يحتفل كل عام العالم أجمع غربه وشرقه برأس السنة الميلادية، ولكن الاحتفال فى مصر «له شكل تانى» وخاصة عند الأقباط الأرثوذكس وهم يمثلون المسيحيين المصريين الأصليين ، أى أنهم فقط من يتبعون هذه الطقوس من صلاة وطعام وبعض الأشياء فالجميع يرتدون الملابس ذات اللون الأحمر سواء للذهاب للكنيسة أو الاحتفال داخل المنزل، إذ يرتبط هذا اللون دائما بالفرحة وبزى بابا نويل. والملاحظ أن احتفالات الأقباط بقدوم العام الجديد يغلب عليها الطابع العائلى وغالبا ما تبدأ بالذهاب الجماعى إلى الكنيسة باعتبار أن احتفالات رأس السنة طقس كنسى يتبعه كل الكنائس فى ذات الوقت بهدف تقديم كشف حساب عن السنة الماضية التى انتهت ووقفة مع النفس ووضع خطة لعام جديد مع الله ، ثم تستمر الاحتفالات فى المنازل طوال الليل وحتى الساعات الأولى من صباح أول أيام العام الجديد. الشماس « رامى « يقول لل «الأهرام» إن الأقباط لا يقتصر احتفالهم على يوم رأس السنة فقط بل يحتفلون بالأعياد طوال شهر ديسمبر أو « كيهك « فهو مختلف عن شهور السنة عند الأقباط وله طقوس خاصة ، فالاحتفال بميلاد السيد المسيح لا يقتصر على رأس السنة أو عيد الميلاد وإنما يمتد طوال شهر ديسمبر بتسبحة «فيؤكية» فى سهرات كيهك التى تسمى ب (7-4) وهى تمجيد للسيدة العذراء مريم، وكتبت من قبل الرهبان منذ قديم الأزل. ويضيف رامى أن الكنيسة تبدأ بالترانيم وعظات وتسابيح حتى الساعة 12 مساء وأثناء هذه اللحظة تنطفئ الأنوار ويتلو الكاهن الدعوات نيابة عن الشعب كله وتكون لحظات صمت للتأمل والسكون مع الله، وبعد أن تمر يبدأ القداس علامة الميلاد الجديد حتى ينتهى الساعة 3 فجرا. الراهب غبريال الارشليمى يقول إن من أهم مظاهر الاحتفالات برأس السنة تناول الأسماك الذى كان يأكله المرضى قديماً ولكثرة الاصوام سمحت الكنيسة بأكل الأسماك فى أصوام الدرجة الثانية ، حيث هناك علاقة وثيقة بين السمك والمسيحية فكلمة سمكة تعنى باليونانى «أخفوس» أى يسوع المسيح واختيار السمك لان تكاثره «لا جنسي»، كما أن السيد المسيح بارك السمكتين فى معجزة ال 5 خبزات. مارى جرجس.. تؤكد أن الاحتفال برأس السنة من العادات الثابتة فى عائلتها، وتبدأ بشراء الملابس الجديدة التى تكون باللون الأحمر خاصة للفتيات كونه رمزا لملابس بابا نويل. لكن البعض يحتفلون باليوم بطريقة مختلفة مثل مريم عادل التى تحرص مع صديقاتها على الاحتفال بالمناسبة مع ذوى الاحتياجات الخاصة بأحد المراكز المتخصصة، وأطفال مرضى السرطان وترتدى معهم ملابس حمراء اللون، حيث يقوم شخص بأداء دور «بابا نويل» حتى ندخل البهجة على هؤلاء الأعزاء، قائلة فهذا هو معنى الاحتفال برأس السنة عندنا.