فى إطار العلاقات المتميزة التى تربط بين مصر وفرنسا، يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم زيارة مهمة الى باريس، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وذلك فى إطار حرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية الوثيقة والارتقاء بها خلال المرحلة المقبلة. الزيارة تستمر لمدة أربعة أيام، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس خلالها الرئيس الفرنسى ماكرون، فى قمة مصرية فرنسية بالإليزيه غدا لبحث سبل تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين فى المجالات المختلفة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، فضلاً عن تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، كما يعقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا بقصر الإليزيه. ومن المقرر أن يلتقى الرئيس السيسى اليوم مع مجتمع الأعمال الفرنسى وعدد من رؤساء كبريات الشركات لمناقشة سبل تطوير التعاون، وعرض الخطوات الجارى اتخاذها فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى المصري، وتحسين مناخ الاستثمار، وما يوفره ذلك من فرص استثمارية واعدة فى العديد من المجالات. كما تشهد الزيارة توقيع العديد من اتفاقيات التعاون فى مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والتدريب والسياحة. ويعقد الرئيس أيضًا عدة لقاءات مع كبار المسئولين الفرنسيين، ومن بينهم رئيس الجمعية الوطنية، ورئيس مجلس الشيوخ، ورئيس الوزراء الفرنسي. وتعد هذه هى الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى فرنسا بعد مرور خمسة أشهر على انتخاب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. من ناحية أخري، قال مسئول كبير فى الاليزيه - للأهرام- إن الزيارة تأتى لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث ثلاثة ملفات مهمة ،هى الاقتصاد وخطة الإصلاح والتعليم فى مصر. وكانت أول جملة صرح بها المسئول الرفيع المستوى هى أن فرنسا حريصة على التعاون والتواصل مع مصر، ولذلك دعا الرئيس إيمانويل ماكرون نظيره المصرى عبد الفتاح السيسى لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية الملحة، وفتح آفاق جديدة لمزيد من الشراكة فيما يخص مجالات عدة. وقال إن للزيارة أهمية آخري، فهى تعتبر اول لقاء للرئيس الفرنسى بنظيره المصرى مما يدعم العلاقة بينهما على المستوى الشخصي، وكذلك على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو شيء مهم جدا ونحرص عليه. وأضاف مستشار ماكرون أن الملفات المطروحة للمناقشة على طاولة المحادثات ثرية وضخمة.حيث تتيح الزيارة للرئيس المصرى حزمة من اللقاءات مع عدد من المسئولين والوزراء المعنيين، وهم الذين سيحضرون مائدة المباحثات التى تتخلل مأدبة الغداء، والتى يقيمها الاليزيه على شرف الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الثلاثاء 24 أكتوبر. وقال مسئول الاليزيه لمندوبة الاهرام فى باريس ان اهم الملفات الرئيسية التى ستتم مناقشتها الملف الاقتصادي، ودراسة كيفية دعم خطة الإصلاح التى يتبعها الرئيس السيسي، والتى ستدعمها فرنسا بمزيد من التعاون فى عدة مجالات، أهمها التربية والتعليم والجامعات والثقافة و سيكون هناك نقاش حول كيفية دعم الجامعة الفرنسية بمصر. وأشار الى ان القضايا الإقليمية والازمات المتأججة بالمنطقة ستكون لها مساحة عريضة من النقاش فى مختلف اللقاءات المدرجة على أجندة الرئيس السيسى وسوف يتم التوقيع على عدد من البروتوكولات والاتفاقيات فى المجالات السالف ذكرها، فضلا عن مجالات اخرى كالتنمية المستديمة وغيرها. وستكون الزيارة فرصة للقاء الرئيس السيسى نخبة من رجال الاعمال الفرنسيين لدفع عجلة الاقتصاد المصرى وضخ المزيد من الاستثمارات الفرنسية. وحسب آخر تقرير صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية عن حجم التجارة والعلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا جاء أن فرنسا كانت سادس أكبر مستثمر فى مصر فى عام 2016، باستثمارات مباشرة قدرها 3.5 مليار يورو.