في هذه الأيام يشد ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها رحالهم إلى بيت الله الحرام، لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، وهم يرتدون ملابس الإحرام، راجين رحمه من الله، وآملين الرجوع وذنوبهم مغفورة، والعودة إلى ديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم. ومع بدء الرحلة الإيمانية يتوجب على الحاج إخلاص النية لله وقضاء دينه، ورد المظالم لأهالها، وطلب السماح من أصحاب الحقوق إن عجز عن ردها، واصطحاب ما يكفيه من المال الحلال، والبحث عن رفقة الصالحين، وتوديع أهله وأقاربه وجيرانه وأصدقاءه، والالتزام بالتواضع والخشية لله عز وجل، والابتعاد عن الإسراف. وعلى الحاج الاجتهاد في طلب كل أمر يجعل حجه مبرورًا من خلال تجنب الجدال والمراء، واشغال النفس بالنافع المفيدة طوال ليله ونهاره، والاكثار من التأمل والتفكر والتدبر، والتسبيح والذكر والتمجيد والتحميد والاستغفار لله، والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. للحج منافع وفوائد كثيرة منها تعارف المسلمين على اختلاف أوطانهم ولغاتهم، وإحياء حقيقة الأخوة الإسلامية، وتطهير النفس وتقوية الإيمان والمساعدة على التوبة. والحج مظهر من مظاهر المساواة بين المسلمين لا فرق بين إعرابي ولا أعجمي إلا بالتقوى، ولا خلاف على أنه يبعث في النفوس الأمل والفخر بأننا لازلنا أمة واحدة بعد أن فرقنا الأعداء بفعل السياسة وألاعيبها مستخدمين مصدر قوة الدول العربية في إضعافها. اللهم ارزقني حج بيتك الحرام، ما بقيتني في يسر منك وعافية، وسعة رزق، ولا تحرمني من تلك المواقف الكريمة، والمشاهد الشريفة، وزيارة قبر نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام، اللهم اكتب لي من حجاج بيتك الحرام المبرورين حجهم والمشكورين سعيهم والمغفورين ذنوبهم والمكفرين عن سيئاتهم. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر