«هيومان رايتس ووتش» تؤدى عملها، وهذه هى وظيفتها!! .. طيب «جميل»، ومصر أيضا تقوم بعملها، وتريد الحفاظ على نفسها كدولة وشعب ومؤسسات ودستور وقانون، وتدافع عن حقوق وأمن وسلامة مواطنيها، وترفض أن يتدخل أحد فى عملها، خاصة إذا كان غير قادر فعليا على أداء عمله «الإنساني» بنزاهة وموضوعية وحيادية، ويستقى معلوماته من مصدر واحد، وغير موثوق به، ويتبع سياسة الكيل بمكيالين، بل بعشرين مكيالا، والأهم من ذلك أنه ليس له أى تأثير فعلى على أحد، وتأثيره الوحيد هو «التجريس»، ولا أريد أن أقول كلمة أخرى! بالله عليكم، هل سألتم أنفسكم، لماذا تقارير «هيومان رايتس ووتش» تصدر عن مصر فقط؟ ولماذا المفروض على مصر وحدها دون باقى دول العالم أن تنصاع وتنحنى وترضخ لعاصفة تقارير تلك المنظمة، دون غيرها من الدول؟ هل مصر هى الدولة الوحيدة على أجندة المنظمة؟ هل يتعين علينا أن «نطبطب» و«ندلع» من يحملون السلاح ويحرضون على خراب الدولة وتدمير مؤسساتها؟ هل نحن الوحيدون فى العالم الذين ليس من حقهم محاربة الإرهاب والحفاظ على الدولة؟ هل مصر «متوصى عليها» مثلا؟ هل المنظمة «مقموصة» من منعها من الدخول وغلق موقعها فى مصر؟ هل مكتب المنظمة فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط هو الأكثر نشاطا وحماسا وحيوية، بينما باقى مكاتبها الإقليمية لا تعمل ولا تشغل بالها بأوضاع حقوق الإنسان والحريات فى مختلف بقاع الأرض؟ ماذا عن الجرائم التى ارتكبها من تدافع عنهم المنظمة ضد المصريين؟ طيب ماذا كتبت «هيومان رايتس ووتش» عن اعتقال الآلاف فى تركيا؟ ماذا كتبت عن الديمقراطية والحريات فى قطر؟ ماذا كتبت عن جرائم ميانمار ضد مسلمى الروهينجا؟ ماذا كتبت عن جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين؟ ماذا كتبت عن سحل المتظاهرين السود فى أمريكا؟ ماذا كتبت عن جرائم أمريكا فى العراقوأفغانستان؟ هل كتبت شيئا عن القصف الأمريكى لمستشفى «قندوز»؟ هل كتبت شيئا عن النيران الصديقة التى تقتل العشرات فى أفغانستان وباكستان تحت مسمى محاربة الإرهاب، الإرهاب الذى صنعته أمريكا بنفسها؟ هل كتبت «هيومان رايتس ووتش» شيئا عن جرائم «بلاك ووتر» فى العراق؟ وعن فضائح سجن أبوغريب؟ هل كتبت شيئا عن جرائم داعش فى سورياوالعراق؟ أم أن تقاريرها فقط تنحصر على توبيخ من يقصفون الدواعش؟ وحتى إذا كانت «هيومان رايتس ووتش» أو من على شاكلتها من المنظمات «الحقوقية» مثل «العفو الدولية» كتبت فعلا عن أى من هذه الانتهاكات، فكم تقريرا قرأناه قياسا بالكم الهائل الذى كتبته وتكتبه هذه المنظمات عن مصر؟ والأهم من ذلك : ما هى النتيجة؟ هل حوكمت أو حوسبت دول أو حكومات من قبل بسبب تقارير «هيومان رايتس»؟ هل تضرر أحد؟ هل حوكم أحد؟ هل حوكم بوش أو بلير أو أردوغان أو أوباما أو نيتانياهو أو سان سوتشي؟ هل هذا هو «شغل» هيومان رايتس ووتش؟ هل بعد كل هذا يمكن أن نقول إن المنظمة «بتعمل شغلها»؟ ولماذا نشغل بالنا أصلا بمنظمة غير ذات صفة «لا راحت ولا جت» وغير ذات مصداقية، وتقاريرها لا تساوى الورق الذى كتبت عليه؟ لماذا نهدر وقتنا فى الرد عليها، طالما اعترفنا «رسميا» بأن ذلك «مضيعة للوقت»، خاصة أن النزاهة والموضوعية شرطان لأى حوار؟ هل نخاف من تأثير أكاذيبها المعنوية علينا فى عصر «مطحنة» العولمة؟ أم أن المشكلة تكمن فى خصوم الدولة وجبهة «المنتفعين» من هذه المنظمات، أم أنها فى «المرتعشين» الذين يرتعدون بمجرد قراءة مقال أو تقرير هنا أو هناك، ظنا منهم أن «نهايتنا قربت»؟! هل يمكن لأى دولة أن تضحى بسيادتها على أرضها علشان خاطر عيون تقرير منظمة أو عمود فى صحيفة لا يحترمها حتى رئيس دولتها نفسه؟! لماذا نعطى هذه الأصوات النكرة قيمة أكبر من قيمتها؟ عن نفسي، سأحترم «هيومان رايتس ووتش» جدا إذا أثبتت لنا أن تقاريرها عن مصر ليست مسيسة، وليست مستقاة من طرف واحد، ولا من أطراف مجهولة، وأن ما تكتبه عنا يماثل كما وكيفا ما تكتبه عن دول أخرى انتهكت وتنتهك حقوق الإنسان والحريات أكثر من مصر «بعشرميت» مرة. وقتها فقط، تصبح لهذه المنظمة مصداقية، فنفتح لها أراضينا، ويمكن أن «نرتعد» خوفا من تقاريرها، ونعقد المؤتمرات للرد عليها «راجل لراجل»! لمزيد من مقالات هانى عسل