تتميز أشجار الزيتون والرمان بتحملها الظروف المناخية الجافة فهى لم تعان عبر مئات السنين من الآفات والأمراض، إلا أن إقحام شركات الكيماويات الزراعية للمبيدات الكيميائية ومبيدات الأعشاب والأسمدة الكيميائية أسهم فى إصابتها بآفات وأمراض لم تعرفها هذه الأشجار فى السنوات الأخيرة. وتشير د. إلهام عبد الحكيم أستاذ مساعد بقسم آفات ووقاية النبات بالمركز القومى للبحوث إلى أنه قد أجريت دراسة أساليب جديدة تسعى إلى تطبيق سياسة للمكافحة المتكاملة لآفات شتلات وأشجار الزيتون والرمان والوصول إلى استراتيجيات تهدف للمحافظة على الحشرات النافعة (المفترسات والطفيليات) والتى تتأثر باستخدام المبيدات. كما تهدف الدراسة إلى تعريف شامل للآفات الحشرية التى تصيب شتلات وأشجار الزيتون والرمان تحت ظروف مزرعة المركز القومى للبحوث بدراسة الحد الحرج للإصابة بالآفات الأساسية وتقييم مستوى الضرر الذى تسببه كل آفة على حدة بغرض الحصول على المعلومات التى توضح العلاقة بين الآفة والعائل. ويتم من خلال الدراسة تحديد توقيت ظهور الآفات على شتلات وأشجار الزيتون والرمان، وبناء على ظهور الآفات واختفائها يمكن الوصول إلى التوقيت المناسب لبدء المكافحة للآفات، كما يتم وضع مصائد ملونة عبارة عن أفرخ ورقية صفراء اللون لاصقة بأرض زراعة شتلات وأشجار الزيتون والرمان موزعة بطريقة عشوائية داخل المساحة المحددة لإجراء التجربة، ثم يتم جمعها كل أسبوعين ووضع مصائد جديدة بدلا منها، ثم نقل هذه المصائد إلى المعمل لفحصها وتحديد أنواع الآفات الملتصقة بها. وتضيف الباحثة أنه تم الفحص الحقلى المباشر لشتلات أشجار الزيتون والرمان كل أسبوعين باستخدام العدسة الحقلية، ثم أخذ بعض عينات من أشجار الزيتون وفحصها معمليا لملاحظة مظاهر الإصابة ومعرفة أنواع الآفات الموجودة بها. وتبين من الفحص المباشر فى الحقل وكذلك فحص المصائد اللاصقة الملونة وجود بعض الآفات مثل«الدودة القياسة، حفار ساق التفاح، تربس الزيتون»، وبعض الحشرات المفترسة«أسد المن، أبو العيد» بأعداد متفاوتة، بالإضافة إلى وجود القواقع على أشجار الزيتون بكثافة عددية كبيرة. أما بالنسبة لشتلات الرمان وتبعا لمعدلات اصطياد المصائد الصفراء اللاصقة وجدت آفة المن ولكن دون الحد الحرج للإصابة وذلك لوجود الأعداء الطبيعية من المفترسات، وفى هذه الحالة من الأفضل استخدام المقاومة الحيوية. وأخيرا تحذر د. إلهام عبد الحكيم من إجراء المكافحة للآفة وهى فى هذا المستوى لأنه قد يؤدى إلى القضاء على الأعداء الطبيعيين، مما يسبب الإخلال فى التوازن الطبيعى مابين الآفة والأعداء الطبيعيين فى البيئة، مع أهمية التقنين فى استخدام المبيدات الكيميائية لمنع ظهور صفة المقاومة للمبيدات لدى الآفات الزراعية نتيجة الاستخدام المفرط للمبيدات.