ما نسميه الآن حروب الجيل الرابع لا تختلف كثيرا عن أجواء الحرب الباردة ولكن بثوب جديد يضمن استمرار الحروب والصراعات دون مجازفة الذهاب إلى صدامات مسلحة مباشرة بين القوى الكبرى التى استوعبت دروس حربين عالميتين. نحن فى زمن الاستخدام الأمثل من جانب القوى العظمى للجواسيس والعملاء من أبناء جلدتنا بدلا من مغامرة التضحية بالضباط والجنود من ذوى البشرة البيضاء فى ساحات القتال ولهذا أصبحت للشائعات فى ضرب جبهات الداخل المعادية أهمية لا تقل نجاعة عن استخدام الرصاص والقنابل فى غزوات وحروب مكلفة، فالمهم أن تتحقق المقاصد والغايات وتلبى مطامع الهيمنة وشهوات السيطرة على الآخرين وهو نفس ما كان يجرى فى سنوات الحرب الباردة ولكن بآليات جديدة تتفق مع الطفرة الهائلة فى وسائل المواصلات وتكنولوجيا الاتصالات التى جعلت من الكرة الأرضية أشبه بقرية صغيرة. وربما يكون صحيحا القول بصحة المسمى لكن الجوهر واحد بين مانشهده الآن تحت لافتة حروب الجيل الرابع وبين ما عايشناه فى سنوات الحرب الباردة حيث عدنا إلى تنشيط سياسات حافة الهاوية، وعاد التوسع فى بناء الأحلاف العسكرية، وارتفعت أهمية وضرورة تكثيف الحروب النفسية لتسهيل عملية السيطرة على العدو المستهدف بواسطة عملاء الداخل، وإن تعددت وتنوعت رايات الاصطياد والتجنيد لهؤلاء العملاء، سواء تحت لافتات ثورية اشتراكية تتغذى بالمراهقة السياسية والفكرية أو تحت لافتات دينية أونزعات عرقية أو طائفية أو مذهبية. هكذا تجرى وتدور الحوادث عندنا ومن حولنا فى السنوات الأخيرة تارة باسم ثورات الربيع العربى وتارة باسم حروب الجيل الرابع.. وعلينا أن ننتبه وأن نطلق المزيد من نوبات الصحيان لكشف الجواسيس وتعرية العملاء الذين يجيدون الاختباء والتخفى بمختلف أساليب التمويه والخداع.. من فضلك انظر حولك! خير الكلام: أصعب الأمور أن يعرف الإنسان نفسه وأسهلها أن يعظ غيره. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;