حكم القضاء اللبنانى على المطرب فضل شاكر بالسجن 15 عاما وغرامة 800 ألف ليرة لبنانية بسبب انضمامه إلى جماعة دينية شاركت فى عمليات إرهابية .. وحتى سنوات قليلة مضت كان فضل شاكر يشق طريقه نحو النجومية ليصبح واحدا من اكبر رموز الغناء فى العالم العربى.. كانت أمام فضل شاكر فرصة ذهبية لأن يتربع فى منطقة من الغناء لا ينافسه فيها احد، فقد كان يتمتع بدرجة كبيرة من الإحساس والصوت المعبر الجميل مع قدرة جيدة فى اختيار الكلمات والألحان .. وشق طريقه بهدوء شديد بلا صخب أو رقص أو ضجيج واستطاع فى سنوات قليلة أن يتجاوز أسماء كثيرة فى عالم الطرب .. ولا أحد يعرف كيف تغيرت حياة هذا الفنان وقد ترك لحيته وحمل السلاح وانضم إلى جماعات غريبة تحارب فى أحراش لبنان بلد الحب والجمال .. لا احد يعرف ما هى الظروف النفسية التى جعلت فنانا بهذا النجاح يجنح به المسار ويأخذ طريقا آخر خاصة انه كان بالفعل صاحب موهبة حقيقية .. لو انه اعتزل الفن وتصوف وجلس فى بيته فهذا أمر جائز أو لو انه اتجه إلى الغناء الصوفى كما فعل كثيرون غيره فهذا شىء لا يرفضه احد ولكن أن يتجه إلى حمل السلاح فهذه قضية أخرى .. إن فضل شاكر حر فى اختياراته لو انه اتجه إلى الله سبحانه وتعالى حبا فيه وفى دينه أو لو انه اتخذ الفن طريقا للتعبير عن هذا التحول فى حياته فهذا حقه وهناك أسماء كثيرة فعلت ذلك فى تاريخ المسلمين ولكن بعضهم اتجه للتصوف وهناك من ابتعد عن الناس وهناك من زهد فى كل شىء .. كان فضل شاكر يستطيع أن يتجه إلى الأغنية الدينية ونحن لا نجدها الآن فى ساحة الغناء ولكن أن ينتهى به المشوار إلى هذه النهاية المؤسفة فهذا شىء يدعو للحيرة والتساؤل: كيف تغيرت مسيرته واختار هذا الظلام الموحش بعد أن كان نجما طليقا فى سماء الفن الجميل والإبداع الراقي؟! [email protected] لمزيد من مقالات يكتبها: فاروق جويدة