لا مكان للمساومة مع الإرهاب فى استراتيجية مصر والذين خرجوا من جحور النسيان فى داخل وخارج مصر وآخرهم السيد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة السودانى لتجديد أحاديث المصالحة باسم الرغبة فى وقف إراقة الدماء جد مخطئون بل هم واهمون لأن الأسباب الحقيقية التى دفعت الفريق أول عبد الفتاح السيسى لطلب التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل فى نداء 24 يوليو 2013 لم تضع ولم تختف بل العكس فقد زادت الأسباب وتعاظمت المبررات وأكدت خسة ووحشية الإرهابيين ومن يحركونهم حتمية المضى فى الشوط إلى نهايته. نحن إزاء صراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر وكما أنه يستحيل أن يجتمع الليل والنهار وأن يتعايش العدل مع الظلم فإن من المستحيل أيضا القول بوجود أى فرصة للمهادنة أو تهدئة اللعب حسب تعبير الصادق المهدى الذى فيما يبدو أراد العودة للمشهد العربى من بوابة مغازلة الجماعة. إن مصر حسب فهمى لا يمكنها بأى حال من الأحوال أن تضع يدها فى أيدى القتلة المأجورين لسبب مهم هو أن ذلك يتعارض مع ألف باء استحقاقات أمن الوطن والمواطنين من ناحية كما أن مصر لا تستطيع بحال من الأحوال أن تتخلى عن مسئوليتها فى توفير أسباب الأمن والاستقرار للمنطقة وللعالم كله حتى لو توقفت العمليات العشوائية على الأرض المصرية فليست مصر من الدول التى يمكن أن تقف أمام خطر الإرهاب ولو كان على بعد من أراضيها بدعوى أن الأمر لا يمسها ولا يعنيها. مصر حسب اعتقادى ترى وهى على حق فى ذلك أن الحرب ضد الإرهاب ليست خيارا يمكن استبداله وليست ترفا يمكن الاستغناء عنه وإنما هى مدخلنا الوحيد لضمان بدء السير على طريق المعالجة الجذرية لأمراض وعلل المجتمع فى سلة الفقر والجهل والمرض حيث يكون بمقدورنا بعد القضاء على الإرهاب حشد كل ما لدينا من قوة وتسخير كل ما نملكه من طاقة وجهد لبناء مصر الجديدة التى هى ذروة حلمنا الراهن. خير الكلام: أبسط الشرور هو الشر الظاهر للعيان ! [email protected]@ahram.org.eg لمزيد من مقالات مرسى عطا الله