مراسم تاريخية تلك التى شهدتها القاهرة أمس خلال توقيع اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وسادت فيها أجواء تفاؤل ربما لم يشعر بها الفلسطينيون والعرب جميعا كثيرا من قبل، وكان سبب التفاؤل بل والاطمئنان هو الدور شديد التميز الذى لعبه جهاز المخابرات بقيادة الوزير خالد فوزي، فى التوصل إلى هذا الاتفاق. بدأت مراسم التوقيع بدخول الوزير خالد فوزى إلى القاعة، حيث كان الصحفيون والإعلاميون ينتظرون، ممسكا بإحدى يديه يد عزام الأحمد، رئيس وفد فتح، وبالأخرى يد صالح العاروري، رئيس وفد حماس، وعقب ذلك، وقف أعضاء وفد فتح وحماس يتوسطهم الوزير فوزى أمام الصحفيين ورجال الإعلام، الذين حضروا لتغطية الحدث الذى سيدخل التاريخ الفلسطينى باعتباره الخطوة الأهم لتحقيق المصالحة بعد سنوات من الشقاق والنزاع. ثم جرى إلقاء البيان التاريخي، الذى تم استقباله بفرحة وحفاوة بالغتين، ليوقع رئيسا وفدى فتح وحماس بعدها على وثيقتى الاتفاق.. وعلى المكتب الذى أمامهما كان علما مصر وفلسطين مرفوعين ومتجاورين كشهادة على الالتحام المصرى الفلسطينى عبر التاريخ. خلف منصة التوقيع، وقف بقية أعضاء الوفدين يتوسطهما الوزير خالد فوزى .. وفور التوقيع دوت القاعة بالتصفيق، ليس من جانب المسئولين فقط بل ومن الصحفيين الإعلاميين أيضا. وتبادل الوزير فوزى الأحضان مع رئيسى وفدى فتح وحماس، والتقط معهما صورة تذكارية، وعقب ذلك قام الوزير فوزى بمصافحة جميع أعضاء الوفدين. وتحدث رئيسا الوفدين، مشددين على شكر مصر، وبدأ رئيس وفد فتح كلامه للإعلاميين بالقول: «سنشفى غليل الصحفيين ونتكلم إليهم عما حدث»، وغلبت على كلمة الأحمد القصيرة، الحماسة والتفاؤل والتأكيد على أن الجميع ملتزمون ببدء مرحلة فلسطينية جديدة. أما رئيس وفد حماس فحرص على الحديث عن ما فعلته حركته من أجل المصالحة، وكرر مرارا: «نحن جاهزون ومستعدون وصادقون». نص بيان المصالحة الفلسطينية إنطلاقا من حرص جمهورية مصر العربية على القضية الفلسطينية، وإصرار الرئيس عبد الفتاح السيسى على تحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطينى فى إنهاء الانقسام وتعزيز الجبهة الداخلية وتحقيق الوحدة الفلسطينية، من أجل إنجاز المشروع الوطنى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدودالرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وعودة اللاجئين. لقد رعت القاهرة سلسلة اجتماعات بين حركتى فتح وحماس على مدى يومى 10 و11 أكتوبر 2017 لبحث ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقد اتفقت الحركتان على إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة مهامها والقيام بمسئولياتها الكاملة فى إدارة شئون قطاع غزة كما فى الضفة الغربية، بحد أقصى يوم 1/12/2017 مع العمل على إزالة جميع المشكلات الناجمة عن الانقسام. وفى إطار حرص جمهورية مصر العربية على وحدة الصف الفلسطيني، توجه مصر الدعوة لعقد اجتماع بالقاهرة يوم 21/11/2017 لجميع الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاقية الوفاق الوطنى الفلسطينى فى 4/5/2011. هذا وتعبر مصر عن تقديرها البالغ لحركتى فتح وحماس على الروح الإيجابية التى اتسم بها أعضاء الوفدان وتغليبهم المصلحة الوطنية الفلسطينية، وهو الأمر الذى أدى إلى التوصل لهذ الاتفاق. كما توجه الشكر والتقدير للرئيس/ محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، والذى كان لسيادته الرغبة والإرادة الحقيقية لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة للشعب الفلسطينى الشقيق.