لو لم يكن ذلك عنوان مسرحية مصرية شهيرة عن رفاعه الطهطاوي قدمت في سبعينيات القرن العشرين لكان أحمد عبدالله رزة اولي بهذه الصفة. فقد كان الثائر الذي تفتحت مداركه علي كارثة يونيو عام1967 فقاد رفاقه من الطلبة عام1972 للتظاهر ليس فقط من أجل الاسراع بحرب تحرير الأرض بل من أجل خوض معركة التبشير بالحرية والديمقراطية كأهم ضمانتين لعدم تكرار المأساة. ما ميز رزة طيلة حياته أنه ربط بين تحقيق الثورة علي الاستبداد وبين التخلص من كافة المشكلات المزمنة لمصر ولكل المجتمعات العربية. ما زلت اتذكره في برنامج تليفزيوني شهير منذ عشرة اعوام أو يزيد وهو يصرخ في وجه الضيف الآخر في الحلقة والذي كان يدافع عن النظام المستبد في سوريا قائلا لا تحرير للجولان إلا بتحرير الانسان, كان الآخر يري ان وقوف سوريا علي جبهة المواجهه مع إسرائيل يعفي نظام الأسد من جرائمه في حق شعبه ومعارضيه. لا نقول ان أحمد رزة كان أول من ربط بين الحرية والتقدم فقد سبقه كثيرون ولكنه كان الأكثر تمسكا من أبناء جيله برفض صفقة: المكاسب الاجتماعية أو الوطنية مقابل الحرية. حلم رزه لمصر بالثورة ضد الاستبداد لم يتحقق في حياته وهو ما كان مصدر ألمنا نحن اصدقاءه, فقد كان الوحيد الذي لم يفقد ثقته بأن ثورة المصريين قادمة لا محالة وجاءت الثورة في يناير.. نفس الشهر الذي غني له الشيخ امام عام1972 كل ما تهل البشاير من يناير كل عام يدخل النور الزنازن يقتل الخوف والضلام وكانت الأغنية وأخري غيرها لأحمد عبدالله ورفاقه الذين سجنوا دفاعا عن الحرية, وبشارة بثورة أتت وهو غائب في المرتين مرة في سجن النظام عام1972 ومرة أخري بغياب إلي الأبد, رحمك الله يا بشير الثورة والحرية...