كم هو مؤلم ان يتسرب اليأس لفنان يمتلك لغة سينمائية فريدة جعلته واحدا من المخرجين القادرين على محاكاة السينما العالمية، أفلامه تشهد بذلك، من المدينة وباب الشمس إلى جنينة الأسماك وإحكى يا شهرزاد، فاض به الكيل لما وصلت إليه صناعة السينما وتعثرها، ومناخ لايجد نفسه فيه، عبر المخرج يسرى نصرالله عن ضيقه فى الميديا قائلا «لتعثر أوضاع الإنتاج السينمائى ولممارسات احتكارية يمارسها البعض، مخرج سينمائى لامع، خبرة 30سنة سينما و50سنة طبيخ، يبحث عن العمل طباخا»! سخرية تعكس مرارة شديدة فى نفسه، وهو الإحساس ذاته الذى طال آخرين من كبار السينمائيين عمرا وفنا، لمسته بأحاديثى معهم بمهرجان الإسكندرية السينمائى، كثيرون بلا عمل، رغم مايمتلكونه من قدرات وخبرات نادرة بالتصوير والإخراج، تؤكده أعمالهم المحفورة بتاريخ السينما. يرى نصرالله ان الأزمة تتفاقم ببيع العديد من المحطات التليفزيونية والعودة إلى مايشبه الاحتكار بمجال السينما والدراما، وخطورة تحويلها إلى أعمال موجهة. نحن فى حاجة إلى مراجعة قوانين الإنتاج ومنع الاحتكار، وتقدير حرية الفنان، أتذكر موقفا للزعيم جمال عبدالناصر، عندما كلف د.ثروت عكاشة بإرسال طائرة إلى بيروت لإحضار الفنانين المصريين الذين هاجروا للعمل هناك بعد ركود حركة السينما عقب نكسة67، وفرلهم كل التيسيرات لاستئناف النشاط وفقا لرؤيتهم لإدراكه قيمة الفنان ومدى تأثير السينما بالداخل والخارج. ليس أبلغ مما قالته الفنانة شيرين رضا «عار علينا كلنا لما يكتب الأستاذ يسرى بوست زى ده! وعلى كل من احتكر المهنة ووصلنا لهذا المستوى! إحنا آسفين يا أستاذ». لمزيد من مقالات سمير شحاته