"الأمن السيبراني" في ورشة عمل بجامعة بنها الأهلية    الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024.. وقائمة العطلات الرسمية لعام 2024    بالصور.. محافظ الوادي الجديد يزور كنيسة السيدة العذراء بالخارجة    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    محافظة الجيزة : دعم قطاع هضبة الأهرام بمنظومة طلمبات لتحسين ضخ المياه    25 مليون طن، زيادة إنتاج الخضراوات في مصر خلال 2023    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين تمتد إلى اليابان    ريال مدريد يقترب من حسم لقب الدوري الإسباني رسميًا بفوزه على قادش بثلاثة أهداف دون مقابل    إصابة 9 أشخاص خلال مشاجرة بالأسلحة النارية بمدينة إدفو    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    لأول مرة، باليه أوبرا القاهرة يعرض "الجمال النائم"    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    استشاري تغذية يقدم نصائح مهمة ل أكل الفسيخ والرنجة في شم النسيم (فيديو)    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    أمريكا والسفاح !    السفير الفلسطيني بتونس: دولتنا عنوان الحق والصمود في العالم    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    صالون الأوبرا الثقافي يحتفل بيوم حرية الصحافة بمشاركة النقيب    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    بعد القضاء على البلهارسيا وفيروس سي.. مستشار الرئيس للصحة يزف بشرى للمصريين (فيديو)    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية المصري في حوار ل "الأهرام":
سوريا في وضع مأساوي ولا يمكن السكوت عليه ويجب انتهائه

كثيرة هي القضايا المثارة علي ساحاتنا العربية والإفريقية‏,‏ وكثيرة هي المخاوف من تفجر الأوضاع أكثر مع العجز عن إيجاد حلول لها‏,‏ وكلها قضايا تمس مصر بشكل أو بآخر بحكم موقفها وحجمها ودورها التاريخي‏,‏ انتهزنا فرصة مشاركة وزير الخارجية محمد كامل عمرو في منتدي التعاون الصيني الإفريقي في بكين لمعرفة إلي أين تسير الأمور. وهكذا جري الحوار. في ضوء الأحداث التي شهدتها الساحة الداخلية المصرية من أحداث منذ ثورة25 يناير والتي كانت لها انعكاساتها علي السياسة الخارجية.. ما هي رؤيتكم للسياسة الخارجية في الفترة المقبة؟
{ السياسة الخارجية المصرية, في مرحلة استعادة النشاط وهو الأمر الذي بدأناه منذ فترة, كما تعلم جزء من قوة مصر كان دائما في انتشارها علي المستوي الخارجي وحضورها في كل المجالات وفي كل المناطق الجغرافية, كان لمصر دائما مناطق الإهتمام الأساسية في العالم العربي وأفريقيا ودائرة عدم الانحياز الكبيرة, وبالطبع لايمكن تجاهل المنطقة الأوروبية أوالبعد الأمريكي.. وكما قلت لدينا مناطقنا الأساسية التي نستمد منها قوتنا, مثلا في أفريقيا والشركاء التاريخيين لنا في آسيا مثل الصين والهند وغيرهما من الدول. أتصور أننا بدأنا في استعادة هذا الدور خلال الفترة الماضية, لقد كانت أول الزيارات التي قمت بها لسبع دول أفريقية وهي دول حوض النيل الجنوبي كلها إلي جانب أثيوبيا والسودان وجنوب السودان, وزرت السودان وجنوب السودان مرتين, والتقيت وزير خارجية أثيوبيا خمس مرات علي مدي الشهور الماضية, وإتصالات مستمرة بالأخوة في السودان وكذلك المسئولين في جنوب السودان. الخارجية تعمل حاليا علي استعادة هذا الدور الذي بدأ يتأكد ويتضح أكثر في مؤتمر القمة الأفريقي الأخير في أديس أبابا بعد أن قام الرئيس محمد مرسي في أول زياراته لمحفل جماعي كانت للقمة الإفريقية, هذا الموضوع كان له بعد عملي ورمزي مهم جدا, حيث كان فرصة الرئيس المصري يقدم نفسه الي القارة الافريقية باتساعها كله, وعقد لقاءات ثنائية عديدة جدا مع الرؤساء الأفارقة, ودار حديث عن قرب وتعارف. البعد الرمزي أنه يعطي إشارة لأفريقيا أن مصر فعلا تعود إلي دورها في القارة.
وكيف هو الحال مع الدوائر الأخري؟
{ البعد الثاني آسيا التي لنا فيها دائما حلفاء تقليديون لمصر, لنا سفارة في بكين منذ56 سنة, فقد كانت مصر أول دولة أفريقية وعربية لها تمثيل في الصين, يعني أننا من أوائل دول العالم, كذلك الهند التي لم تكن العلاقات معها في السنوات الأخيرة علي نفس المستوي من الدفء والعمق الذي كانت عليه وشابها نوع من الفتور وهو ما عبر عنه لي وزير خارجية الهند عندما زار القاهرة منذ ثلاثة شهور, مؤكدا أهمية استعادة الدفء وعمق العلاقات, واتفقنا فعلا علي تبادل الزيارات. عندما تنظر إلي الصين والهند بالذات هناك الكثير يمكن الاستفادة منه من هذين الدولتين, التجربة الصينية في آخر30 سنة تجربة لم تحدث في التاريخ, عشرات الملايين الذين نقلوا من تحت خط الفقر إلي الطبقة الوسطي تعد عملية تاريخية, ونحن نستطيع أن نتعلم الكثير من هذه التجربة.. التدريس والتركيز علي العلوم والرياضيات في الهند التي أصبح لديها أفضل مهندسي برامج السوفت وير في العالم, أمريكا نفسها تستعين بالهنود, التجربة الكورية الجنوبية التي تتميز بأحسن تعليم ثانوي في العالم.
وفيما يتعلق بالتحرك في المحيط العربي فقد زرت تقريبا معظم دول المغرب العربي وكانت واحدة من أولي الزيارات كانت للجزائر وكان لي لقاء طويل مع الرئيس بوتفليقة استمر ساعتين وبدأ يحدث تطور كبير في العلاقات وطي صفحة الأحداث المؤسفة. الجزائر مقبلة علي عملية إعادة بناء ضخمة جدا, والرئيس بوتفليقة قال لابد أن يكون لمصر دور في هذه العملية, تونس وليبيا أنا كنت أول وزير خارجية يهبط في قاعدة هويلس بعد وصول المجلس الوطني للسلطة وهي خطوة قوبلت بالكثير من الترحيب.. مع تونس بناء علي مبادرة مصرية تم اجتماع بين وزراء خارجية مصر وليبيا وتونس صدرعنه إعلان تونس, وخلال الأيام القليلة المقبلة سنعقد إجتماعا ثلاثيا لوزراء الخارجية في القاهرة يصدر عنه إعلان القاهرة في إطار متابعة إجتماع تونس. إذن نحن ننسق سياسيا واقتصاديا. ايضا يجري الحديث عن تعاون ليبيمصري سوداني في مجال الاستثمارات وخاصة في الزراعة في السودان, هناك اراض زراعية علي الحدود المصرية السودانية حوالي2 مليون فدان من الممكن أن تروي من المياه الجوفية ولن تروي من مياه النيل الغنية بوجود خزان متجدد في هذه المنطقة. وقد تم حديث متبادل بين الرئيسين مرسي والبشير في أديس أبابا علي هامش القمة الأفريقية وكانت توصية السيد الرئيس بضرورة السير في هذا الموضوع والتأكيد علي أهمية الاستمرار في هذا الاتجاه.
إلي أين تتجه الأمور في سوريا؟
{ سوريا وضع مأساوي ولا يمكن السكوت عليه ويجب أن ينتهي بسرعة لأن عدد الضحايا يزداد يوميا, إنه شئ لا يمكن أن يقبله أي ضمير. سوريا مهمة جدا بالنسبة لنا وكنا واحدة من أوائل الدول العربية التي اصدرت بيانا في شهر أغسطس الماضي, وقلنا موقفنا المحدد من ضرورة وقف العنف وبدء حوار بين السلطة وجميع أطياف المعارضة, نحن دفعنا منذ أول يوم إلي توحيد صفوف المعارضة في الوقت الذي كانت هناك توجهات للإعتراف بفصيل دون الآخر, واليوم الجميع يتحدث عن ضرورة توحيد صفوف المعارضة. مؤتمر المعارضة الذي عقد في القاهرة مؤخرا حضره250 من ممثلي المعارضة.
بالطبع الوضع في سوريا لايمكن الاستمرار عليه, يجب زيادة الضغط علي النظام السوري لوقف حمام الدم, لأن هناك مسئولية علي السلطات السورية في هذا الموضوع لأنها هي المسئولة عن سلامة الشعب السوري ويجب ممارسة الضغط عليها.
كيف ترون دعوة الرئيس هوجنتاو للرئيس محمد مرسي لزيارة الصين ؟
{ هذه الدعوة في حد ذاتها مهمة جدا, العلاقات مع الصين وامكانية زيادة الاستثمارات الصينية.. الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم, حجم استثماراتها في مصر لايتناسب مع هذا الوضع في حين نجد دولا أخري اصغر حجم استثماراتها أكثر.
هل قوبل التحرك من جانب مصر نحو الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل بالإيجابية إلي الحد الذي يساعد علي فك أزمة عنتيبي.. في نفس الوقت مازال حجم التجارة مع الصين يراوح رقم5 بعد انجولا ونيجيريا والسودان والجزائر هل من المنتظر أن يتغير هذا الوضع قريبا؟
{ بالنسبة لدول حوض النيل كان من الواضح اننا أهملنا العلاقات علي مستوي القمة, وكما تعلمون العلاقات بين الرؤساء في أفريقيا مهمة جدا وتعمل علي تسهيل أمور كثيرة جدا, التركيز علي المستوي الفني فقط دائما ما يكون هناك تعقيدات ومشاكل, إنما الاتصال علي مستوي القمة في حد ذاته يلين الاتصالات علي هذا المستوي الفني وهو ما قيل لي صراحة في جولاتي في أفريقيا. وهذا ما بدأناه وكما أشرت زيارة الرئيس إثيوبيا وحضوره مؤتمر القمة كان مهما جدا من الناحية الموضوعية والرمزية. أتوقع أن يكون في المرحلة المقبلة توجه مختلف.
بالنسبة للصين لقد أثارت بالضبط هذا الموضوع وقلت لهم لايعقل أن تكون الصين بكل هذه العلاقات المصرية الصينية التاريخية والقديمة وثاني أكبر اقتصاد في العالم ويكون لدول صغيرة لها استثمارات أكثر من الصين في مصر والحقيقة وجدت تجاوبا كبيرا جدا وهم علي استعداد للتكلم في هذا الموضوع والدخول في حوار, الصينيون لهم منطقة حرة اقتصادية في غرب السويس من أنجح مناطق الصين الحرة في العالم وطلبت من المسئولين زيادة حجمها أكثر. إتفقنا علي إجراء الاتصالات من خلال السفارة لتحديد الأولويات التي يمكن الحوار حولها تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمد مرسي للصين. الرئيس الصيني نفسه خلال استقباله لي هو من بدأ الكلام عن السياحة الصينية لمصر, ونفس الموضوع أثرته مع وزير التجارة الخارجية وزيادة عدد السياح الصينين. تكلمنا في ترتيب جولة لزيارة دول أخري كما يحدث مع السياح اليابانيين الذين يأتون القاهرة ومنها إلي تركيا, وبالفعل تحدثت مع الأتراك في هذا الموضوع وسيكون هناك لقاء بين غرف السياحة في مصر وتركيا بحيث يقوم السياح الصينيين الذين يقطعون هذه المسافة الطويلة بزيارة مصر وتركيا مما يكون حافزا لتشجيع السياحة الصينية. أتوقع في المرحلة المقبلة أن تشهد العلاقات مع الصين تطورا كبيرا في مناحي الاستثمار والسياحة والاقتصادية عموما.
هل معني ذلك أنك تبعث رسالة تطمين للشعب المصري بأنه سيخرج من الحالة الاقتصادية التي تواجه صعوبة منذ عام ونصف العام تقريبا؟
{ دعنا ننظر بموضوعية.. الاقتصاد المصري أساساته سليمة جدا, فقد كان يحقق معدلات نمو معقولة جدا في الخمس سنوات الأخيرة, المشكلة كانت في التوزيع وعدم وجود عدالة وبالتالي معظم الشعب لم يشعر به, وعندما تقول أن معدل النمو7% يقول لك أين ذلك. إنما التوزيع لم ينعكس علي طبقات الشعب كلها وكان محصورا في فئة معينة وهنا كانت المشكلة. فيما يسمي بعدالة التوزيع, أما الذي حصل خلال السنة ونصف السنة لم يمس اساسيات الاقتصاد المصري السليمة, والمشكلة ناتجة عن أزمة سيولة, إنخفاض السياحة والاستثمارات, الطلبات الفئوية للمواطنين الذين كانت لديهم مشاعر بالظلم, وبمجرد عودة الاستقرار ونتجه للعمل سوف تجد طلبا كثيرا جدا علي سوق الاستثمار المصرية لعلم المستثمرين أنها سوق واعدة جدا وأن العائد كبير جدا.
هناك ملحوظة سألنا الصينيين فيها وهو أن حجم التجارة إرتفع إرتفاعا صاروخيا من حوالي2 مليار عام2000 إلي166 مليارا بعد11 سنة بينما حجم حجم الاستثمارات مازال7,14 مليار نصيب مصر من هذه الاستثمارات قليل جدا. هل خرجنا من هذا المؤتمر بشئ جديد خاصة أن المنظمات غير الحكومية قد طالبت بأفكار ومجالات جديدة للاستثمار ؟
{ أعتقد أن هناك جديدا. وقد ركزت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا في المؤتمر الصحفي المشترك لوزراء خارجية مصر والصين وجنوب أفريقيا في ختام المؤتمرعلي هذا البعد وقالت إننا نرغب في أن تنعكس هذه الاستثمارات في صناعات وفي قيمة مضافة ولاتتوقف فقط علي استيراد مواد خام مقابل بناء مبني أو شق طريق. وهو أمر مهم جدا في المرحلة المقبلة, أتصور أن مبلغ العشرين مليار دولار التي أعلنت الصين أنها ستقدمها قروضا ميسرة سوف توجه أغلبها لإقامة صناعات ونقل الخبرة التكنولوجية القيمة المضافة للمنتج الخام الأفريقي. وأعتقد أن الصينيين بدأوا الاستجابة لذلك.
هل هناك تعاون مع الصين في حفظ السلام في أفريقيا ؟
{ لدينا في مصر مركز تدريب علي عمليات حفظ السلام وأصبح له دور علي الخريطة الدولية, نحن في هذا المجال ممكن أن نتعاون تعاونا ثلاثيا, وهناك مركز ما بعد النزاعات للتنمية وإعادة الأعمار في الدول الخارجة من النزاعات, والذي تقدمنا لمجلس السلم والأمن الأفريقي وعرضنا استضافته في مصر, وقد أعدنا طرح هذا الموضوع في القمة الأخيرة وفعلا توجهت بعثة من الاتحاد الأفريقي وعاينت المكان والامكانات وأوصت في تقريرها أن مصر قادرة علي استضافة هذا المركز. في مجال كبير للتعاون مع الصين في موضوع حفظ السلام طالما الصين مستعدة للدخول في هذا المجال وتنفق عليه وفي مجال كبير جدا للاستفادة من الخبرة المصرية والتمويل الصيني.
هل ستشهد العلاقات الأفريقية تصحيحا خاصة جنوب أفريقيا التي كانت العلاقات معها يشوبها نوع من الجفاء في ضوء القمة الأخيرة التي شارك فيها الرئيس محمد مرسي ؟
{ أتوقع هذا.. التوجه أختلف في مصر الآن بالنسبة لأفريقيا, التوجه الواضح والذي ظهر جليا في القمة الأفريقية الأخيرة للرئيس مرسي بأفريقيا, اللقاء بين الرئيس زوما رئيس جنوب أفريقيا والرئيس مرسي كان لقاء وديا تماما واستغرق وقتا طويلا تكلما في أمور كثيرة جدا. هناك تاريخ طويل من العلاقات مع الدول الأفريقية وقاعدة يمكن البناء عليها. ولا نبدأ من الصفر, بالعكس لنا رصيد كبير جدا لم يستغل في السنوات الماضية.
أزمة هجليج.. فيما يبدو لم يحدث إنفراج في جهود حل الخلافات بين السودان وجنوب السودان سواء من المساعي المصرية والغربية أو الصينية.. هل تري أن المسألة أعقد بكثير من أن نري لها حلا قريبا؟
{ أتصور سيكون هناك حل قريبا, حدث نوع من الانفراجة في الأيام الأخيرة وارجو أنها تستمر وارجو أن المؤشرات التي تابعناها تستمر, كان هناك إجتماع في بحر دار في اثيوبيا بين الطرفين, وتم لقاء بين الرئيسين البشير وسلفاكير ومن جانبنا إجتمعنا بالرئيسين بعد هذا اللقاء, آمل أن الذي شعرنا به يكون حقيقيا وتحدث إنفراجة في الوضع هناك. وهذا الموضوع مهم جدا بالنسبة لنا, وأنا علي إتصال مستمر مع وزير الخارجية علي كرتي ونيال دينج. وسبق أن قمت بزيارة الخرطوم وجوبا والتقيت بالرئيس البشير وسلفاكير. نولي هذا الوضع إهتماما كبيرا جدا.
أليست هناك محاولات أخري بشكل آخر لتذليل حتي ولو جزء منها؟
{ طبعا قلنا بشكل واضح جدا أي شئ في وسعنا مستعدون لعمله, علاقتنا بالطرفين قوية جدا, وكان أحسن دليل موضوع الأسري السودانيين الذين تم تسليمهم إلي مصر وتسلمتهم السودان بعد مقابلتي للرئيس سلفاكير بخمس دقائق.
علاقات الصين جيدة جدا مع الشمال وليست سيئة مع الجنوب, كما أن مصر علاقاتها طيبة بالطرفين ألم تحدث أي محاولة أو مبادرة لاستخدام هذا الواقع ونضع أيدينا مع الصين ونحاول حل للمشاكل بين الشمال والجنوب
{ هذا أمر وارد, أريد أن أقول أن علاقات مصر المباشرة بالسودان وجنوب السودان قوية جدا وتاريخية, أحيانا تحدث إشكاليات لكنها علي السطح. تعلمون أن هناك لجنة علي مستوي عالي في الاتحاد الأفريقي يرأسها تابومبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا الذي نؤيده تماما وننسق مع أثيوبيا التي من مصلحتها أن يسود الاستقرار في المنطقة.
هل لمست أي مخاوف من وزراء الخارجية الأفارقة الذين إلتقيتهم في الصين تجاه تغير السياسة الخارجية المصرية في ضوء المستجدات الجديدة علي الساحة المصرية وتولي رئيس ينتمي إلي حزب الحرية والعدالة الاسلامي.؟
{ بالعكس لم يكن هناك أي تخوف, لكن هناك نوعا من التوقع والتفاؤل, خاصة أن الرئيس المصري بعد توليه سدة الحكم بأسابيع قليلة رغم الأحداث في مصر يقتطع يومين ويشارك في قمة أديس أبابا بينما لمدة15 سنة لم نشارك علي مستوي القمة. كل هذا يعطي إشارة لجميع الدول الأفريقية أن مصر عائدة. الجانب الأفريقي يرحب بالدور المصري وليس عنده أي تخوف.
قضية مياه النيل ؟
{ ندرس استراتيجة قائمة علي التعاون وليس علي المواجهة وأن النيل يجب أن يكون أداة لتوحيد الدول في المصب وليس أداة للخلاف وان هناك إمكانية لأن يكون موضوع النيل ليس فيه كاسب وخاسر, وأن الجميع من الممكن أن يكسب. اتصور عندما تحسن النيات وتتم الإتصالات علي أعلي مستوي سوف يتحقق هذا المكسب في الفترة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.