توجت السعودية والعراق تقاربهما بمجلس اقتصادى تنسيقى مشترك، أطلقه رسميا فى الرياض أمس العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي، بحضور وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، الساعى إلى إظهار قدرة الولاياتالمتحدة على التأثير فى سياسات المنطقة فى مواجهة نفوذ إيران. وقال الملك سلمان فى الاجتماع إن "الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة"، مؤكدا دعم بلاده لوحدة واستقرار العراق. وبدوره، قال العبادى خلال الاجتماع إن"تركيز التعاون ضد الإرهاب هو هدف مشترك لبلدينا، ولا بد أن نعمل معًا ونثبت للعالم أجمع أن هذا الإرهاب لا يمثل ديننا الإسلامى وهو عدو للإنسانية جمعاء، والدول العربية والإسلامية هى الأكثر تضررًا ودمارًا منه". وأضاف العبادى "نحن متفائلون بالمجلس التنسيقى المشترك بين العراق والسعودية وبما سيحققه لشعبينا الشقيقين، واحثّ السادة الوزراء من الجانبين على التعاون والإسراع بتنفيذه بأقصى جهد ليرى المواطنون هذا الجهد". وقالت وكالة الأنباء الرسمية السعودية، إن المجلس المشترك الجديد يؤسس لمرحلة "طموحة من العمل التجارى والاقتصادى والاستثمارى غير المحدود" على أن يشكل "حجر الأساس فى العمل والتخطيط المتوسط والبعيد المدى". وتأتى هذه الخطوة فى إطار التقارب الذى بدأ مؤخرا بين بغدادوالرياض، بعد قطيعة دامت نحو 27 عاما. وبدأت آثار التقارب بين البلدين تتضح مع افتتاح منفذ عرعر الحدودى فى أغسطس الماضي. من ناحية أخرى، طغت قضية مواجهة النفوذ الإقليمى المتنامى لإيران على أزمة قطر فى مباحثات تيلرسون بالرياض. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أمس أن الملك سلمان استعرض مع تيلرسون " العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون بين البلدين الصديقين، وبحث تطورات الأحداث فى المنطقة". وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أعلنت أن تيلرسون سيجتمع مع عدد من القادة السعوديين لمناقشة الصراع فى اليمن وأزمة قطر، وكذلك إيران وعدد من القضايا الإقليمية والثنائية المهمة الأخرى. ويتوجه تيلرسون الى الدوحة حيث يلتقى الامير تميم بن حمد آل ثانى ووزير خارجيته الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى فى إطار حل الأزمة القطرية. لكن الآمال بتحقيق اختراق فى الزيارة تبدو ضعيفة، حيث كان الوزير الأمريكى قد صرح بأنه لا يتوقع"التوصل الى حل سريع" للأزمة، وذلك فى تناقض مع تفاؤل الرئيس الامريكى دونالد ترامب الذى توقع قبل شهر نهاية سريعة لهذه الأزمة غير المسبوقة.