طالب المؤتمر السنوى ل «أدب الطفل فى مصر والعالم العربى عبر العصور والأزمنة» الذى عقد أخيرا فى دار الكتب والوثائق، بالاهتمام بالدراسات النقدية لأدب الأطفال، ونشرها، وترجمة النصوص الإبداعية الحاصلة على جوائز مهمة، وترجمة الدراسات النقدية لهذا الأدب من أنحاء العالم. وأوصى المؤتمر أيضا، بتشجيع تأليف وترجمة ونشر النصوص الإبداعية فى مجال الخيال العلمي، وتقرير بعضها ضمن المناهج الدراسية، لتنمية أساليب التفكير العلمى لدى الأطفال. كما أوصى بتقديم الشعر المعاصر أولاً فى مدارسنا، لملاءمته وجدان الأطفال الآن، وإقامة مسابقة سنوية للشباب فى الإبداع الأدبى للأطفال، تشمل القصة والرواية والشعر. وكان الكاتب يعقوب الشارونى قد اشار فى كلمته بالمؤتمر إلى أن تناول الكُتّاب لأبطالهم شهد تطورا كبيرا فى السنوات الماضية، فمعظم قصص الأطفال الفلكلورية كان أبطالها من البالغين، وأخيرا معظم أبطالها أطفالا. وأبدى أسفه لأن القصص القديمة، كما فى كتابات كامل كيلانى كان أبطالها من الذكور. وقال د.شريف جيار أستاذ الأدب بآداب بنى سويف إن أدب الأطفال نصوص وليدة الحاجة والابتكار، وأدب الأطفال أخذ عدة صور فى أوروبا، مثل كتابات «جان جاك روسو» قبل أن يصل التطور إليه الأدب العربي. وأشار الجيار فى بحثه الذى قدمه للمؤتمر إلى عبقرية «ألف ليلة وليلة» فى «السرد العنقودي» وتخريج قصة من أخرى. وأشار إلى بداية أدب الطفل فى الوطن العربى كانت بترجمات رفاعة الطهطاوي، وكتابات الهراوى، وفى النصف الثانى من القرن العشرين تطورت الكتابة للطفل وظهر عظماء مثل يعقوب الشاروني. كما أكدت «جمبروف» رئيسة مكتبة الأطفال بجمهورية أذربيجان أن القصص قديمة قدم المجتمعات، وتعد تعبيرا عن المجتمع والبيئة التى يعيش فيها الطفل، والقصص منتشرة قبل بداية الحضارة الحديثة، وتعكس أحلام وهواجس الشعوب، والحضارة المصرية رافد مهم لقصص الفلكلور فى العالم كله، حيث تأثرت قصص الفلكلور فى أذربيجان بالفلاح الفصيح وسنوحى وغيرها من القصص التى أثرت فى وجداننا وتناقلناها جيلا فجيل. وأشارت إلى أن رسومات الأطفال الآذريين عن مصر والقصص المصرية، خاصة تلك المستوحاة من مصر القديمة فى المعرض المقام على هامش المؤتمر، مؤكدة أن المترجمين فى بلادها ترجموا عددا كبيرا من العربية إلى اللغة الأذربيجانية. وقالت الكاتبة اللبنانية سهام حرب، إن هناك طفلا فلسطينيا فى سجون الاحتلال منذ سنوات لا يعرف العصافير، فهل وجد من يكتب عنه؟. مؤكدة أن الأدب لا يقتصر على الطفل المرفه، فكثير من الأطفال الفقراء فى بلادنا ينتظرون من يكتب لهم وعنهم.