زيارة واحدة لشركة مياه الشرب بالمندرة بالإسكندرية، تكتشف عشرات بل مئات المآسي، ورحلة عذاب لأصحاب الشقق الذين تلهبهم الشركة بفواتير نارية خيالية، والأغرب أن يفاجأ أصحاب الشقق المغلقة بفواتير استهلاك شهرية خيالية. قيمة الفواتير غريبة وتبريرات المسئولين فى الشركة أغرب ، ناهيك عن المعاملة السيئة التى يواجهها المواطن، هذا الكلام ليس من فراغ فقد سمعته من مجموعة من سكان المنطقة ومن جيران فى العمارة التى امتلك فيها شقة بعمارات الأوقاف , ومررت بتجربة شخصية تعرضت فيها لإهانة من مدير بالشركة عندما ذهبت للاستفسار عن فاتورة عجيبة لشقتى المغلقة التى لم أدخلها منذ 15 شهرا أتعامل مع هذه الشركة منذ عام 2007 عندما تعاقدت على تركيب عداد مياه لشقتى وهو بالمناسبة موجود خارج الشقة، ومنذ ذلك الحين تعودت خلال زيارتى السنوية السريعة ان أذهب للشقة لسداد المطلوب مني، ووضع مبلغ تحت الحساب مقدما وكانت آخر زيارة لى فى ابريل 2016 . فوجئت بحارس العمارة يتصل بى ليبلغنى بفاتورة شهر مارس بمبلغ 4314 جنيها بعد ان حاول ابلاغ المحصل ان الشقة مغلقة منذ فترة والمحبس الخارجى للشقة والموجود خارجها مغلق، فطلب منى الحضور لمعرفة سر هذا اللغز! سافر شقيقى للإسكندرية وذهب لخدمة العملاء بالشركة ودخل الموظف على السيستم للاطلاع على ملف الشقة وأبلغه انه بالفعل هناك شيء خطأ، والحل هو حضور صاحبة الشقة للتقدم بشكوى لفحص العداد وعمل تسوية وأبلغه ان المبلغ لن يزيد على 300 جنيه . ولأننا تعودنا صحافة واعلام، التعامل مع العميد محيى الصيرفى المتحدث الرسمى باسم رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب، فقد اتصلت به وحكيت له المشكلة، وتفضل مشكورا بالاتصال بالشركة، وأبلغنى ان الفاتورة تم سحبها وستتم معاينة العداد وعمل تسوية، وطلب منى الذهاب للشركة وإذا حدثت مشكلة ان اتصل به من هناك . توجهت للشركة لمقابلة المدير واسمه عادل الديب، الذى بمجرد ان عرفته بنفسى وبمشكلتى التى تحدثت عنها مع العميد الصيرفي، فوجئت به يصيح فى وجهى بغضب كما لو كان هناك ثأر بينى وبينه أو سابق معرفة، والحقيقة اننى أراه لأول مره لأننى فى السنوات السابقة كنت أدفع الفاتورة وأتعامل مع الموظفين كباقى المواطنين . واصطحبنى من مكتبه لموظفى خدمة العملاء، باختصار أخرجنى من المكتب وتركنى للموظفين يضربون أخماسا فى أسداس ، أحضروا الدفتر وظلت الموظفة تتحدث مع زميلها ثم تخرج لمقابلة مديرها المذكور وتعود.. وعندما تعبت اتصلت بالعميد محيى متوسلة اليه ان يفعل شيئا لكى اخرج من هذا المكان لأنى مرتبطة بموعد القطار العائد للقاهرة، فاتصل بالاستاذ كمال مسئول خدمة العملاء وهو شخص مهذب سمع منى ثم قال سأعاود الاتصال بك ولم يحدث. ويبدو انه اتصل بالاستاذ عادل الذى حضر ليصطحبنى لمكتبه ويبلغنى على طريقة أبشرى لقد خرجت معاينات ثلاث للشقة وتم عمل تسوية وتخفيض المبلغ الى 1452 جنيها . قلت له كيف ذلك وهل هناك شقة حتى لو بها أسرة كبيرة العدد مسكونة ببشر تستهلك فى فاتورة شهرية واحدة هذا المبلغ ناهيك عن انها شقة مغلقة وحتى عندما أحضر أقيم بها مفردى ليومين فقط !أجاب ربما استهلاك متراكم ونظر للدفتر ثم للكمبيوتر وقال يبدو ان الكشاف لم يسجل اى قراءة للعداد منذ تعاقدك عام 2007 حتى مارس 2017 . قلت: لكننى أسدد سنويا ما تطلبه الشركة منى واخر فاتورة كانت فى ابريل 2016، وأجاب رسوم عداد! اذن شركة مياه المندرة وفقا لكلام مدير الادارة يتم بها تعيين كشافين يتقاضون مرتبات شهرية لم يكشفوا على العدادات لمدة عشر سنوات، ليتركوا رصيد الاستهلاك يتراكم وعلى المشترك صاحب الشقة ان يدفع ثمن هذا الرصيد الذى يتم احتسابه فى شريحه عالية وبالأسعار الحالية مع انها مستهلكة منذ عشر سنوات .! هذه ليست مجرد شكوى فردية أو تجربة شخصية لي، فقد وجدت من جيرانى فى العمارة عشرات الشكاوى المماثلة بل ومن مواطنين داخل الشركة يتكبدون مبالغ عالية ومعاملة سيئة ومعاناة، لأن المسألة باختصار هناك تعمد، ترك رصيد المشترك يتراكم حتى يحاسب وفق شريحة عالية وعليه ان يدفع واذا تقدم بشكوى يقال له سنعمل لك تسوية ويظل ذاهبا عائدا على الشركة «كعب داير« عدة مرات حتى يقول »حقى برقبتي« ويضطر للدفع لينهى معاناته ومهما علت الأصوات بالشكوى فلا اذن تسمع ولا مجيب فقط معاملة سيئة وردود مستفزة .