يحتفل العالم الغربى بذكرى ميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر وهو يوم الكريسماس،ويحتفل به العالم الشرقى يوم 1 يناير وهو يوم عيد الميلاد المجيد عند مسيحيى الشرق،فما حكاية هذا الاختلاف وما اصل كلمة الكريسماس المتداولة هذه الأيام؟ عن أصل كلمة الكريسماس ومواعيد الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح يقول المؤرخ إبراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب أن كلمة «الكريسماس» متداولة بكثرة فى هذه الأيام بمناسبة قرب احتفال العالم الغربى طبقاً للتقويم الأغريفورى المعدل بذكرى ميلاد السيد المسيح فى 25 ديسمبر.أما الشرقيون فطبقاً للتقويم القديم المعروف باسم التقويم ال «يوليانى فيحتفلون فى 7 يناير وكلمة «كريسماس هذه مكونة من مقطعين «كريست» CHRIST أى «المسيح» وكلمة ماس MAS أى ميلاد أو ولادة فمن أين جاءت كلمة «ماس» هذه جاءت من اللغة القبطية فكلمة ميسى MISI تعنى (الميلاد أو مولود) وهو الميلاد المعجزى للسيد المسيح. وعن قدوم السيد المسيح إلى مصر ففى لقائه مع رحلة كنسية مصرية (الكنيسة الكاثوليكية) يوم الأحد الموافق 15/12/2013 خاطبهم بابا الفاتيكان قائلاً : (حما الله مصر كما حمت السيد المسيح عندما هرب إليها وأمه السيدة العذراء «مريم»). وعن الاحتفال بالكريسماس يقول المؤرخ إبراهيم العنانى انه فى الكثير من بلدان العالم يتم الاحتفال بليلة عيد الميلاد بشجرة تسمى شجرة الكريسماس (شجرة الميلاد) يجملونها بالهدايا والتحف وهذه الشجرة من نوع دائم الخضرة لا تسقط أوراقها فى أى فصل من فصول السنة، وأصل هذه الشجرة هو أن القديس (يونيفاس) عندما أدخل المسيحية إلى أحراش ألمانيا تجاسر وقطع (البلوطة المقدسة) وهى شجرة كانوا يذبحون حولها أولادهم للإله (تور) ثم طلب من الشعب الواقف فى حيرته ودهشته أن يقطعوا شجرة [شربين] صغيرة ويحملونها إلى قصر الملك ويقولون له هذه الشجرة إنما تعبر عن ميلاد السيد المسيح الذى أوضح لنا أن عبادتنا للإله (تور) إنما هى عبادة وثنية ثم بدأت تنتشر قصة شجرة الميلاد فدخلت فى (سترسبورج) عام 1605م وبعدها إلى (فرنسا وانجلترا) بواسطة «هيلانه» أميرة وننبرج والبرنس البرت زوج الملكة فيكتوريا – الذى ساعد مع زوجته على تعميمها، وقد وضعا فى القصر أول شجرة كريسماس وحملاها بالهدايا لجميع أفراد بيتهما وخدامها. وقد اعتادت الدول الأوروبية والشعوب المسيحية بشكل عام أن يبدأوا الاحتفال برأس السنة الميلادية بدءاً من أواخر شهر نوفمبر حيث مناسبة «الحلول» ومع منتصف ديسمبر تزدان أغلب المنازل بأشجار عيد الميلاد ويقال أن الألمان هم أول من ابتكروا (شجرة عيد الميلاد) وذلك فى منتصف القرن 18 وانتشرت من عندهم وصارت جزءاً أساسياً من الاحتفال بالعيد، ويرى رجال الدين المسيحى أن الشجرة بلونها الأخضر ترمز لاستمرار الحياة المادية والروحية ومن أهم ما تزين به الشجرة نبات «الدبق» وهو نبات دائم الخضرة ذو أوراق قائمة و «توت» أبيض لامع وتتضمن ديكورات الشجرة (سكر النبات) نجمة توضع بأعلى الشجرة ويقال أنها ترشد الحكماء إلى مكان ميلاد «المسيح» كما ترمز زينة الشجرة إلى الوفرة والخير والإثمار يوضع أحياناً عليها القطن رمزاً لمولد المسيح فى الشتاء إضافة إلى أن بيت لحم مسقط رأس المسيح عليه السلام تشتهر بتساقط الثلج عليها طوال الشتاء ويرمز القطن أيضاً إلى الصفاء والطهارة. إلى جانب شجرة عيد الميلاد يضع البعض شكلاً يمثل (المغارة) التى تمثل مشاركة العائلة فى عيد الميلاد وتوضع فى صدر البيت ليراها كل زائر، ومن أشهر الأطعمة والمشروبات التى يتناولها من يحتفلون بعيد الميلاد الطاووس المشوى، والديك الرومى بالولايات المتحدةوكندا واستراليا والأوز المشوى « بريطانيا «سمك البلطى» «النمسا» شراب البيض وكعكة الفاكهة، فطيرة اللحم والقرع والبودنج فى كنداوبريطانيا كما يعد الفرنسيون تورته خاصة بالمناسبة يطلق عليها (تورته عيد الميلاد) وتقدم فى المكسيك فطائر مستديرة على هيئة رقائق يتناولونها مع القرفة والسكر ويعتاد الغربيون الاحتفال بعيد الميلاد فى منازلهم أو بالنوادى والشوارع. بابا نويل سورى الأصل : يعتبر (سانتا كلوز) «بابا نويل» هو أحد العلامات المميزة للاحتفال بعيد الميلاد والكريسماس فى كل أنحاء العالم. اما (بابا نويل أو سانتا كلوز) كما نعرفه الآن هو من ابتكار الفنان السويدى الجنسية (هارون ساند بلوم) وهو الذى صمم هذه الشخصية المحبوبة كجزء من حملة إعلانية لشركة مياه غازية عام 1931 وخلال السنوات التالية لعام 1931 قام السيد / ساند بلوم بابتكار أكثر من 44 رسماً لشخصية بابا نويل ولا تزال أعماله تستخدم حتى الآن على زجاجات مياه غازية أثناء الاحتفال بعيد الميلاد والكريسماس فى بلدان العالم ويرجع الفضل للسيد (ساند بلوم) فى إعطاء (سانتا كلوز) شكله وملابسه المتميزة فلقد رسم (ساند بلوم) ل (سانتا كلوز) شكلاٍ إنسانياً محبباً وعالمياً وقد استوحى شخصية سانتا كلوز من صديق له يدعى (لوبر ينتس) كان يعمل مندوب مبيعات، وقد اختاره لشخصيته المرحة ووجهة البشوش وكان اختياره للون الأحمر الخاص بزى (سانتا كلوز) مستوحى من اللون الأحمر المميز لشركة المياه الغازية والآن يكون الاحتفال بعيد الميلاد والكريسماس فى أواخر أيام السنة حيث يودع الناس سنة مضت ويستقبلون سنة جديدة مملوءة بالآمال والأحلام التى يرجون تحقيقها وتتميز احتفالات الميلاد بحفلات الغناء الساهرة والأضواء الباهرة. ويعرف (بابا نويل) لدى الإنجليز ب (سانتا كلوز) وعند الاتراك والبلجيكيين وشعوب الشرق الأوسط باسمه الفرنسى (بابا نويل) أو (أب الميلاد) ويقام مهرجان كبير بمدينة (باكن) بالدنمارك كل عام يضم جميع شخصيات (بابا نويل) بتنويعاتها المختلفة من جميع أنحاء العالم، والطريف أن قطاعا من نساء أوروبا يزعمن أن أصل (بابا نويل) هو امرأة وليس رجلاً أو قديساً ويستندن فى ذلك إلى أن الحب والدفء اللذين تملأ بهما هذه الشخصية العالم فى يوم الميلاد لا يمكن أن يصدرا عن الرجال، كما أن الرجال يفضلون الموت على ارتداء ثوب أحمر كالذى يرتديه (بابا نويل) وإذ اشتهر بابا نويل بتلقى خطابات الأطفال التى تحدد أمنياتهم والهدايا التى يتمنونها ترى نساء أوروبا أن الرجال لا يردون على بريدهم اللهم إلا (النسائى) منه لذا فهن يؤكدون أن (بابا نويل) أصله امرأة. عندما تقترب ذكرى عيد الميلاد المجيد تثار التساؤلات عن اختلاف موعد مولد السيد المسيح هل هو يوم 25 ديسمبر الذى يحتفل فيه المسيحيون الغربيون أم يوم 7 يناير الذى يحتفل فيه المسيحيون الشرقيون ومنهم مسيحيو مصر، وماهو سبب الاختلاف فى الموعدين؟ والواقع أنه ليس هناك خلاف عقائدى بشأن اليوم ولكنه اختلاف فى التقاويم فقط يرجع إلى ثبات موقف الكنيسة القبطية فى التمسك بالتقويم المصرى القبطى الذى تم وضعه فى مصر القديمة سنة 1441 قبل الميلاد ويكون فيه موعد الميلاد يوم 29 كيهك الذى يوافق يوم 7 يناير من كل عام ويعمل بهذا التقويم الشرقيون، هذا بعكس التقويم الغريغورى الذى يأخذ به الغرب وتم وضعه فى عهد البابا (غريغوريوس) الرومانى سنة 1582م وتتقدم فيه السنة الغربية 10 أيام عن التقويم القبطى0 إن عيد الميلاد لا يرتبط بالتقويم الغربى منفرداً لأنه لو تم تعديل العيد والتقويم ليتماشى مع التقويم الغربى تتغير بذلك الخريطة الزراعية التى تم على أساسها اختراع التقويم المصرى كما أنه لو فرط المصرى فى تقويمه فإنه يفقد تاريخه وهويته ومواعيد أعياده وصومه وكل طقوسه.