تعكس العمليات الإرهابية الأخيرة في بعض مناطق شمال سيناء حجم الأزمة التي تعيشها المجموعات الإرهابية، حيث نجحت السياسات الأمنية في محاصرة تلك المجموعات ومنع وصول أي إمدادات لها من الداخل أو الخارج، وكذلك السيطرة علي عمليات التمويل الخارجي لها. وهذا هو ما دفع المجموعات الإرهابية إلي القيام بمهاجمة أحد البنوك للحصول علي أموال، وللقيام بعمليات إرهابية يائسة ضد بعض الارتكازات الأمنية، وقد عكست صور قتلي الإرهابيين التي نشرها المتحدث العسكري مدي الخسائر الفادحة التي منيت بها تلك المجموعات في الأفراد والعتاد، نتيجة تلك العمليات اليائسة. إن معركة مصر ضد الإرهاب التي تخوضها نيابة عن العالم تدخل الآن مرحلة حاسمة تنبئ عن قرب اجتثاث جذور الإرهاب، وليس فقط مجرد القضاء علي مجموعات مسلحة أو إحباط مخططات إرهابية. وفي هذا السياق سبق أن أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي استراتيجية مصر المتكاملة في مكافحة الإرهاب، والتي تقوم علي أساس أن التصدي للتطرف والإرهاب ليس عملا أمنيا أو عسكريا فقط، ولكن يتطلب تضافر جهود كثيرة من المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية والاقتصادية. ولذلك كانت الدعوة لتجديد الخطاب الديني وما يعنيه من التصدي للفهم المغلوط للدين وفضح زيف الأفكار المتطرفة، وتنقية كتب التراث، وتصحيح المفاهيم وتوصيل صحيح الدين إلي الشباب والجماهير بعيدا عن الأفكار المغلوطة، ومنهج الجماعات الإرهابية التي حاولت إلباس أعمال العنف ثوب الدين. وكذلك تطوير التشريعات المنظمة لعمل الجمعيات الأهلية حتي لا تستغلها الجماعات المتطرفة في الانتشار بالأحياء الفقيرة، ونشر أفكارها غير الصحيحة، واستقطاب بعض الأفراد ذوي الثقافة المحدودة والذين يعانون من أحوال اقتصادية بائسة. كل ذلك يؤدي إلي سرعة التخلص من الأنشطة الإرهابية والمتطرفة، خاصة في ظل الاهتمام الكبير من الرئيس السيسي بمتابعة تطورات الأوضاع في سيناء، والاشادة بالدور البطولي الذي تقوم به القوات المسلحة والشرطة في حماية أمن الوطن والمواطنين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام