سنعيد التفاوض مع إيران حول «الاتفاقية النووية» .. والدبلوماسية أفضل خيار مع كوريا الشمالية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على رأس أولويات ترامب..ومصير الأسد بيد الشعب السورى نرغب فى حل الأزمة مع قطر ونؤيد الوساطة الكويتية حتى يتفرغ الجميع لمواجهة «التطرف»
بالتزامن مع الضربات الناجحة، التى تحققها مصر فى سياستها الخارجية من داخل أروقة الأممالمتحدة، حاولت «الأهرام» التعرف بشكل أكبر على ردود أفعال الإدارة الأمريكية تجاه الملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك مع مصر، فكان هذا الحوار مع جاريد كابلان، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، والذى تطرق إلى رؤية الإدارة الأمريكية حول العديد من الملفات، خصوصا جهود مصر فى مكافحة الإرهاب والتطرف فى منطقة الشرق الأوسط والموقف الأمريكى من الدول الداعمة للإرهاب، كما تناول الحوار الأزمة التى تلوح فى الأفق بسبب تصعيد كوريا الشمالية، فضلا عن الملفين السورى والإيراني. وفيما يلى نص الحوار: الرئيس دونالد ترامب أكد فى خطابه أمام الأممالمتحدة اتخاذ خطوات قوية ضد التنظيمات والدول الداعمة للإرهاب، والإدارة الأمريكية تعلم جيدا أن مصر تبذل جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط والدول الداعمة له، فما موقف الولاياتالمتحدة من هذه الدول؟ الإدارة الأمريكية لديها موقف واضح فيما يخص هذا الملف، وقد أكدته مرارا ويمثل أولوية كبيرة لها، والولاياتالمتحدة تضع مكافحة ليس فقط الإرهابيين ولكن أيضا الفكر المتطرف على رأس أولوياتها ليس فقط فى الشرق الأوسط ولكن حول العالم، لأن الإرهاب تهديد عالمى لا يحترم الحدود، والإدارة الأمريكية تدعم مصر بشكل كبير فى هذا المجال، لأنها تعانى ويلات الإرهاب منذ سنوات طويلة بسبب موقعها المحورى فى منطقة الشرق الأوسط، وانتشار جماعات إرهابية هى الأخطر فى العالم والهدف الأول والأكبر للولايات المتحدة على رأسها «داعش»، ونحن نعمل مع 73 دولة ومنظمة فى الائتلاف الدولى لمكافحة هذا التنظيم والفكر المتطرف والمنظمات التى تقدم الدعم والتمويل له، كما تقدم الولاياتالمتحدة فى الوقت نفسه مساعدات إنسانية بالتوازى إلى الشعوب، التى تعانى من هذه الجماعات الإرهابية. ما موقف الإدارة الأمريكية تجاه الأزمة مع قطر.. وهل سيكون هناك مبادرات أمريكية قريبة لحل الأزمة؟ الولاياتالمتحدة لها رؤية واضحة تجاه هذه الأزمة، فهى ترغب فى حل الأزمة مع قطر بالشكل السياسي، وتؤيد المبادرة الكويتية للحل، لأن مكافحة داعش والفكر المتطرف يعتمد بشكل أساسى على مصر وجميع الدول الخليجية، ولن تستطيع الولاياتالمتحدة النجاح فى هذا الملف دون مشاركة جميع دول المنطقة. كيف تنظر الإدارة الأمريكية إلى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته بالأممالمتحدة الفلسطينيين والإسرائيليين لقبول الآخر والتعايش فى أمن وسلام، وهل هناك خطوات جديدة ستقوم بها الإدارة الأمريكية لدعم الدعوة المصرية وجهودها فى هذا الإطار؟ عملية السلام فى الشرق الأوسط تمثل أولوية كبيرة للرئيس دونالد ترامب، ويفكر بها ليلا ونهارا، وبالتأكيد الإدارة الأمريكية تدعم الجهود المصرية فى هذا الإطار، ومن جهة أخرى يتم بذل جهود ضخمة من قبل جاريد كوشنر كبير مستشارى الرئيس ترامب، حيث يقوم بزيارات متكررة للمنطقة للاجتماع بالطرفين الفلسطينى والإسرائيلى للتوصل إلى حل من خلال دبلوماسية متعددة الأطراف ومفاوضات جدية بين الطرفين. فيما يخص الملف السوري، هل هناك خطط أمريكية واضحة لتحقيق تسوية سياسية فى سوريا أم ستستمر الحلول المطروحة فى مجرد القيام بعمليات عسكرية؟ هناك منظمات كثيرة متداخلة فى الأزمة السورية من قبل بعض الدول، خصوصا إيران التى تدعم حكومة بشار الأسد، والإدارة الأمريكية ترى بشكل واضح أنه فقد الشرعية منذ سنوات وليس هناك مكان له فى مستقبل سوريا، وفى نهاية المطاف نعتقد أن الشعب السورى هو من يقرر مصيره، ولابد أن يكون هناك مفاوضات مباشرة بين المعارضة المعتدلة والنظام فى سوريا لإنهاء الأزمة، كما تحترم الإدارة الأمريكية رعاية الأممالمتحدة للمفاوضات وترغب الإدارة الأمريكية فى عودة الطرفين لطاولة المفاوضات المباشرة فى جنيف، وفى نفس الوقت قدمت الولاياتالمتحدة أكثر من 6.5 مليار دولار مساعدات إنسانية وإغاثية للشعب السوري، الذى يعانى منذ 6 سنوات من سفك الدماء، وفى النهاية الحل النهائى فى يد الشعب السوري. هل هناك خطط أمريكية لهجوم عسكرى على كوريا الشمالية، عقب التصريحات المباشرة التى أدلى بها الرئيس دونالد ترامب، والتى أكد خلالها استعداد الولاياتالمتحدة لاستخدام القوة ضد بيونج يانج؟ الرئيس دونالد ترامب أكد بشكل واضح فى خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الولاياتالمتحدة ستعمل وفقا لمصالحها وتقاليدها وقيمها، وهو المبدأ الأساسى الذى تنتهجه السياسة الخارجية الأمريكية تحت الإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادة ترامب، حيث تمثل كوريا الشمالية تهديدا ليس فقط للولايات المتحدة ولكن أيضا لحلفائها فى تلك المنطقة سواء اليابان أو كوريا الجنوبية، وبالرغم من استعداد الإدارة الأمريكية لاستخدام القوة ضد بيونج يانج، إلا أن الإدارة الأمريكية تحاول حل الأزمة من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية، إيمانا منها بأهمية الدبلوماسية متعددة الأطراف من خلال العمل مع الحلفاء وتأمل الإدارة الأمريكية فى أن تستمع بيونج يانج إلى خطاب الرئيس ترامب، الذى كان واضحا ومباشرا، وبالتأكيد خيار الدبلوماسية هو الأفضل، وهو ما نحاول فيه جاهدين الأسبوع الحالى مع الحلفاء. كيف ترى الإدارة الأمريكية مستقبل الاتفاق النووى الإيراني، فى ظل انتقاد الرئيس دونالد ترامب خلال كلمته فى الأممالمتحدة لهذا الاتفاق ووصفه له بأنه «اتفاق من جانب واحد»؟ الإدارة الأمريكية تحترم التزامها بالاتفاقية النووية مع إيران، ولكن الرئيس دونالد ترامب يرى ضرورة إعادة التفاوض حول بعض بنود الاتفاقية لأن هدف الولاياتالمتحدة هو إنهاء البرنامج النووى الإيرانى وليس تأجيله، وهذا الهدف يمثل أولوية كبيرة للإدارة الحالية، وكما قلت سابقا إن السياسة الأمريكية الجديدة هى العمل وفقا لمصالح الشعب الأمريكي.