نحن على مشارف مؤتمر عالمي يعلن خلاله أنه لا عنصرية في الإسلام، ولا إهدار لحقوق الإنسان، ولا عبادة إلا لله وحده، ولا فضل لغني على فقير، ولا ملك على خادم إلا بالتقوى والعمل الصالح. هذا المؤتمر هو فريضة الحج، التي بدأ ضيوف بيت الله الحرام شد ترحالهم إلى مكةالمكرمة، مرتدين ملابس الإحرام، يحذوهم الأمل في أن يتقبل الله منهم مناسكهم، ويتطلعون إلى عفو منه ورحمه، ويأملون الرجوع من حيث أتوا ذنوبهم مغفورة كيوم ولدتهم أمهاتهم. لكن يتوجب على الحاج إخلاص النية لله وقضاء دينه، ورد المظالم لأهالها، وطلب السماح من أصحاب الحقوق إن عجز عن ردها، وإصطحاب ما يكفيه من المال الحلال، والبحث عن رفقة الصالحين، وتوديع أهله وأقاربه وجيرانه وأصدقائه، والالتزام بالتواضع والخشية لله عز وجل، والابتعاد عن الإسراف. الحجاج مطالبون أيضا بالاجتهاد في كل الأمور التي تجعل حجهم مبرورًا من خلال تجنب الجدال، واشغال النفس بالنافع المفيد طوال ليله ونهاره، والاكثار من التأمل والتفكر والتدبر، والتسبيح والذكر والتمجيد والتحميد والاستغفار لله، والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. ورغم مشاق هذه الرحلة الايمانية، إلا أن لها منافع كثيرة وفوائد متعددة، منها التعارف والوقوف على أحول المسلمين رفقائهم من الحجيج الذين أتوا من كل حدب وصوب، وإحياء حقيقة الأخوة الإسلامية، وتطهير النفس وتقوية الإيمان والمساعدة على التوبة. اللهم ارزقني حج بيتك الحرام، ما بقيتني في يسر منك وعافية، وسعة رزق، ولا تحرمني من تلك المواقف الكريمة، والمشاهد الشريفة، وزيارة قبر نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام، اللهم اكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرورين حجهم والمشكورين سعيهم والمغفورين ذنوبهم والمكفرين عن سيئاتهم. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;