على خطى جيرانها، السنغال تشهر الكارت الأحمر في وجه الجيش الفرنسي    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    برشلونة يحسم موقفه من رحيل أراوخو إلى بايرن ميونخ    طقس اليوم: موجة حارة.. وعظمى القاهرة 35 درجة    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    الدولار يواصل السقوط ويتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي وسط مؤشرات على تباطؤ في أمريكا    ارتفاع سعر الذهب اليوم في الأسواق    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    شقيق ضحية عصام صاصا:"عايز حق أخويا"    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    كندا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين بسبب انتهاكات    وزير الدفاع الأمريكي يؤكد ضرورة حماية المدنيين قبل أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    سيد عبد الحفيظ ل أحمد سليمان: عايزين زيزو وفتوح في الأهلي (فيديو)    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 27 - 01 - 2012

‏سيدي الرئيس‏..‏ أحلم بقرار جمهوري يعيد القانون من إجازته نعم.. القانون في إجازة..حقيقة لا يختلف اثنان عليها وإن اختلفنا جميعا في تفسيرها ومعرفة أسبابها... لن نتفق علي رأي إن أردنا معرفة نوعية الإجازة التي فيها القانون!.
هل هي إجازة مفتوحة أم لفترة محددة يعلمها من منحها ويجهلها ملايين الشعب المضارون من غياب القانون والذين تحولت حياتهم إلي جحيم بعد رحيل القانون؟...
الإجازة التي فيها القانون.. مدفوعة الأجر أم بدون راتب وإن كانت مدفوعة الأجر وأظنها كذلك فمن الذي يتحمل كل هذه التكلفة الباهظة ولماذا يتحملها؟.
أحد لم يفكر في قطع إجازة القانون واستدعائه فورا لإنقاذ مصر من بحر الفوضي الذي انزلقت فيه وإن شئنا الدقة.. تم دفعها إليه وشربت منه إلي أن امتلأ بطنها وبدأت تغوص إلي الأعماق غرقا...
رئيس الجمهورية أكبر مسئول في البلد.. هو في موقعه من قبل شهر ومن موقعه يري الصورة كاملة ويعرف الحقيقة كلها, والصورة والحقيقة تفرضان في التو واللحظة حتمية عودة القانون وحتمية تطبيق القانون وحتمية حماية القانون نفسه من تيار الفوضي الذي ضرب كل شيء وطال حياتنا ودمر حاضرا وصادر مستقبلا والتفت ليحرق الماضي...
رئيس الجمهورية نفسه حتي هذه اللحظة لم يقدر علي إنهاء الإجازة التي فيها القانون ليبقي الوضع كما هو عليه.. فوضي بلا سقف وبدون حدود وكل من يريد أن يفعل شيئا يفعله حتي ولو كان هذا الشيء قلب قطار بركابه احتجاجا علي مطلب.. فهل في الدنيا بلد فيه مثل هذه الفوضي...
هنا تساؤل لا أعرف إجابته وحقيقة كلنا نعرفها..
التساؤل: هل نقدر علي استدعاء القانون وإعادة الهيبة للقانون لأجل وقف كل مظاهر الفوضي أم أن التدخلات الخارجية والتمويلات السرية والخلايا النائمة التي نشطت والعملاء الذين ماتت ضمائرهم.. أكبر وأقوي من قدراتنا وقرارنا؟
أما الحقيقة التي نعرفها جميعا تقول:
خطورة أن يبقي القانون في إجازة تتضاعف لأن الحوادث تتكرر وتتطور لانعدام الحساب والعقاب.. ولو أننا استدعينا القانون في مواجهة بدايات الفوضي ما وصلنا إلي ما نحن عليه!. لو أننا من أول واقعة قطع طريق احتجاجا علي مياه انقطعت أو كميات وقود نفدت أو جاموسة تاهت.. لو أن القانون استدعيناه ليواجه هذه البلطجة من أول واقعة.. ما قويت شوكة الخارج وما أقامت خلية نائمة رأسها وما خرج عميل من جحره!. ما تكررت هذه المسخرة وما تطورت تلك الفوضي إلي أن وصلت إلي قلب قطار سكة حديد بركابه احتجاجا علي شيء وقمة المأساة أن تمر هذه الكارثة وكأنها لم تحدث.. لا إعلام أقام الدنيا مثلما يقيمها في التهييج والإثارة ولا جهات تحركت ولا مسئول تكلم ولا واحد من النخبة شجب ما حدث باعتباره هتك عرض فاضحا واضحا لما تبقي من هيبة دولة...
أحد لم يتكلم ومخلوق لم يعترض وفي هذا بيان واضح لا لبس فيه بأن إجازة القانون ممتدة لأجل أن تبقي الفوضي مستمرة ومن لا يعجبه الأمر يضرب رأسه في أقرب حائط!.
ربما يقول البعض إن واقعة القطار لم يعلم الرئيس بتفاصيلها وبالتالي لم يعرف أن مظاهر الاحتجاج تخطت مفهوم الاحتجاج وأصبحت إرادة فوضي ودمار وانتهاك للشرعية وعمل منظم وممنهج هدفه إسقاط دولة.. لأن من يقلبون قطارا احتجاجا علي شيء هم في الواقع يثبتون أنه لا توجد دولة ولو هناك دولة وقانون وسيادة مستحيل أن يجرؤ مخلوق علي قلب قطار بركابه...
طيب.. لو فرضنا أن الرئيس لم يعرف حقيقة ما حدث وسط مئات الأحداث اليومية وفي مواجهة مشكلات لا عدد لها مطلوب حلها.. هل الرئيس لم يعرف أيضا بما حدث في محكمة القضاء الإداري؟.
الذي حدث في المحكمة مسجل صوتا وصورة وأذاعته كل الفضائيات وأوجع مصر كلها وأشعرنا جميعا بالخجل والحزن!. الخجل من أنفسنا والحزن علي مصر!.
المصيبة التي شاهدناها في قاعة المحكمة لم تكن حادثا فرديا أو رد فعل مفاجئا إنما هي تجسيد لصراع هائل قائم وموجود وحقيقي بين دولة القانون وإمبراطورية الفوضي لأجل إحكام السيطرة علي مصر...
قاعة المحكمة.. وما أدراك بقاعة محكمة في أي دولة بالعالم هي مكان مقدس هي نظام والتزام واحترام وهدوء لأنك في محراب العدالة!. قاعة المحكمة واحة أمن وأمان وملاذ لكل إنسان طالما منصة القضاء لها استقلالها ولها احترامها ولها تبجيلها...
صراع الإرادات بين دولة القانون وإمبراطورية الفوضي.. جعلنا أضحوكة ومسخرة وحكاية يتندرون بها.. لأنه لم يحدث من قبل في أي دولة بالعالم ولا حتي في مصر أن تحولت قاعة محكمة إلي مهزلة ومشتمة ومسخرة وقلة أدب!. ما يمكن أن يخطر علي البال من انتهاكات حدث وكل ما يمكن أن يقال من شتائم وسباب ولعنات وبذاءات قيل وكل ما يمكن من إشارات وحركات تم!.
المحكمة.. بيت العدالة الذي اتفقنا عليه لأجل أن نحتكم إليه إذا ما اختلفنا.. ومن ثم احترامه وتبجيله وتقديسه ليس محل نقاش ولا يجب أن يكون لأن مصلحتنا جميعا أن يبقي بيت العدالة بعيدا عن صراعاتنا وفوق كل خلافاتنا لأنه المرجعية الوحيدة لنا إن اختلفنا ليحكم بيننا برضاء مسبق منا لأحكامه.. رضاء لابد منه لأنه الضمانة الوحيدة لإرساء الاستقرار في المجتمع..
المحكمة التي لها كل الاحترام.. جعلناها في ذلك اليوم الأغبر.. سوقا بلا صاحب أو موقف عربيات بدون فتوة...
الشخص الذي كان يقفز ويصرخ ويهتف وكأنه في مدرج كورة وليس قاعة محكمة...
هذا الشخص كلنا رأيناه يدهس القانون ويهتك هيبة العدالة والطبيعي في الظروف العادية أنه لو وقف وتكلم بدون إذن يطرد من المحكمة وإن تكرر الأمر يتم سجنه...
هذا الشخص الذي دهس علي كرامة مصر كلها وهو يسب ويهتف ويقفز ويشير بكلتا يديه والسباب والإشارات في القاعة هي لمنصة القضاء وعندما يذيعها التليفزيون هي صفعة علي وجه مصر...
هتك عرض العدالة في محكمة علي مسمع ومرأي مصر.. لا هو الأول والواضح أنه لن يكون الأخير...
من شهور والمحاكم تتعرض لانتهاك صارخ ولا أحد يتحرك وكأن إسقاط القضاء مطلب وهدف وغاية...
أرجو أن يأمر الرئيس بتحقيق فوري فيما حدث بمحكمة القضاء الإداري...
أتمني أن يبدأ التحرك الرياسي لوقف هذا الصراع فورا.. لأن انتصار إمبراطورية الفوضي علي دولة القانون يأخذ مصر إلي حرب أهلية كلنا فيها خاسر والفائز الوحيد من أراد ومازال يريد الفوضي الخلاقة في مصر...
أعود للسؤال الذي طرحته في البداية: هل يعود القانون من إجازته؟
الإجابة بكل صراحة: لا والقانون سيبقي في إجازة ما بقي الوطن خارج الخدمة...
.............................................................
هذه الرسالة من مواطن مصري لكنها ليست لحضراتكم إنما للسيد رئيس الجمهورية.. وأستسمح سيادة الرئيس في أن نطلع عليها ونقرأها مع سيادته..
السطور الأولي من الرسالة موجهة لي وتقول:
أتشرف بأن أرسل لسيادتك رفق هذا رسالة مفتوحة للسيد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية
أتمني من كل قلبي إن كانت تستحق النشر نشرها مفتوحة ببابك.. حفاظا علي كيان وطن ممزق مفكك الأركان جاهز للانهيار لا يحتاج سوي هزة ليسقط علي من فيه...
أما الرسالة الموجهة للرئيس تقول:
السيد الدكتور/ محمد مرسي رئيس الجمهورية تحية طيبة وبعد..
في يوم مشهود من تاريخ مصر الحديثة وفي ميدان التحرير وقف السيد رئيس الجمهورية فاتحا ذراعيه ممسكا بطرفي الجاكت قائلا( أنا لا أخشي الرصاص) مبينا لنا بالصوت والصورة أنه لا يرتدي قميصا واقيا من الرصاص.
وكان مشهدا دراميا عميقا أثار تعاطفا معنويا معنا جميعا.
ولكننا لو نظرنا فيه برؤية عقلانية بعيدا عن العواطف والانفعالات لوجدناه مختلفا تماما بل هو مكمن خطر وكارثة علي أمة بكاملها في وسط ظروف أقل ما توصف به أنها فوضوية بكل ما تحمله تلك الكلمة من معني.
فالمجتمع مفتوح من كل الجبهات والسلاح متوفر ومن كل الأنواع والتقنية العالية له تستطيع أن تصل إلي أي إنسان ومن أي مكان.
وأهل الشر والحقد والكراهية وراغبو الفوضي مازالوا علي مسرح الأحداث بأجر وبغير أجر وأصحاب المصالح ومن أضيروا من الثورة مازالوا في كل مكان.
وبالتالي فالقميص الواقي مطلب وضرورة وطنية لحماية دولة تجاوز تعدادها ال82 مليونا من البشر.. وليس حماية شخص لأن مقتل رئيس يعني فوضي أمة بكاملها وعدم الانصياع لتعليمات الحراسات الخاصة ضياع وطن.
ولنا أن نتخيل وطنا ممزقا منذ2011/2/11 في ظل ظروف نعيشها جميعا بلا مجالس نيابية, بلا دستور دائم, بصدد حكومة جديدة, تحيط به حدود مفتوحة لأوضاع مقلوبة وعدو يرصد وصديق يطمع وقوي كبري ترغب في تفكيك وطن وتمزيقه.
ماذا لو لا قدر الله حدث مكروه للسيد الرئيس ولنا جميعا تخيل العواقب والنتائج. وسط ما سبق ذكره.
وتعالوا نرجع للوراء كثيرا:
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو نبي الله وخاتم المرسلين يتخذ حرسا علي مدار اليوم كله حتي نزلت آية( والله يعصمك من الناس) فأخرج رأسه الشريف من الخيمة وقال لحراسه انصرفوا إن الله قد تكفل بحفظي ولنا في رسول الله أسوة حسنة بنص القرآن.
ولقد قرأت كل الكتب التي صدرت عن الفاروق عمر بن الخطاب وأمعنت البحث والتدقيق في مقتله فما وجدت غير صحابي واحد هو عيينة بن حصن رضي الله عنه وكان صاحب حس أمني رفيع محذرا إياه قائلا:( يا أمير المؤمنين احترس أي اجعل لك حراسة وأخرج العجم من المدينة فإني لا آمن من أن يطعنك رجل منهم) ولكنه رضي الله عنه لم يسمع له وخرج لأداء صلاة الفجر ووقف خلفه أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله وطعنه غدرا ست طعنات بعد تكبيرة الإحرام لأنه يعلم أنه لن يخرج من صلاته ولم يشعر الصحابة بما حدث إلا أثناء الرفع من السجود حينما وجدوا أيديهم مطلخة بالدماء.
سيادة الرئيس: أقسم بالله أنني لم أنتخبك ولكنك أصبحت رئيسا لي وقواعد الديمقراطية تقتضي علي احترامك وتقديرك والخوف عليك بصفتك وإنسانيا لشخصك وحبا لاستقرار الوطن.
أناشدك ارتداء القميص وطاعة حراستك لأنهم أول أناس يسألون لو حدث مكروه لا قدر الله لك وليقف خلفك كظلك حرسك.
أعانك الله علي ما ابتليت به فحكم مصر الآن فقط ابتلاء واختبار وليس مغنما ولا افتخارا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المواطن أحمد محمد أحمد عبدالله
الإدارة القانونية بنك ناصر.. بالمعاش
بعد هذه الرسالة الموجهة للرئيس من مواطن مصري.. أسأل: الإجازة الطويلة التي فيها القانون.. اختيار أم قرار؟.
الفوضي الشاملة التي احتلت الفراغ الناجم عن غياب القانون.. هي اختيار شعب أراد ويريد ذهاب القانون ومجيء الفوضي أم أنها فكر وتخطيط ومنهج تم ترتيبه بعناية وتم تمريره لنا بدقة في الوقت المحدد بالضبط.. وقت أن بدأ الخلاف يحل مكان الاتفاق والتخوين يزيح الثقة والكراهية تبتلع الحب.. وقت ما بعد11 فبراير2011.. بعد سقوط نظام وتطلع مصر كلها لبناء جمهوريتها الثانية...
في هذا الوقت بدأ الصراع وظهر الانقسام وانهار التلاحم وأصبحت مصر متاحة لتمرير كل ما يريدون تطبيقه وتنفيذه والمطلوب معروف ومعلن من سنوات.. الفوضي الخلاقة التي بشرتنا بها وزيرة خارجية أمريكا السابقة كوندوليزا رايس والذي أعلنته وقتها لم نأخذه علي محمل الجد وأي فوضي يمكن أن تكون خلاقة.. لكن الأيام أثبتت لنا أن الفوضي علم له أصول وله مناهج وله تطبيقات وأظن أننا رأينا وشاهدنا كل التطبيقات علي أرض الواقع.. رأينا كيف وصلت المأساة قمتها وشباب مصري يرفع علم مصر بيد ويحرق مصر باليد الأخري التي تقذف زجاجات المولوتوف الحارقة التي حرقت قلوبنا وهي تحرق المجمع العلمي...
عندما لا يعرف الشباب أن العلم الذي يرفعه هو رمز الوطن.. نرفعه عاليا لننهل منه العزة والفخر والفداء والانتماء والتضحية للوطن وفي سبيل الوطن...
عندما يجهل الشباب هذا المفهوم المبدئي البديهي ويرفع العلم بيد ويحرق مصر باليد الأخري.. فتلك قمة المأساة وقمة الفوضي التي تفوقت علي نفسها في دمج الانتماء مع التدمير ليصبحا وجهين لعمل واحد هو حرق مصر ونحن نرفع علم مصر...
تلك سابقة تستحق أن توصف بالفوضي الخلاقة التي فيها تغيب العقول عن كل معقول...
الكارثة الأكبر أن ما حدث لم يستوقف إعلاما أو فضائيات أو نخبة.. وكأن حرق مصر يطهر مصر!.
أحد لم ينبه إلي أن الأمر وراءه أمور وأن التظاهر شيء والحرق والتدمير شيء آخر مختلف جذريا!. أحد لم يلق الضوء علي حرب الكراهية والتخوين التي تمزق في جسد مصر!.
أحد لم يحذر من أن حملة القضاء علي الأمن الممنهجة سندفع ثمنها باهظا عندما تسود الفوضي وتتعاظم البلطجة أمام غياب الأمن وانعدام تنفيذ القانون!.
أحد لم ينبه إلي الخطر الداهم علي الوطن مع كل فتنة يتم إشعالها وكل الفتن مرت علينا ورأيناها تطل برأسها وتكشر عن أنيابها وفضل الله هو من أنقذ مصر منها...
رأيناها في حرق الكنائس ورأيناها بين الصوفيين والسلفيين ورأيناها بين القضاة والمحامين ورأيناها في ماسبيرو وفي محمد محمود وفي العباسية ومؤخرا بين الشرطة والمحامين...
أحد لم يحذر أو ينبه لأن الأغلبية من النخبة التي توجه مصر من الفضائيات لها دور وتؤدي مهمة وعليها مسئولية.. ودورها ومهمتها ومسئوليتها ألا تخمد فتنة وألا تنطفئ نار وألا تتوقف الفوضي.. باختصار مطلوب فوضي غير مسبوقة في التاريخ.. وهذا المطلوب تقف وراءه جهات كثيرة خارجية وليس هذا استنتاجا ولم يعد ذلك سرا وهو معروف علي الأقل لأغلبية النخبة ومع هذا...
أحد لم يوضح أن الفوضي لم تعد خيارنا إنما قرارهم لأن الهدف الحرب الأهلية في مصر!.
هم ينفذون مخططهم باختيارنا وإرادتنا بعد أن مزقتنا الخلافات وبعد أن فقدنا القدرة علي الحوار وبعد أن تملكت الكراهية من عقولنا وقلوبنا وبعد أن انعدمت الثقة بيننا...
وأمريكا هي' هم'.. أمريكا تمسك في يدها كل الخيوط وتتصل بكل الأطراف المتصارعة وتكلم كل واحد باللغة التي يفهمها والإنسان يفهم ويسمع ما يأتي علي هواه ويداعب أحلامه وهذا ما تعرفه أمريكا وهذا ما تلاعب به أمريكا كل الأطراف المتصارعة علي الساحة لأجل أن يبقي صراعهم وتبقي خلافاتهم وتبقي الفوضي مستمرة متسللة من المسافات البعيدة بينهم.. تبقي حائلا أمام أي خطوة للأمام...
هل يمكن التصدي لقرارهم ووقف هذه الفوضي؟.
ممكن جدا لو...
خلصت النيات وتصافت النفوس وجعلنا الوطن فوق الجميع وقلنا جميعا من قلوبنا.. يا رب.
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.