زيادة في إقبال «أطباء الأسنان» على انتخابات التجديد النصفي للنقابة (تفاصيل)    المفتي: الرئيس السيسي إنسان لديه نُبل شديد وعزيمة غير مسبوقة    لمواجهة الكثافة.. "التعليم": إنشاء أكثر من 127 ألف فصل خلال 10 سنوات    17.5 مليار جنيه.. قفزة بحصيلة النقد الأجنبي في الأهلي ومصر للصرافة    منها الأرز والسكر والفول واللحمة.. أسعار السلع الأساسية في الأسواق اليوم الجمعة    وزير التنمية المحلية يوجه المحافظات بتطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة بكل قوة وحزم    التوسع في الخدمات الرقمية يجذب الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا المالية    قناة مجانية.. 4 خطوات لمشاهدة مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال أفريقيا    بالصور- انخفاض شديد في درجات الحرارة وسحب كثيفة تغطي سماء الوادي الجديد    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    هنا الزاهد تنشر إطلالة جريئة.. والجمهور يغازلها (صور)    الأزهر للفتوى ينصح باصطحاب الأطفال لصلاة الجُمعة: النبي كان يحمل أحفاده ويؤُم المُصلِّين في المسجد    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    اسكواش - نوران ل في الجول: الإصابة لم تعطلني وتفكيري سيختلف في بطولة العالم.. وموقف الأولمبياد    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    معمولي سحر وفكيت البامبرز.. ماذا قال قات.ل صغيرة مدينة نصر في مسرح الجريمة؟    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    رئيس الصين يوجه رسالة للولايات المتحدة.. وبلينكن يرد    محامية حليمة بولند تكشف كواليس حبسها    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    رئيس الصين يوجه رسالة للولايات المتحدة، وبلينكن يرد    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    الصحة: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    تراجع ثقة المستهلك في فرنسا بشكل غير متوقع خلال شهر أبريل الجاري    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثث 4 أشخاص قتلوا على يد مسجل خطر في أسيوط    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة أنشاص
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 07 - 2017

يا خسارة ياولاد ويا ألف مليون تنهيدة أسف ومثلها زفرات أسي وبحور كمد علي ما جرى لأوطان العرب.. كنا في زمان ولىّ وراح إذا ما اشتكى عضو منا تداعت له سائر الأعضاء.. كنا إيد واحدة.. كنا قلعة شامخة.. كنا شموساً وأقمارًا.. كنا حائطا منيعاً في وجه العدو.. كانت كعبتنا واحدة ولغتنا واحدة وكلمتنا واحدة ووجهتنا واحدة وعدونا واحد والكل فى واحد.. كان الصفاء يلفنا والوفاء عهدنا والإخلاص شعارنا والوحدة تاجنا والتسامح ديننا ومذهبنا.. كانت قلوبنا علي بعضنا.. كنا أشقاء وأنا وابن عمي على الغريب.. كان كل واحد يعرف حجمه ومقامه وقدره.. كان الصغير يقول للكبير انت الكبير.. كان مستحيل يفرقنا دخيل أو يميل بأحد منا خارج السرب.. كنا طلّة واحدة وطلعة واحدة وباقة واحدة ومنطق ونطق واحد بلسان كل العرب.. كانت الأحلام كبيرة والآمال عريضة والنية خالصة والسماء صافية، وكانت كسوة الكعبة فُرجتنا وفرحتنا يوم المحمل لجدة لمكة للأراضى المقدسة.. كان شوقي يصطاف علي جبل لبنان ويأخذ معاه عبدالوهاب وتغني أسمهان في ليالي أنس القاهرة ليت للبَّراق عينا.. كنا أوبريت طرب يشدو به فريد الأطرش وترقص سامية جمال.. ويصدح صوت فيروز تحت سقف الهرم «مصر عادت شمسك الذهب».. وانفض سامرنا.. كان للأزهر حصانته وكان صلاح الدين كامل الأوصاف بمنزلته وتاريخه وقيمته لم يعتدِ أحد علي شرفه بعد، ولا كان هناك من يجرؤ التطاول على منزلة الصحابى عمرو بن العاص أو يضع الأئمة في ميدان الحرج.. كان كل شيء في موضعه، وكل حى عارف خريطة حدوده، وكنا لمّا نكشر عن أنياب العرب يُعمل لنا مائة ألف حساب.. لكن.. سرقوا منا الزمان العربي والنشيد العربي والطموح العربي والعنفوان العربي والتضامن العربى، وحولونا من مصدري أحلام إلي حقول من الألغام.
شعورى كان كل هذا وأكثر بعدما طالعت نص قرارات «قمة أنشاص».. القمة العربية الأولى فى 28 مايو 1946 التى استضافها الملك فاروق الأول بمزرعته في أنشاص، حيث كان يطيب لجلالته تمضية الكثير من الاجازات بين الخُضرة والهواء الطلق والزهور النادرة.. وكان فاروق يستقبل شخصياً الملوك والرؤساء المشاركين في القمة ليمسك بيد كل منهم لمساعدته علي النزول من الطائرة، وكذلك فعل الشيء نفسه عند المغادرة، وهم الملك عبدالله جد ملك الأردن الحالي عبدالله الثانى والرئيس السورى شكري القوتلي الذى أقلته من دمشق طائرة عسكرية مصرية، والأمير سعود ممثلا والده الملك عبدالعزيز، والأمير عبدالله الوصي علي عرش العراق، وسيف الإسلام عبدالله ممثلا إمام اليمن، وبشارة الخورى بعدما أصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية المستقلة والذى قام برواية انطباعاته التاريخية عن تلك القمة لنجم الصحافة العربية علي مدي نصف قرن من الكتابة المتجردة من أجل التضامن العربى.. ابن لبنان.. فؤاد مطر.. الصديق عن بُعد.. العزيز علي العين والقلب والعقل ليضمها آخر طابور مؤلفاته المرجعية الإعلامية والسياسية تحت عنوان «هذا نصيبي من الدنيا».
يصف بشارة الخورى أقرانه المشاركين في القمة التي كُتبت مقرراتها بماء الذهب وتسلم كل مشارك نسخة منها بأن الملك عبدالله كان علي جانب متناه من اللطف وكان أقل المجتمعين كلاما وأكثرهم إصغاء، وقد لفت الأمير سعود الأنظار بقامته المديدة وشخصيته البارزة وقليلا ما كان يتكلم غير أنه سريع القرار جازمه، ولم تخلُ مناقشات المؤتمر من مساجلات لغوية ونحوية اشترك فيها الملك عبدالله وأحد أعضاء الحاشية المصرية وهو معلم الملك فاروق اللغة العربية والنحو، كما تخللت الاجتماعات النكات، فقد خاطب القوتلى الخورى باللغة الفرنسية فأجابه بها، والتفت الملك عبدالله إليهما قائلا: يظهر أنهم جلوا (يقصد الانتداب الفرنسى) ولم تَجلُ لغتهم!! فأجابه: وكذلك الذين سبقوهم في الجلاء يا صاحب الجلالة، فضحك الجميع وكانت ضحكة الملك فاروق مدوية مقهقهة، وشارك الملك عبدالله في الضحك، واستمر تبادل النكات طوال الوقت.
ويروى بشارة الخورى: «وكان ظرف الملك فاروق يضفي علي ذلك الليل جوًا من المرح، ولم أُقصِّر في هذا الميدان وأسمعته نكاتاً لبنانية سُرّ بها كثيرا واستعادها واستزاد بل قلَّد مخارج ألفاظها.. وسمع فاروق الملك عبدالله في تلك الاجتماعات يدَّعى إتقان لعبة الشطرنج إتقاناً لا يجارى فيه، فدعا الملك فاروق ضابطاً بحرياً ليبارى الضيف، وصار الضابط يغلب الملك عبدالله خجلا معتذرًا بينما الملك فاروق يضحك بسرور مجلجل وشكري بك لا يتمالك من المتابعة بابتسامة خفيفة».. وبعد التشاور الطويل انتهي المشاركون إلي كتابة نص المقررات ليتلوها عبدالرحمن عزام فيجد الملك فاروق أحدها طويلا فتم اقتضابه، واقترح مازحاً إنشاء مجلة لمؤتمر أنشاص علي أن يتولي الرئيس بشارة الخورى تحريرها، وعندما وصل النص إلى ألقاب الموقعين عليه في الترويسة مَالَ الملك فاروق إلى أذن جاره شكرى بك القوتلي وهمس إليه ببعض كلمات همس بها شكرى بك بدوره إلي أذنى فوافقت عليها بانحناءة الرأس، واقترح الرئيس السورى أن يعرَّف الملك فاروق بلقب «ملك مصر والسودان وصاحب النوبة ودارفور وكرُدفان» فوافق جميع الحضور، ليدعى الخطاط الملكى لكتابة المقررات بماء الذهب.. وتركناه يعمل والساعة العاشرة وانصرفنا لتناول العشاء علي ذهبية الملك فاروق، وطال انتظار الوثيقة ليستمر الاتصال بين القصر والذهبية للاستعلام عن الفقرة التي وصل إليها الخطاط الذي أشفقت عليه، فقلت للملك فاروق: قد يصل الأمر بهذا المسكين لنراه جثة في النيل، فضحك طويلا.. ودام انتظارنا حتي الرابعة صباحا ولم يبق علي الذهبية سواى مع الملك فاروق ومن الحاشية عبداللطيف طلعت كبير الأمناء وعزام وكريم ثابت، وأخيرًا وصلت الوثيقة ودعيت للتوقيع عليها قبل زملائى نظرًا للحروف الأبجدية، فامتنعت وقدمت القلم إلى الفاروق فأصرّ علىّ فتمنعت تكرارًا، ووقَّع الملك عن مصر وعن المملكة السعودية (لأن الأمير سعود اشترك مستمعاً وكان الملك فاروق الوكيل الرسمى عن الملك عبدالعزيز)، ووقعت أنا عن لبنان، وأخذ الملك فاروق يشكر الله شكرًا كثيرًا علي التوفيق في عملنا، ولاطفنى لأننى سهرت معه إلى تلك الساعة المتأخرة، ونزلنا معاً من الذهبية إلي قصر أنشاص ليقول لي: لن أنام قبل أن أوقظ جميع إخواننا ليوقِّعوا على هذه الوثيقة المهمة قبل طلوع الشمس.. فودعته ودخلت غرفتى ولم ألبث أن سمعت وقع قدميه في الأروقة وضحكاته العالية وهو يطوف علي ضيوفه جميعاً فيوقظهم بالطرق الواحد بعد الآخر ليوقعوا علي المقررات.. وكانت الخامسة صباحا عندما انقطعت كل حركة في القصر، وما كادت عيناى تغمضان حتى دق الباب فنهضت لأودع الملك عبدالله الذى ترك أنشاص مع الفجر».
وتضم وثيقة قمة أنشاص العربية التي كتبت للمرة الأولي والأخيرة بماء الذهب، وحملها الملك فاروق مهرولا بسعادة بالغة إلي جناحه الخاص، فى مجملها مساعدة الذين مازالوا مستعمرين علي نيل الاستقلال، واعتبار فلسطين قلب القضية القومية.. وجاء في مستهل الوثيقة: «نحن ملوك وأمراء ورؤساء دول الجامعة العربية وطّدنا العزم علي التشاور والتعاون والعمل قلباً واحدًا ويدًا واحدة من أجل كل ما فيه خير بلادنا وبلاد العرب جميعا، ولاسيما المحافظة علي حقوق الشعوب العربية كافة والدفاع عن حرياتها واستقلالها بكل الوسائل الممكنة، وذلك عملا بمنطوق ميثاق الأمم المتحدة ورغبة في أن يسود السلم المؤسس علي العدل بين الشعوب كافة، وبعد أن استعرضنا الموقف الراهن للبلاد العربية عامة علي ضوء التطورات العالمية الأخيرة وموقف فلسطين خاصة على ضوء التقرير الذى قدمته لجنة التحقيق الانجليزية الأمريكية ضمت الوثيقة عشرة قرارات كان من بينها ما جاء حول خطر الصهيونية وذلك في البند الثالث بأنها: «خطر داهم ليس لفلسطين وحدها، بل للبلاد العربية والشعوب الإسلامية جميعا، ولذلك أصبح الوقوف أمام هذا الخطر الجارف واجباً يترتب على الدول العربية والشعوب الإسلامية جميعها».. وفي البند الرابع: «في سبيل عروبة فلسطين فإن أقل ما نرتضيه هو إيقاف الهجرة الصهيونية إيقافاً تاما، ومنع تسرب الأراضي العربية إلي الأيادى الصهيونية بصورة تامة، والعمل علي تحقيق استقلال فلسطين وتشكيل حكومة تضمن فيها حقوق جميع سكانها الشرعيين بدون تفريق بين عنصر ومذهب».. وجاء في الفقرة الخامسة: «أجمعنا مع حرصنا الشديد علي استمرار الصداقة والعلاقة الطيبة بيننا وبين حكومتى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، علي أن نعتبر أى سياسة تأخذ بها هاتان الحكومتان، أو أى حكومة أخرى تناقض ما جاء في البند الرابع سياسة عدوانية موجهة ضد فلسطين العربية وبالتالي ضد دول الجامعة العربية كافة.. وركز البند السادس الدفاع عن كيان فلسطين في حال الاعتداء عليه بكل الوسائل الممكنة، فهو جزء لا يتجزأ من كيان البلاد العربية الأخرى، وفي البند السابع مساعدة عرب فلسطين بالمال علي ألا يقل ما تتبرع به كل دولة سنويا عن المبلغ الذى أقرت دول الأمم المتحدة دفعه لمؤسسة الاسعاف الدولية (أونروا) أى بنسبة واحد فى المائة من الدخل القومى.. وأجمعنا علي ضرورة تيقُظ شعوبنا تيقظا كاملا إزاء الخطر الصهيونى الذى يهددنا وإزاء أى خطر خارجى آخر، وأن نعمل علي إنهاض شعوبنا وترقية مستواها الثقافي والمعاشى بحيث تصبح قادرة علي مجابهة أى عدوان خارجى مداهم»..
ويأتى سونامى 48 بطوفان الاستعمار وتمدد الخطر الصهيونى ونكبة فلسطين لتغدو أوطان العرب مسافرة في الخطابة والنصوص المسرحية والخرائط والأغانى المدرسية وجميع أسماء التعجب والإشارة!!.. و..من فقرة لفقرة.. ومن قمة لقمة.. ومن ملك لملك. ومن عصر لعصر.. ليأتى عصرنا الذى يكتب فيه الشاعر أدونيس عن «العروبة التى تُناجى نفسها»:
يستيقظون سرا يطوفون المُدنَ العربية
يتحدثون مع أبوابها ونوافذها، مع طرقها
وآفاقها،
ثم يغلبهم البكاء، ويعودن صامتين إلي قبورهم.
يا عينى على الجدع
يحق لحيدر العبادى رئيس الوزراء العراقي أن يرفع يده بعلامة النصر بعد تحريره لمدينة الموصل من داعش وإن كلفت معركة التحرير ما لا يقل عن خمسة عشر ألف محارب من الجيش الشعبي والميليشيات المصاحبة.. وكان قد وعد ونفذ الوعد من بعد استرداد الفالوجة قبل نهاية العام، ليمحو صورة مؤلمة ظهرت قبل ثلاث سنوات يوم استسلمت وحدات كاملة من الجيش العراقي أمام داعش، وخلّفت تحت أقدام البغدادى رتبها العسكرية ولاذت بالفرار لتمكينه من الاستيلاء علي ترسانة كاملة من أسلحتها الأمريكية المتطورة.. ولكن أحدا لا يريد للعبادى استرداد أنفاسه أو تذوق حلاوة الفرحة، فالكل متحفز تجاه حيدر.. الكل يسعى لتكسير مقاديفه، والكل غدا يُملي عليه خطط الطريق، والكل لا يرى في انتصاره فوزًا علي داعش ولا نهاية للتنظيم الإرهابي، بل إن هناك من يشكك في مقتل البغدادى نفسه، وتوقعاتهم المحبطة بأن يعود داعش أكثر خطورة بعدما أصبح بلا عنوان معروف بحجة أن قوة الإرهاب في أن يكون مختفياً ومفاجئاً حتى يتم تركيعه لدفع ثمن جرائمه.. ويتمادى أصحاب النظرة المتشائمة بأن المشهد الدرامى ينذر بمولود جديد، أى نسخة مطورة عن داعش، ففى أحياء الموصل المنهارة يمكن أن تشم رائحة هذاالمولود، وحجة هذا الرأى السوداوى في أن التنظيم ولد من خراب أقل مما تعيشه الموصل اليوم، وأن استمرار سياسات الإقصاء والتنكيل والاستبعاد ستكون ذريعة لظهور نسخ متطرفة أخري أشد تشددا من داعش.
ويسأل من يضع في كل خرابة عفريتاً إذا ما كان حيدر سيسمح بتحقيق دولي بسبب حجم الموت الذي انتشر بين المدنيين كثمن لتحرير الموصل، فالمشهد في أحيائها يعكس دمارًا يذكِّر بدمار الحرب العالمية الثانية متجاهلا انتصاراتها وقدرتها علي الحسم.. ويحاصرون الرجل بالسؤال الصعب في أوج انتصاره فيمن سيتولي إدارة كبري مدن العراق ومحيطها لمعالجة نكبتها في ظل الصراعات الإقليمية وهشاشة الوضع السياسي العراقي الداخلي، وتحديات أمنية واقتصادية وعمرانية ضخمة، ويزيدون على الرجل حتى ظننته يتمنى لو لم يكن هناك الانتصار بأنه لا أمل في إعادة الموصل بحجة أن هناك انفصاماً ما بين فقراء العرب وأغنيائهم مما نتج عنه حالة تشوُّه في الاقتصاد من المحيط للخليج، إلي جانب افتقاد ثقافتنا العربية الحالية للتعاطف مع الآخرين عندما يكونون في الجانب الآخر من النهر أو البحر أو الجغرافيا أو المدينة، وأنت يا عبادى تقف علي الجانب الآخر رغم أن بلدتك الموصل أخذت اسمها لأنها وصلت ما بين دجلة والفرات، وهناك الحجة في تركك مع نصرك وحدك بأن للموصل حكايات كارثية طويلة علي مدى الزمان منها اكتساح تيمورلنك لها بعد صمودها البطولي فقرر حرقها وسرعان ما تحولت إلي دمار، لكن موصلك رغم الكوارث نهضت مرة أخرى بعد أن نبتت الخضرة والأشجار من بين مسام الركام، ولسوف تنبت مرة أخرى لتخرج منها ألحان أحفاد الموصلي صاحب الأربعين كتاباً في الغناء والتلحين والإيقاع ليعود زائرها لمشاهدة المئذنة «الحدباء» المائلة للجامع النورى الذى اعتلاه البغدادى ليُعلن خلافته حتي ليطغى اسمها علي مدينة الموصل نفسها، والبعض يراها «الخضراء» لإخضرار أرضها طول السنة، و«البيضاء» لأن دورها قبل تشوهات الدخان مبنية من الرخام الأبيض!
ورغم النصر المجروح علي ألسنة التحليل والرصد والقصد، فالرجل ذات نفسه لم يعلنها صراحة بأن الحكاية انتهت أو أنه قد غسل يديه من داعش وغدت صفحة الموصل بيضاء من غير سوء داعش، فلم تزل قوات مكافحة الإرهاب تضبط أفرادا من التنظيم في أنفاق ممتدة تحت الأرض في البلدة القديمة من الموصل آخرهم بالأمس وكانت جوقة إرهابية تضم 20 مقاتلا أجنبيا من بينهم ثلاث نساء تركيات و5 ألمان و3 روس وشيشانياً وكنديتين، بالإضافة إلي ستة من ليبيا وسوريا..
ويظل السؤال لحوحاً.. هل ستتكشف يوماً حقيقة داعش كاملة؟!.. من أين؟. ولأى غاية؟.. ومن الممول والمشرف ومهندس المنظومة الإعلامية والأمنية والمالية؟! ومن سهّلَ وصول آلاف المرتزقة إلي رقعته الجغرافية؟
ربما تأتى الإجابات أسرع مما نظن حاسمة وباترة وصادمة عندما يُرفع الستار هذه الأيام عن أفعال دولة قطر في سجلات الإرهاب، فالوثائق في الطريق بالصورة والصوت واليوم فقط ثبت تورطها في حصول «كرمان» اليمنية علي جائزة نوبل العالمية.. ويا عينى علي حيدر البغدادى القائد الذي وقَّع وثيقة النصر فشُحذت من أجله السكاكين!!
متفجرات للبيع
بمناسبة إعلان نتائج الثانوية العامة وتظلماتها التي بلغت 14 ألفا، وصعود مؤشر طب العلاج الطبيعي لمنزلة القمة بنسبة قبول 95٫1٪ للحاجة الملحة إلى هذا النوع من العلاج بعدما أصبحت الغالبية تشكو من آلام الفقرة القطنية بحكم انحناء الكاهل بالحِمل الثقيل، وكسر الوسط نتيجة القعدة الطويلة علي الحديدة، وانشغال الناجين من عنق الزجاجة في اختيار الجامعات والمعاهد تبعاً للمجموع الذي يعلن عنه فى وسائل الإعلام المختلفة، فإن هناك الكثير من مراكز التدريب ذات الطابع الخاص التي لا يعلن عنها بل يتم الالتحاق بها خفية وسرًا ولا تشترط المجموع، ويُشرف عليها أساتذة أصحاب خبرات مذهلة وباع طويل في سكة الندامة ومرجعية أمنية ذات صلة وثيقة بالنيابة والتخشيبة والزنزانة والبُرش والقصعة ومُضى المدة، لهم عيون فاحصة ورؤية ثاقبة لإجراء عمليات الفرز والقبول والتجنيب، وتلك المراكز تمتد منها أفرع عديدة تغطى خريطة الوطن بشبكة عنكبوتية تحتم مرور الطلبة الجدد لكشف الهيئة لاختيار كوادر الطليعة لإخضاعها للإعداد البدني والعسكرى والتدريب المكثف علي حمل الأسلحة النارية (آر بي جى)، وعلي القنص من مسافات بعيدة، مع تأهيل المجموعة المختومة بطابع الانقياد الأعمى للانضمام لقطيع السمع والطاعة للقيام بمهمات إملائية انتحارية تحملهم علي بساط الريح لأحضان الحور في جنة عدن بمجرد لمسة خفيفة زى شكة الدبوس لزرار حزام الوسط في مهام الذئاب المنفردة التي تملك القدرة علي إيصال الرسائل الدموية وضرب الاستقرار في أى وقت.. ولا الحاجة يا رجالة للقعدة البطّالة وأصحاب السوء وموت يا زمّار والغرق في مركب هجرة، ومادام الموت حق علي الرقاب، وكلها موتة يبقي على الأقل تطلع منها وقد نلت الجائزة الكبري، بالقضاء علي الطاغوت، وفي نفس الوقت شربت من كؤوس الشهد المصفي في ضيافة حور العين.. وحتي لا يتعرض المتدربون النقاوة لضربة الشمس الصحراوية ولهيب الحرارة فقد وضع المشرفون في الاعتبار مراعاة وفرة الخيام المظلِلة، والمواد الغذائية والمياه الباردة، والملابس (العسكرية)، والكتب (المتطرفة)، والمطبوعات (السلفية) مع تدبير وسائل المواصلات من وإلي المناطق السكنية!!
ولما كانت المعسكرات الإرهابية التي تم تدميرها بطول الوادي وكان آخرها معسكر الكيلو 11 دائرة مركز شرطة الإسماعيلية الذى أسفرت مهاجمته عن مصرع 14 عنصرا إرهابي، وكانت الداخلية قد أعلنت منذ بداية 2017 فقط عن مقتل 56 إرهابيا في عدة معسكرات منها في مزرعة الدلنجات بالبحيرة في 2 ابريل 2017، ومعسكر العوامر بأسيوط في 10 ابريل 2017، ومقتل 7 إرهابيين، ومعسكر طريق سفاجا سوهاج في 8 مايو 2017 الذى أسفر عن مقتل 8 إرهابيين، ومعسكر المنطقة الجبلية في جنوب الجيزة في 22 يونيه ومقتل 7 عناصر إرهابية جميعها تعتمد فى تنفيذ عملياتها الإرهابية علي السلاح الممول والنسف بالمواد المتفجرة، ولكي نصل إلى تجفيف منابع التمويل عبر الأنفاق وامتثال قطر للدين الحق ونبذ مخطط الشيطان فالأمر متروك للمقدَّر والمكتوب واستمرار إحباط الرحلات المكوكية لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع الذى في حقيقته شرخاً قد بلغ أغوار المحيط الشعبي والنفسي.. ولابد هنا من إعادة النظر فى أمر المواد المتفجرة المباحة مصادرها عينى عينك وتباع موادها جهارا نهارا في الأسواق وبدون رقابة علي شركات البذور والزيوت والكيماويات، ومنها نترات الألمونيوم وحمض النيتريك واليوريا ونترات البوتاسيوم التي تستخدم كمخصبات زراعية للتربة، ومن السهل الحصول علي أى كمية بأسعار زهيدة فشيكارة اليوريا 50 كيلوجراماً ثمنها يا بلاش 250 جنيها، ونترات البوتاسيوم في نفس حجمها ب500 جنيه. واطبخى يا جارية كلِّف يا سيدى، هذا إلي جانب الرقابة غير الصارمة من بعد 25 يناير علي المحاجر التي تفشت بدون ترخيص والتي يتم صرف حصة مواد متفجرة لها من قبل الدولة البهية!!
الطواسيم والحواميم
طول عمرى خائفة ومتوجسة من تعدى الحدود أو الخروج عن طابع الالتزام الدينى والأخلاقي والأدبى في أمر السؤال حول معني الحروف المقطعة التى تصدرت بعض سور القرآن فى 29 سورة منه، وهى (الم) التي افتتحت بها سورة البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم ولقمان والسجدة.. و(المص) في الأعراف.. و(الر) في يونس، وهود ويوسف وإبراهيم، والحجر.. و(المر) في الرعد.. و(كهيعص) فى مريم. و(طه) في طه.. و(طسم) في الشعراء، والقصص.. و(وطس) في النمل.. و(يس) في يس.. و(ص) في سورة ص.. و(حم) في غافر وفصلت والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف.. و(حم عسق) فى الشورى.. و(ق) في سورة ق.. و(ن) في سورة القلم.
لقد وجدت القائل بأنها مقطعة من أسماء الله الحسني، وقائل بأنها أسماء للسور، واعتبرها البعض رموزًا بين الله ورسوله، وروى عن «الشعبي» بأن لله تعالي سرًا جعله في كتبه وأن سره في القرآن هو الحروف المقطعة، وعن عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم قولهم: «الحروف المقطعة من المكتوم الذى لا يُفسر»، وعن علىّ رضى الله عنه أنها اسم من أسماء الله تعالي فرِّقت حروفه في السور، وعن ابن مسعود قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول أن (الم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف».. وقال الزمخشرى بأنها لم ترد كلها مجموعة في أول القرآن، وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدى والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي الصريح في أماكن عديدة، وقال ابن كثير: كل سورة افتتحت بالحروف لابد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته.. وعن عكرمة قول النبى صلي الله عليه وسلم عن «حم» والتى جاء عددها في سبع سور متتابعات أولها سورة غافر وتسمى «الحواميم» (حم اسم من أسماء الله تعالي وهى مفاتيح خزائن ربك) وحول تكرار الحروف المقطعة في أول السور ينشد أبوعبيدة:
وبالطواسيم التى ثُلِّثت وبالحواميم التي قد سُبِّعت
وروى أن النبى صلي الله عليه وسلم قال: «لكل شىء ثمرة وأن ثمرة القرآن ذوات حم هُنّ روضات حسان مخصبات متجاورات فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم».. وقيل عن «طه» في سورة طه إنها لفظ استأثر الله بعلمه، وقيل إنما هو اسم للرسول صلي الله عليه وسلم، وحول «ق» في سورة ق روى عن مسلم والإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ «ق» في العيد وفي كل يوم جمعة علي المنبر، وقال ابن كثير: «كان يقرأ بها في المجامع الكبار كالعيد والجُمع لاشتمالها علي ابتداء الخلق والبعث والنشور والمعاد والقيام والحساب والجنة والنار والثواب والعقاب والترغيب والترهيب».. أما عن «يس» فى سورة يس فقيل معناها ( يا إنسان) ويراد محمد صلي الله عليه وسلم كما يشير إليه الخطاب بعد القسم بالقرآن في الآية الثانية: «إنك لمن المرسلين»، وقيل «يس» والتقدير: اقرأ يس.. ويقطع الشيخ الشعراوى بالرأى القائل إنه إذا أراد إنسان منا أن يعرف معنى هذه الحروف فلا نأخذها علي قدر بشريتنا، ولكن على قدر مراد الله فيها، وقدراتنا تتفاوت، وأفهامنا قاصرة فكل منا يملك مفتاحا علي قدر علمه، ولكن من عنده العلم يملك كل المفاتيح، ولذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «ما عرفتم من محكمه فاعملوا به، وما لم تدركوا فآمنوا به».
ولقد آمنت آخذة بنصيحة الشعراوى: «إذا قرأت القرآن لتستفيد فاقرأه بسر الله فيه».
آلووه
شيء في صدرى هذه الأيام تجاه تليفونى المحمول حتى أننى قمت بتغيير الشريحة ورميت النمرة وقطعت الخط، وفضَّلت عليه العدّة الأرضية التقليدية مهما أجبرتنى على الجلوس إليها متخشبة لساعات للحديث والتلقي، فهي علي الأقل وطنية ودوغرى، ومن يدي لأذنى، ومن سلكي لفيشتى، ومن محيطى لأثيرى، ومن المصلحة للصالح العام، ولا ممكن أبدا تقفل السكة في وشى بحجة نفاذ الرصيد، أو الشبكة الواقعة، أو أنها تشخط وتنطر بضرورة وضع رقم 2 زيادة مع أول الطلب مع إنك تكون سبق ووضعته لكنها ودن من طين وودن من عجين، وربما أهم مكرمة لمسرّتى الأرضية أن دقائق حياتى الأسرية ولو كانت مسموعة (عندهم) بانفتاحها علي البساط الأحمدى في الدردشة أو النميمة مع صاحبتى وأختى، فعلي الأقل أسرارى داخل حدود وطنى، وفي الحفظ والصون، وتحت رعاية قانون وقضاة بلدى، مما دفعني للسؤال حول آخر أخبار شركة المحمول المصرية حلم جميع المصريين التى لّمَح المسئولون عنها تلبية لرغبة الجميع لتكون سترًا وغطاءً وأماناً وأرباحاً بالملايين؟!
كل هذا من بعدما أطلقت شركة فودافون علي نفسها في قطر اسم «تميم المجد» مع استنكار فرعها في القاهرة علي هذا التصرف ليقوم فرعها أخيرا فى تركيا مع الشركتين التركيتين «توركيل، وتورك تليكوم» بتقديم هدايا للمشتركين عبارة عن مكالمات مجانية طوال يوم 16 يوليو الماضي بعدما غيرت نغمات اتصالها بصوت رجب الطيب أردوغان يهنئ الأتراك بذكرى نجاح الشعب التركي في إحباط الانقلاب الذى شمل القبض علي أكثر من 50 ألف شخص وإقالة أكثر من 150 ألفا في إطار حملة لم تزل مستمرة حتى الآن قامت بحل أكثر من 2000 هيئة ومؤسسة، وإغلاق أكثر من 1000 مؤسسة تعليمية و15 جامعة وأكثر من 1200 جمعية أهلية، و19 نقابة، واعتقال 150 صحفيا.. الخ.. ولهؤلاء جميعا بدأت مصانع الملابس التركية بتنفيذ القرار بإعداد زى برتقالي موحد مماثلا لزى نزلاء سجن «جوانتانامو» بعدما هدد أردوغان بمناسبة احتفال البلاد بقطع رؤوس الخونة الانقلابيين إثر تصديقه مباشرة على إعادة العمل بعقوبة الإعدام بمجرد تصويت البرلمان.. البرلمان الأردوغانى... و..آلوووه!!
لمزيد من مقالات سناء البيسى;


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.