أحيت تركيا أمس الذكرى الأولى للانقلاب الفاشل بمواصلة الرئيس رجب طيب أردوغان تشديد قبضته على بلاده، وتنفيذ مزيد من الاعتقالات، كما دعا أنصاره إلى النزول للشوارع فى مظاهرات مؤيدة لحكمه. وفى بداية الاحتفالات، توجه أردوغان أمس إلى اسطنبول للمشاركة فى مسيرة شعبية على الجسر الذى يعبر فوق مضيق البوسفور، وشهد معارك دامية قبل عام وبات يسمى «جسر شهداء 15 يوليو». كما أزيح الستار عن نصب تذكارى أقيم خارج القصر الرئاسى فى العاصمة تكريما لقتلى الانقلاب الفاشل. وكانت الحكومة التركية قد أعلنت يوم 15 يوليو عطلة وطنية سنوية للاحتفال ب»الديمقراطية والوحدة»، معتبرة أن إفشال الانقلاب يمثل نصرا تاريخيا لما سمته ب»الديمقراطية التركية». وتواصلت حملات القمع متمثلة فى تسريح 7563 شخصا، من بينهم 2303 عناصر من الشرطة، و546 عسكريا، وأكثر من 3 آلاف موظف فى وزارات الخارجية والداخلية والعدل والصحة والتعليم وغيرها، بالإضافة إلى 302 من أساتذة الجامعات، كما تم تجريد 342 من ضباط الشرطة والجيش معا من رتبهم، بناء على حالة الطوارئ التى فرضت منذ 20 يوليو الماضي. وأشارت السلطات التركية فى بيان إلى أن المستهدفين «على صلة بمنظمات إرهابية أو مجموعات تم التأكد بأنها تصرفت بشكل يتعارض مع أمن الدولة الوطني». وكانت تركيا قد فصلت أو أوقفت عن العمل أكثر من 150 ألف شخص منذ محاولة الانقلاب، واعتقلت 50 ألفا من الجيش والشرطة وقطاعات أخري. وسبق أن نددت الأممالمتحدة بالإجراءات التركية، ووصفها زيد بن رعد المفوض السامى لحقوق الإنسان بأنها لم تتبع المعايير القانونية، نظرا للعدد الهائل للمستهدفين من هذه الحملة. يأتى ذلك بعد أن أعلنت وزارة العدل التركية أن السلطات القضائية فى البلاد اتخذت إجراءات قانونية بحق 169 ألف مشتبه به فى إطار التحقيقات الجارية فى قضية مكافحة ما وصفته «بمنظمة جولن»، التى تقول أنقرة إنها خططت ونفذت المحاولة الانقلابية الفاشلة، وذلك فى إشارة إلى فتح الله جولن الذى تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب. وفى إطار تسخير امكانيات الدولة لإحياء ذكرى الانقلاب، امتلأت شوارع اسطنبول بلافتات ضخمة صممتها الرئاسة تضم لوحات تعكس الأحداث الرئيسية التى وقعت ليلة المحاولة الانقلابية، بما فى ذلك استسلام الجنود الانقلابيين، تحت شعار «ملحمة 15 يوليو»، إلا أن البعض انتقد اللافتات التى رأوا فيها تقليلا من شأن الجيش التركي، كما اعتبرتها المعارضة إهانة وإذلالا للجيش. كما أعلن مجلس بلدية اسطنبول أن خدمات النقل «مجانية» عبر كافة وسائل النقل العامة فى المدينة لمدة يومين.