الحماية والنفاق والدعم الذى يمارسه العالم الغربى والشرقى على السواء مع إمارة قطر يثير الدهشة والاستغراب للوهلة الأولي، فمنذ حدوث الأزمة بين الدوحة والدول الخليجية ومصر، ووزراء خارجية أوروبا وأمريكا وتركيا يتدفقون على الرياضوجدة وأبوظبى والدوحة والكويت باسم حل الأزمة، والهدف حماية قطر، ولم يفكر أحد هؤلاء فى زيارة القاهرة التى هى طرف مهم ولا أقول رئيسى فى الأزمة، واعتبر هؤلاء الأزمة خليجية خليجية، وأن خلافات القاهرةوالدوحة معروفة وقديمة ولا تزعجهم بقدر انزعاجهم من حصار السعودية والإمارات والبحرين لإمارة «الحمدين»! ولا أدرى سرا لهذا الدعم الغربى للدوحة ولندع أردوغان تركيا جانبا الآن لأسباب كثيرة فقطر ليست دويلة ديمقراطية ولا تتشارك مع الغرب قيم حقوق الإنسان والديمقراطية وليس لديها مجلس نيابى يمثل الشعب، كما أنها لم تنجب العلماء والعباقرة والمفكرين الذين يسهمون فى تقدم الإنسانية وإن كانت تهوى شراءهم وتجنيسهم إن رضوا، والدوحة ليست دولة ذات حضارة عريقة مثلا يتعين الدفاع عنها.. فهى دولة غير ديمقراطية ولا تتشارك مع الغرب أية قيم باستثناء المصالح والمال! إذن..لماذا يحتشدون للدفاع عنها ودعمها وحمايتها من الدول الأربع «المتوحشة» التى تريد اغتيالها؟ فها هو وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون خصص كل وقته للدفاع عن قطر، لأنه فى الأساس رجل أعمال تخصصه النفط والغاز، ثم وزير الخارجية الفرنسى فالبريطانى والألماني.. وهكذا حتى تخيلت أن قطر أصبحت عندهم أهم من السعودية ومصر، وربما هى كذلك.. وبعد أن كان الرئيس الأمريكى ترامب يريد معاقبة قطر، وانتهازها فرصة لوقف دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية فى كل مكان حتى مالى والصومال والفلبين، عدل عن رأيه بعد أن نبهته أجهزة الأمن والمخابرات الأمريكية إلى أهمية الدور القطرى فى خدمة المصالح المخابراتية والعمليات القذرية التى تخشى واشنطن التورط فيها وتوكلها إلى إمارة »الحمدين«، وهو ما يثير شكوكا بأن التمويل القطرى للجماعات الإرهابية يتم بمعرفة وتنسيق وربما تعليمات من المخابرات الأمريكية! لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم