يقول الله تعالى في القرآن الكريم :"ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ " ويتضح من الآيه ان الله يخبرنا ان القرآن الكريم لا ريب أي لا شك به ولم يقل سبحانه ان أي كتاب كتبه بشر لا يأتيه الباطل ، ولذا فكتب البخاري ومسلم وغيرهم من رواة الحديث والسيرة النبوية من الآئمة بشر يخطئون ويصيبون. وكل فروض الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تؤدى بالتواتر منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى قيام الساعة ، فالمسلمون يؤمنون بالله بالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي من الله تعالى ويصلون ويصومون ويزكون ويحجون قبل جمع أحاديث البخاري ومسلم بما يقرب من قرنين من الزمان من خلال مشاهدتهم لغيرهم من المسلمين وهم يؤدون الفرائض والشعائر السابقة كما كان يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم. ويقول الله تعالى : "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ . “ ويقول الله تعالى : " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " كتبت ما سبق لأني أطلع على بعض المواقع الإلكترونية التي تشكك بالإسلام وبفروض الله من خلال انتقاء بعض الأحاديث من كتاب صحيح البخاري ومسلم وغيرهم من الكتب وأعيد وأكرر صراحة ان أي حديث يتعارض مع آيات الله ليس بحجة على الإسلام لأنه تم جمعه من قبل بشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بما يقرب من 200 عام كما ان ذلك لا يشكك احد في فروض الله من صلاة وصوم وزكاة وحج يؤدي شعائرها المسلمون منذ ايام الرسول صلى الله عليه وسلم بالتواتر ، أي من خلال مشاهدة غيرهم من المسلمين وهم يصلون بالمساجد ويحجون بالكعبة ويصومون ويزكون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى قيام الساعة بمشيئة الله. ومن بين الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم والتي تتعارض مع آيات الله : حديث إرضاع الكبير حتى وإن كان ليس المقصود به الإرضاع من ثدي المرأة وانما من إناء من لبنها كما يفسر البعض ، فهذا الحديث يتعارض مع قول الله تعالى : وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ . وأوضح الإمام مالك أن الرَّضَاعَةُ قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا إِذَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ تُحَرِّمُ فَأَمَّا مَا كَانَ بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ فَإِنَّ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لا يُحَرِّمُ شَيْئًا وَإِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ. كما ذكر ابن عساكر أن الرضاع فى الحولين يُحرم الزواج لأسباب تتعلق بعوامل الوراثة ، ولكنه يُجرم الاختلاط ، فلا يجوز للراضع بعد الكبر أن يختلي بالمرضعة أو بابنتها ، بحجة أنها أمه أو أخته في الرضاعة فالخلوة حرامٌ . أما الأحاديث التي تقول ان هناك آيه كانت تتحدث عن رجم الزاني والزانية وان الله نسخها ولكن يبقى حدها معمولا به !! ... فهذا يتعارض مع قول الله تعالى : "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"... (فكيف اذا يتم نسخ آية ويظل حكمها معمولا به رغم نزول آية أفضل منها ؟! ) وهى ما جاءت في قول الله تعالى : الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وهناك أحاديث منسوبة للسيدة عائشة في صحيح البخاري ومسلم عن انها اخبرت ان النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض للسحر على يد لبيد بن الأعصم حتى انه كان يخيل له انه يفعل الشيء وما يفعله ثم شفاه الله بعدها والحديث الآخر في صحيح البخاري ومسلم الذي رواه الزُّهْرِيُّ عن عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ؛ هذه الأحاديث رواها بشر قد يخطئوا ويصيبوا وجمعها البخاري ومسلم بعد وفاة النبي والسيدة عائشة بما يقرب من قرنين من الزمان ويكفينا قول الله تعالى ردا على إدعاءات كفار قريش وتكذيبهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه ؛ يقول الله تعالى : " إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ “ اما الحديث الذي يروى عن ابن إسحاق عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : سمع أصحاب النبي رسول الله من جوف الليل، وهو يقول: «يا أهل القليب، يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام - فعدد من كان منهم في القليب - هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا»فقال المسلمون: يا رسول الله أتنادي قوما قد جيفوا؟ فقال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني». فهذا الحديث يتعارض مع قول الله تعالى : " وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ" واختتم حديثي بقول الله تعالى : " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ " [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;