فى خطوة غير متوقعة وتعد إنقلابا فى الفكر السياسى الإسرائيلى قرر حزب ميرتس اليسارى الإسرائيلى شطب كلمة «الصهيونية» من برنامجه السياسى وهو امر شديد الأهمية لمن يعرف المجتمع الإسرائيلى ويتابعه عن كثب لأن الدعوة لإقامة إسرائيل جرت أساسا على أيدى أصحاب الفكر الصهيونى وبالنسبة للمتطرفين اليهود فأى مساس بلفظ الصهيونية يعنى محاولة تدمير إسرائيل وقد حدث هذا فى سبعينيات القرن العشرين عندما نجحت مجموعة دول عدم الأنحياز فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى إستصدار قرار من المنظمة الدولية يعتبر الصهيونية حركة عنصرية ولذا حاربت إسرائيل واصدقاؤها فى الغرب من أجل إسقاط هذا القرار ومعاقبة النمساوى كورت فالديهايم أمين عام الأممالمتحدة الذى صدر القرار فى عهده وهو ماحدث بالفعل فيما بعد حيث جرى إلغاء القرار وإتهام فالديهايم بأنه كان جنديا فى جيش هتلر وشارك مع النازيين فى محارق اليهود (الهولوكوست). وتبريرا لقرار ميريتس الشجاع قالت زهافا غلئون رئيسة الحزب بأن الحزب يضم عربا ويهودا فلا يحق لليهود فقط تقرير المصير، بل ايضا يحق للشعب الفلسطينى ان يقرر مصيره. ومن وجهة نظرى فأنه مطلوب من كل إعلامى عربى يريد إستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى أن يشجع المعتدلين فى إسرائيل كما ينتقد ويعزل المتطرفين ليس عن طريق التطبيع ولكن عن طريق التشجيع عن بعد لأن التطبيع ولو عن بعد أيضا يظل خطوة فى منتهى الخطورة طالما لم نر الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس حقيقة واقعة على الأرض. وحتى بعد إقامة الدولة الفلسطينية فإن أى تطبيع يجب أن يكون باهظ الثمن وبعد أن يحصل كل بلد عربى على حقوقه كاملة من إسرائيل. لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول;