على بعد كيلومترات من مهرجان الجونة السينمائى محافظة قنا المهرجان يعرض عروضا سينمائية ويكرم نجوما كبارا وهو شيء جيد وجميل ومطلوب ولكن المفاجأة أن الجونة ذلك الكومبوند الحديث جدا وعمره لم يتجاوز الخمسة وعشرين عاما تقبع محافظات الصعيد أسوانوقناوسوهاج وأسيوط والمنيا وبنى سويف بلا سينما واحدة تعرض فيلما للجمهور، ملايين البشر يسكنون محافظات أقدم تاريخيا من دول عديدة يعيش اَهلها بلا سينما وبلا فرجة نصنع مهرجانات لفن محروم من الفرجة عليه نصف الشعب المصرى .،نصرخ من تغلغل الإٍرهاب بأفكاره وسمومه فى كل شبر ونجهل ان السينما فنا مقاوما وقوة ناعمة ووسيلة من وسائل الرفاهية والرقى والترقى نفتتح مهرجانات وفنادق تستقبل نجوما والقاعدة الأساسية غير موجودة ؟فن السينما للجمهور ولا يعقل أبدا أن محافظة مثل محافظة سوهاج كانت تضم إلى عهد قريب وحدها خمس سينمات هى الآن بلا شاشة عرض وحيدة ولَم يفكر أحد فى إعادة السينما للصعيد وبالسؤال اكتشفت أن غالب محافظات الوجه البحرى كذلك، لمصلحة مِن إذن وكأن الجميع يتواطأون لجعل أفكار داعش تسود ،اَى صناعة تلك وأى ثقافة وأى فن وأى توجه يكتفى فقط بالعاصمة ، السينما صارت حكرا على القاهرة ومن بعدها على استحياء الإسكندرية وكأن الجميع اتفق مع الداعشيين على أن السينما حرام ،ماذا سيجد الشاب فى الصعيد وماذا ستجد الفتاة إلا التجهم والفقر وغياب مظاهر الحياة وهى على المواطن الصعيدى عقاب له ان أحب السينما أن يركب القطار ويسافر للقاهرة ليشاهد الفيلم فى سنة 2017 ولماذا يجبر أهل الصعيد على العيش فى العصور الوسطى ، قصور ثقافة مهجورة ومسارح تحولت إلى دكاكين وسينمات هدمت وكأنها رجس من عمل الشيطان بحجة أن التلاميذ يهربون مِن المدارس إلى السينما ولا وزير ثقافة ولا عضو مجلس شعب ولا أَحَد بالمرة يفكر أو يقترح أو يشرع فى إعادة السينما إلى الصعيد،ماذا تنتظرون من أجيال لا ترى السينما فى بلادها ولا تذهب للمسرح ولا تملك المكتبات سوى الإرهاب وكيف نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى ونحن نكرس للخطاب الجاهل بغياب صور الفن من محافظات بأكملها جميل أن يكون لدينا مهرجان بالجونة ومرسى علم والشيخ زايد وبين السرايات ولكن الأجمل بالتأكيد والأوقع والأجدر والأحق والأولى والأقوى والأفضل أولا أن يكون هناك سينما فى الصعيد ووجه بحرى ليراها المواطن فيشعر أنه فى بلد متحضر.