنة مصرية على نصف النهائى    افتتاح تطوير مسجد السيدة زينب وحصاد مشروع مستقبل مصر يتصدر نشاط السيسي الداخلي الأسبوعي    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    سنن يوم الجمعة.. الاغتسال ولبس أحسن الثياب والتطيب وقراءة سورة الكهف    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلت.. وبقيت مصر!.
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 12 - 2017

ساعات.. هى فى الزمن المنزوع منه البركة لحظات.. ويرحل عام 2017 ويجىء 2018.. ونسأل الله أن يكون 17 المتبقى منه لحظات أو ساعات.. هو آخر السنوات السبع العجاف.. «المنقوعين» فى الفوضى «الخلاقة» التى عاشتها مصر من 2011 والتى رأت فيها مصر.. ما لم تكن يومًا تعتقد أنه سيحدث فى مصر ولمصر!.
أصعب سبع سنوات رأتها مصر.. بدأت بثورة على نظام.. تنادى برحيل النظام.. كما يحدث وقتها فى تونس.. وحدث لاحقًا فى سوريا وليبيا واليمن.. والذى أسمته أمريكا الربيع العربى.. وتلقفت وقتها النخب.. المصطلح القادم من الغرب والمطلوب تمريره للعرب!.
ولم يمض وقت على بداية السنوات السبع «الرهيبة».. إلا واكتشف المصريون.. أن الربيع العربى هدفه الأساسى مصر.. وأن الهدف الحقيقى له إسقاط الدولة وليس رحيل النظام فى مصر.. وأنه لابد من تحقيق ذلك.. ولو أدى الأمر إلى تدمير كل مصر!.
حرب حقيقية تم إعلانها على مصر.. تتعاون فيها أجهزة مخابرات أكبر دول أوروبا.. وتعاونها إيران وتركيا وقطر.. والتنفيذ فى الداخل تتولاه «الجماعة».. وتكليفات لشباب سبق تدريبه فى الغرب.. بالتعاون الوثيق مع «الجماعة» ومع أسماء حصلت على لقب «نخبة».. وأغلبها هبط فجأة علينا.. مثل «القوات المحمولة جوًا»..!.
... وبدأت «الحفلة» التى تنقل الجزيرة «تفاصيل» تفاصيلها على الهواء مباشرة على مدى ساعات اليوم.. ومن ملامحها الأولى.. وضح ما يسعون إلى تحقيقه فى ساعات.. وإن تعذر.. فلابد أن يتم فى أيام!. المطلوب إسقاط مؤسسات الدولة.. لأجل أن تَتِمَّ الفوضى.. والهدف الأساسى الجيش.. وبسقوطه.. لا قدر الله.. تصبح الفوضى.. بحور دم فى ربوع المحروسة.. قد ينتهى الزمان قبل أن تجف الدماء!.
فَكَّرُوا ودرسوا وحللوا وخططوا واعتمدوا مليارات الدولارات للتنفيذ.. مكروا ومكر الله والله خير الماكرين. صدق الله العظيم.. اعتقدوا أنهم على بعد ساعات من تنفيذ ضربتهم الرئيسية فى ربيعهم العربى والحصول على الجائزة الكبرى فيه.. مصر!. غاب عنهم أن المحروسة فى مَعِيَّةِ الله وآمنة بإذن الله!. غاب عنهم.. أن فى مصر شعبًا يجهلون «شيفرته»!. غاب عنهم.. أن للشعب العبقرى.. جيشًا أخبرنا عنه رسول الله من 1439 سنة.. بأنه خير أجناد الأرض!.
جيش مصر العظيم.. فَطِنَ لما خططوا له من أول لحظة.. وعرف أن إسقاط مصر مَطْلَبٌ غربى.. وتعامل مع الأمور على أنه يواجه دولاً.. وليس مجموعة الأسماء التى «تهتف» على قناة الجزيرة ليل نهار!. جيش مصر يدرك أن «الجماعة» والنشطاء والنخبة والمنتسبين والمستفيدين والمُهَيَّجِيْن.. هم واجهة.. تحركها وتمولها وتدعمها.. أجهزة مخابرات دول كبيرة!. جيش مصر عقيدته.. النصر أو الشهادة ولا شىء سواهما!. جيش مصر خلف قائده الأعلى.. ومع شعبه العظيم.. إلى أن نسف خطتهم فى 30 يونيو.. جيش مصر أسقطهم وحافظ على مصر من السقوط!.
ثلاث سنوات من السبع الرهيبة رحلت وأخذت معها «الجماعة».. لتبدأ مرحلة أخرى.. الإرهاب بطلها.. بدعم لا سقف له!. معركة بدأت من بعد 30 يونيو 2013 ولم تنته بعد.. لكنها ستنتهى بإذن الله!.
العبقرية المصرية فرضت نفسها وأملت إرادتها.. ومصر التى كانت معزولة عن العالم فى 2013.. هى مصر التى انتصرت على أمريكا 14/1 فى الأمم المتحدة من أيام!.
القيادة السياسية المصرية.. تعلم أن مصر تمر بالسنوات السبع «العجاف».. وتعى من تجارب التاريخ أن مواجهة السنوات «العجاف» يكون بأقصى جهد وأقصى عمل وأكبر مشروعات.. وليس بالمسكنات والدعم والكلام!.
القيادة السياسية المصرية.. خطتها عبقرية.. يد تحارب الإرهاب.. ويد تبنى المجد!.
المشروعات الاقتصادية العظيمة التى تم تشييدها فى الحرب وفى السنوات العجاف.. هى عبقرية مصرية بكل المقاييس!.
أشير هنا فقط إلى ما تم إنشاؤه من أيام.. ولن أتحدث عن قناة السويس الجديدة ولا محطات الكهرباء العملاقة التى أنقذت مصر من ظلام محقق ولا عن المليون ونصف المليون فدان استصلاح.. ولا كل مشروعات حماية أهالينا البسطاء .. من عمارات الأسمرات وغيط العنب.. بديلاً للعشوائيات.. إلى التأمين المادى برواتب ومعاشات ومؤخرًا تأمين صحى!. لن أتحدث عن بركة غليون التى تقدم 100 طن سمك يومى.. ولا الصوامع ولا محطة الضبعة ولا......
أشير فقط.. إلى أنفاق القناة الأربعة!. هدف مطلوب تنفيذه من بعد حرب أكتوبر 1973!. هدف استثمارى حتمى.. إن كنا نريد مشروعات فى سيناء!. هدف لابد منه.. لإنهاء المعاناة اليومية لأهالينا فى تنقلاتهم اليومية من وإلى سيناء!.
الإعجاز فى هذا المشروع ليس تحقيق الأهداف السابقة.. إنما!.
هذه الأنفاق.. قامت وتقوم بها أربع شركات مصرية: عمال ومهندسون وخبراء مصريون!.
حققنا ذلك ونحن فى حرب.. وفى زمن السنوات السبع العجاف!.
ساعات أو لحظات وترحل 2017.. آخر السنوات الرهيبة العجاف وتأتى 2018 ونسأل الله أن تكون بداية سنوات الأمن والأمان والخير والرخاء..
تحية إلى القائد الذى أنقذ مصر من «ربيعهم العربى» وحَمَى مصر من «إرهابهم العالمى».. وأعاد مصر إلى مكانها الدولى...
تحية لمن يُرْسِى قواعد المجد المصرى للغد وكل غد.. بخطة مشروعات اقتصادية واجتماعية فى كل المجالات.. بها ومعها.. تقف مصر على نفس الأرض التى يقف عليها كبار العالم!.
الرئيس السيسى.. شكرًا وتحيا مصر.
............................................................
السيد محافظ القاهرة فى تصريح صحفى منشور قال: إن عام 2018 سيشهد دخول الأوتوبيس «أبو دورين» لأول مرة مصر.. فى هيئة النقل العام بالقاهرة.. والبداية 12 أوتوبيسًا من أصل 40 تم التعاقد عليها.. بسعة 70 راكبًا للأوتوبيس الواحد.. على أن يتم توزيعها على الخطوط التى تشهد كثافة ركاب عليه.
وأضاف السيد المحافظ.. بأنه تم التعاقد على توريد 130 أوتوبيسًا جديدًا.. تعمل بالغاز الطبيعى.. ثمنها نصف مليار جنيه.. إضافة إلى 150 مينى باص.. ستدخل الخدمة فى أسطول هيئة النقل العام الذى يضم 3 آلاف أوتوبيس.. نأمل أن تكون عملاً مشجعًا للمواطنين على ترك سياراتهم واستخدام المواصلات العامة.. بما يخفف من الاختناقات المرورية.
واختتم المحافظ كلامه بقوله: يتم تركيب منظومة التتبع الإلكترونى لسيارات الهيئة.. التى شملت 200 أوتوبيس فى المرحلة الأولى.. تصل إلى ألف أوتوبيس فى النهاية.. والمنظومة تستهدف وضع الألف أوتوبيس تحت الرقابة والسيطرة الآلية على السائقين.. لرقابة الالتزام بالرحلات المقررة والوقوف فى المحطات المحددة ومواجهة الحالات الطارئة بتوجيه ورش إصلاح لها.
انتهى كلام السيد المحافظ.. وعلى ما جاء فيه أقول: شىء جميل أن نرى الأوتوبيس «أبو دورين» فى القاهرة.. إلا أن الأجمل.. هو رؤيته وسيلة نقل متحركة.. تنقل الراكب من مكان إلى آخر فى وقت محدد أو قريب منه.. يعلمه الراكب مثلما يدركه السائق.. وليس وسيلة نقل.. أقرب إلى الثابتة أو الزاحفة.. منها إلى المتحركة.. بسبب انعدام السيولة المرورية فى أماكن كثيرة.. وانعدام الرؤية الصحيحة لخريطة خطوط هيئة النقل العام.. القائمة على «قديمة».. لتجبر الأوتوبيسات.. على الدخول إلى شوارع.. يستحيل التحرك فيها.. على مركبة كبيرة الحجم مثل الأوتوبيس.. بما جعل ركوب الأوتوبيس.. مضيعة للوقت بكل المقاييس.. ودفع كل من يريد الوصول إلى هدفه.. لركوب الميكروباص.. الذى يحدد هو خطوط سيره بعيدًا عن الاختناقات.. وليس له محطات يتوقف فيها.. ويصل إلى هدفه من أقصر الطرق.. لأجل قطع أكبر عدد من الرحلات فى أقل وقت.. وحصد أكبر عدد من الركاب مع توفير أكبر قدر من الطاقة.. والراكب كل ما يريده.. الوصول إلى هدفه فى أقل وقت!.
خريطة مواصلات القاهرة.. اختلفت جذريًا عن زمان.. والشوارع التى كانت تنعم بالسيولة المرورية.. لم تعد كذلك!. ربما تسمح بعضها بالسيولة.. للسيارات الصغيرة.. لكن الأوتوبيسات لا.. و«أم دورين» خمسة لأ!. حقيقة تريد هيئة النقل العام الاعتراف بها!. هيئة النقل العام.. مصممة على دخول أوتوبيساتها إلى شوارع.. ما هو متروك لحركة السير فيها.. «زِيِقْ» ضيق.. على جانبيه باعة جائلون.. يفترشون جانبى الطريق الذى «كان»!.. ومطلوب من الأوتوبيس السير فى هذا «الزيق».. وبالطبع يتحرك «عجلة» ويقف إلى أن يفسح له أحد مساحة للتحرك فيتحرك لأجل أن يقف.. وكلما يتحرك «يُقَفْ»!. من هنا خرجت هيئة النقل العام من المنافسة فى 75% وربما أكثر من خطوطها.. التى منها خطوط الأوتوبيسات.. ليس فيها ركاب.. أو راكب أو اثنان.. بالتأكيد ليس «وراهم حاجة»!.
سؤالى هنا: لماذا لا نعيد النظر كليًا فى خريطة النقل العام بالقاهرة.. بطريقة مختلفة نحتكم فيها للواقع على الأرض فى الشارع.. ونُجَرِّب الاحتكام للحقائق المدعومة بالأرقام؟.
الطريقة المختلفة التى أقترحها.. خرائط مساحية للقاهرة الكبرى.. للوقوف على شوارعها الأساسية الرئيسية التى تشكل محاور حركة سير المركبات بمختلف أنواعها.. وبإجراء بسيط يمكن التعرف على القدرة الاستيعابية لهذه الشوارع.. على ضوء عَرْضِ كل شارع!. وببحث صغير نعرف التقاطعات التى تعترض هذه المحاور.. ونتعرف على الطرق المتفرعة من هذه المحاور.. مهم أن نعرف.. لأن كل تقاطع معناه إشارة.. وتوقف للحركة على هذا المحور.. وكل طريق فرعى.. يعنى.. دخول أو خروج.. مركبات إلى أو من المحور.. وكلاهما فيه إبطاء لسرعة المركبات.. الذى ينعكس على هذا المحور.
الخرائط ستوضح لنا الكتل السكنية.. التى يقوم كل طريق.. أساسى أو فرعى على خدمتها!.
الخرائط ستكشف لنا.. وبمعنى أوضح.. تفضح لنا انعدام التنسيق بين الجهات المسئولة.. لنكتشف أن الجهات المعنية بإعطاء تراخيص البناء.. الذى سيتحول إلى كُتَلٍ سكانية.. تحتاج إلى طرق لتحرك البشر الجديد الوافد للمناطق السكنية الجديدة.. هذه الجهات التى تعطى تصاريح البناء.. التى هى فى الواقع.. تصاريح قدوم بَشَرٍ جديد يعيش فى هذا المكان الجديد.. هذه الجهات وهى المحليات.. لا علاقة لها بالمرور.. الذى عليه أن يوفر سيولة مرورية فى الطريق الذى جاءت له إضافة بشرية جديدة وهو لا يعرف!.
أضرب مثالاً هنا لتوضيح الحكاية.. بطريق الأوتوستراد.. الموازى لكورنيش النيل.. ويربط حلوان بالمعادى ويمتد إلى أن يوازى صلاح سالم مرورًا بمنشية ناصر حتى مدينة نصر.
الأوتوستراد من 20 سنة فقط.. أحد لا يتوقع أن يشهد هذا الطريق أى زحام فى أى وقت.. طريق عريض يستوعب خمس حارات.. بدون تقاطعات تقريبًا.. لا اختناقات.. وكيف تجىء وعدد السيارات التى تستخدمه.. أقل كثيرًا كثيرًا.. من قدرته الاستيعابية!.
فجأة.. بدأت ملامح الأوتوستراد تتغير.. لماذا؟. لأن مئات تصاريح البناء.. تصدر يوميًا لبناء منشآت تعتمد كليًا على الأوستراد.. وكل منشأة.. فيها بشر.. «يعنى» سيارات.. والسيارات ذهابًا وإيابًا على الأوتوستراد.. وسنة بعد سنة.. وتراخيص بعد تراخيص.. السيارات التى تستخدم الأوتوستراد تتضاعف.. لأن المحليات التى تقرر إضافة تكتلات سكانية مطلوب من الأوتوستراد أن يخدمها.. لم يخطر على بالها يومًا.. أن هذا الأوتوستراد سيجىء عليه يوم.. لن يكون على أرضه متر واحد خالٍ من سيارة!.
غياب التخطيط بين المحليات والمرور والتخطيط العمرانى.. جعل محاور القاهرة وشوارعها.. بلا صاحب.. وهو الأمر الذى انعكس على فوضى مرورية.. آخر من يحاسب عليها المرور.. الذى لا يؤخذ رأيه فى تصاريح البناء.. التى كل تصريح منها عبء مرورى على طريق.. وفى الوقت ذاته.. توجه له كل الاتهامات عندما تهتز السيولة المرورية لهذا الطريق!.
قد يقول قائل.. ما دخل هيئة النقل العام بهذه القصص؟. دخلها.. أن السيولة المرورية تنعكس إيجابًا عليها!. دخلها.. أن تضع فى اعتبارها مواصفات كل خط أوتوبيس.. وأن تقوم بتعديلها فورًا إذا ما تغير حال الطرق التى يسير فيها الأوتوبيس.. وتغيُّر حال الطرق أمر محتوم.. لأن كل طريق له قدرة استيعابية لعدد السيارات التى تسير عليه.. ولابد من احترامها ومراعاتها.. وهذا لا يحدث.. لأن الذى يتحكم فى المسألة المحليات ولو هناك تنسيق مع المرور والتخطيط العمرانى.. يتم منع تراخيص البناء فى مكان ما.. لأن الطريق الذى يخدم هذا المكان.. لا يستطيع استيعاب سيارات جديدة!.
هيئة النقل العام لا يجب أن تبقى ضحية هذه الفوضى التنظيمية.. ومثلما كان أبورجيلة زمان.. لديه «مفتشين مطبات».. مهمتهم.. السير يوميًا بموتوسيكلات على خطوط أوتوبيسات أبورجيلة.. وأى مطب فى أى شارع يسير فيه الأوتوبيس.. يتم الإبلاغ عنه فورًا.. ومؤسسة أبورجيلة تَرْصِفُه فورًا على نفقتها.. لأن رصف حفرة.. أرخص من إصلاح «عفشة» الأوتوبيس.. هذه واحدة!. والثانية.. لأن كل خط أوتوبيس محكوم بوقت.. وكل محطة معلوم وقت وصول الأوتوبيس لها.. واحترام هذا الوقت.. احترام للراكب وضمانة أكيدة لكسبه زبونًا دائمًا.. لذلك مهم جدًا أن يبقى الطريق ممهدًا لضمان السرعة المطلوبة.. التى تخدم الوقت المحدد!.
أنا لا أطلب من هيئة النقل العام.. أن تفعل ما كان يفعله أبورجيلة.. لأن هذا الأمر مستحيل.. إنما أطلب منها أن يكون عندها مفتش «زحام».. وخط السير الذى أصبح فيه مكان أو منطقة.. تعيش خنقة مرورية مزمنة.. يتم الإبلاغ عنها.. لتعديل المسار.. لضمان أن يبقى الأوتوبيس الوسيلة الأولى عند الراكب.. وهذا يتحقق بعنصر الوقت ولا شىء إلا الوقت.. والاختناقات المرورية هى العدو الأول!.
هيئة النقل العام عليها أن تغير استراتيجيتها!. الأوتوبيسات تسير على المحاور الرئيسية فقط.. وأهم محور حاليًا الطريق الدائرى!. يمكن تقسيم الدائرى لأربعة محاور.. كل محور يخدمه خط أوتوبيس!. محاور صلاح سالم والكورنيش والأوتوستراد.. عليها أوتوبيسات تسير فى هذه المحاور.. دون أى دخول لطرق فرعية منها.. أو التفكير للدخول لوسط البلد أو العتبة مثلما هو قائم الآن!.
هيئة النقل العام عليها دراسة إدخال الميكروباص إلى أسطولها.. للتحرك فى شوارع القاهرة التى لا يسير فيها الأوتوبيس.. رمسيس والجلاء والهرم وشبرا وكل أحياء مصر!.
هيئة النقل العام.. بإمكانها دراسة الربط بين الأوتوبيس الذى يسير على المحاور.. والميكروباص الذى يتحرك فى الطرق والشوارع المتفرعة من المحاور أو المؤدية لها.. الربط بينهما بتذكرة موحدة لليوم الواحد.. بحيث يمكن للراكب الذى يركب الأوتوبيس على الدائرى.. عند مدينة السلام ويريد الذهاب إلى «وسط البلد».. فينزل على الدائرى قبالة ميدان لبنان.. وبعد خطوتين على قدميه.. يصبح فى ميدان لبنان ومنه يستقل «ميكروباص» النقل العام.. سواء بالتذكرة الموحدة.. أو تذكرة أخرى!.
خلاصة القول.. زمن الأوتوبيس انتهى فى شوارع كثيرة داخل القاهرة.. بسبب الزحام والاختناقات المرورية.. ومكانه الذى يضمن له المنافسة.. المحاور الرئيسية.. وأولها وأهمها الطريق الدائرى.. الذى يربط التجمع الخامس وما حوله.. ب6 أكتوبر وملحقاته.. بكل أطراف القاهرة من مصر الجديدة شرقًا وشبرًا الخيمة وأطراف محافظة القليوبية شمالاً والجيزة غربًا ومصر القديمة والمعادى جنوبًا...
هل بلغت.. اللهم فاشهد!.
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.